ما كورونا مثل كورونا !

ما كورونا مثل كورونا !

ما كورونا مثل كورونا !
 
بصراحة المشكلة ليست في هؤلاء الناس الذين يخضعون لحجرٍ صحي مهما تضاعفت أعدادهم أو تعاظمت مشكلتهم، يعني كلها أربعة عشر يوماً وينتهي بهم الأمر إلى حيث يريد الله لهم أن ينتهي - إما يعودوا إلى منازلهم سالمين معافين وإما غير ذلك لا سمح الله وينتهي الأمر هنا .
المشكلة في الحقيقة هي في أولئك الذين يخضعون هناك في فنادق الرياض ومنذ أكثر من خمس سنواتٍ لحجرٍ أو عزلٍ من نوعٍ آخر، فلا هم تعافوا من حماقاتهم وخرجوا أصحَّاء عائدين إلى منازلهم وبيوتهم سالمين معافين ولا هم (غاروا) في ستين داهية على رأي إخواننا المصريين وأسلموا بلادنا وشعبنا (دبورهم) وبوائقهم ..
فإذا كان الخاضعون لحجرٍ أو عزلٍ صحيٍ مدته أربعة عشر يوماً فقط لا يستطيعون من أماكن ومقار عزلهم الصحي إدارة شئونهم أو تسيير أعمالهم، فكيف بمن لهم خمس سنواتٍ أو يزيد قابعين في حجرهم الإجباري ذلك أن يديروا دولةً من هناك أو يسيروا أعمال شعبٍ فقيرٍ منهك ؟! 
ثم بعد ذلك يريدون مني كمواطن يمني أن أعترف بشرعية (رئيس) لا يستطيع الظهور من مقر حجره والخروج على الشعب ولو بخطابٍ واحدٍ أو حتى نصف خطابٍ يواسيه ويربت فيه على كتفه جراء تعرضه لجائحةٍ مثل كورونا وفي ظل شحة وانعدام أبسط الإحتياجات والمرافق الصحية اللازمة لمواجهة هذه الجائحة القاتلة والفتاكة !
يا أخي ليته حتى كان يستطيع تكليف من ينوب عنه ممن حوله أو حتى يوعز إلى مسئوله الإعلامي مثلاً أو مستشاره الصحفي بتلاوة خطابٍ أو قراءة حتى بيان تضامني يعبر فيه للشعب كافه عن أسفه وتضامنه الكامل معه لما تعرض له من هذه الكارثة التي حلت على رأسه بدون أي سابق إنذار !
فأي جائحةٍ وأي كورونا هذه هي السعودية التي أصابت هولاء الموبوئين سياسياً وأخلاقياً وأجبرتهم على التزام أماكن ومقار حجرهم وعزلهم طيلة هذه المدة الطويلة التي تجاوزت الخمس سنوات وبدون أن ينبس أحدهم في وجهها حتى ببنت شفة ؟!
وأي قلوبٍ وعقولٍ تلك التي يحملها مثل هؤلاء العاهات حتى يتقبلوا على أنفسهم البقاء رهيني هذا المحجر الأسوأ والأطول على مر التاريخ ويتحملوا ظروفه وأجواءه كل هذه المدة بدون أن يحرك أحدهم ساكناً واحداً أو يلوح حتى باعتراضٍ أو تململٍ واحد ؟!
وهنا يتبادر إلى أذهاننا هذا السؤال :
ماذا لو فكر أحدهم بالتمرد على هذا الحجر وقرر مواجهة كورونا (السعودية) هذه ؟! ماذا سيحدث له ؟! وهل سيكون بمقدوره الانفلات والنجاة بنفسه من بين فكيها ؟!
لا أعتقد ذلك، فأمكانيات كورونا (السعودية) تفوق آلاف المرات كل كورونا العالم مجتمعة من حيث الإجرام والفتك وإلحاق الأذى والعار بالضحية بعد إغراءها وإغواءها وجرها إلى مصيدتها طبعاً !
 على أية حال،
ستزول جائحة كورونا (الفيروس) يوماً، وسيتجاوز الناس تداعياتها وآثارها وسيتعافون ويخرجون من محاجرهم وأماكن عزلهم هذه .. لكنني لا أظن ولو للحظةٍ واحدةٍ أن أصحابنا أولئك سينجون ويفلتون من عار كورونا (السعودية) أو يتعافون من تداعياتها وآثارها حتى وإن أُخرِجوا يوماً من محاجرهم الفاخرة ورُحِّلوا إلى حيث لا يؤسف عليهم، 
فمن رمى بنفسه إلى أحضان كورونا (السعودية) هذه أو حتى اقترب منها، فستظل لعنتها ملازمةً ومصاحبةً له إلى أبد الآبدين، فما كورونا مثل كورونا !