الله رسم لنا طريق الحق .. فلا ننحرف!!

الله رسم لنا طريق الحق .. فلا ننحرف!!

لا زم أن يكون عملك في تقديم الدين بالشكل الذي يعرف الناس الدين، بحيث ما يروا عند الله تقصير، يكون معرفتهم للدين بالشكل الذي يدينوا بشيء هو الذي يليق بجلال الله، يكون فيه تنزيه لله، لا يكون الناس في الأخير هم ـ إذا ما قدمت القضية بهذا الشكل ـ يكونوا في الأخير قد عندهم فهم يحملوا الباري المسئولية هو، وهذه حاصلة عندنا.

عندما تسمع حديث عن صراع الحق والباطل، وقوة أهل الباطل، وغلبة أهل الباطل وإمكانياتهم الهائلة يقولون: هكذا حال الدنيا، الباري أراد أن تكون الدنيا هكذا!

إذا أحد يريد يتحرك ويقول الحق وما حق، يقول لك: أهل الحق يكونون ضعاف، أهل الحق ما بينجحوا، والحق ما بيسبر في الدنيا هذه! وأن الباري جعلها هكذا، جعل الدنيا على هذا الشكل!

ما معنى هذا أننا نحمل الباري المسئولية؟ نحمله مسئولية هذه الأشياء، هو الذي جعل الناس بشكل ما بيرضوا يقبلوا الحق! وهذه فكرة قائمة، فهم قائم، هو الذي جعل الدنيا بهذا الشكل ما فيها مكان للحق، ما بلى باطل باطـل، ما يستقيم فيها إلا أهل الباطل، أهل الحق ما ينتصروا، أهل الحق ضعاف، أهل الحق ما بيسبر لهم شيء، هذه مقولات حاصلة!

طيب فمعنى هذا أن الله هو الذي هيئ للباطل الساحة، هو الذي خلق الإنسان على وضعية ما يقبل الحق أبداً! ما معنى هذا أن الخطأ جاء من عنده؟ طيب هذه عندما ترجع إلى القرآن الكريم تجدها قضية باطلة من أفظع القضايا في بطلانها.

إن الله يقدم ما لديه، وعود لأهل الحق لأن ينتصروا، وعود لمن ساروا على هديه، وعود للناس إذا ساروا على هديه كيف ستكون حياتهم، كيف ستكون سعادتهم في الدنيا، كيف ستكون سعادتهم في الآخرة.

قدم الحق بالشكل الذي إذا سار الناس عليه لا يبقى للباطل مكان. الباطل أساساً ما هو شيء مطبوع في الدنيا، مطبوع، هو يعتبر شاذ، يعتبر شاذ، هو الشذوذ في الدنيا، الباطل هو الشذوذ أساساً، ما هو الشيء الأصلي فيها، المعصية هي الحالة الشاذة، الباطل هو الحالة الشاذة بالنسبة لفطرة الإنسان، بالنسبة لسنن الكون، بالنسبة للهداية الإلهية، الهداية الإلهية لا تقوم على أساس أنه لازم أن يطبع في الدنيا نصفها باطل، يطبع لك نصف باطل، ويقول لك في الاختيار: نصف باطل، ونصف حق، نصف طاعة، ونصف معصية، ويخليك في الوسط، ونقول هذا هو الاختيار، يا إما تروح في الحق، يا إما تروح في الباطل.

ما هي بالشكل هذا، خلق الإنسان، وخلقت الدنيا بالشكل الذي الباطل يعتبر شاذ فيها، ما هناك حاجة للباطل بكله نهائياً؛ ولهذا يتحدث عن الباطل بقوله: {وَقُلْ جَـاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء81) هو الحالة الشاذة، هو الذي لا مكان له في الواقع، لكن أنتم تجعلون له مكان في نفوسكم، وتطبعون الحياة به {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} (الروم41).

طيب فالمفاهيم الأخرى المعكوسة سمعناها هذه أيام كنا نتحرك في حزب الحق [أهل الحق ما بيسبر لهم شيء، وأهل الحق يكونوا ضعاف، وأهل الحق ما بينتصروا، وأهل الحق ..]!

هل أن الله طبع الدنيـا بهذا الطابع، وطبع الإنسان بهذه الطبيعة، فهو جعل الإنسان بشكل ما يقبل الحق، وجعل الدنيا بشكل لا مكان فيها للحق؟ معنى هذا تطلع إشكالية كبيرة في هذه بالنسبة لله، ما هو سيطلع سؤال كبير على الله سبحانه وتعالى؟ أنه كيف هذا، ترسم هدى وأنـت رسمت أمامه عوائق كبيرة لا يمكن أن يتخطاها، فشلنا، لا نستطيع، لا نستطيع على الإطلاق، وأنت رسمت في الحياة، أنت قضيت وحكمت أن تكون على هذا النحو: لا مكان فيها للحق!

فلماذا تتحدث معنا بالحق، وتقول: نقاتل من أجل الحق، وندعو للحق، وما هناك مكان له؟ ما من كان هذا سؤال كبير على الباري؟ سيكون معنى هذا ماذا؟ أنه تصرف غير حكيم، تصرف ما فيه أي شيء من مظاهر الرحمة، ولا فيه أي شيء، وحتى لو افترضت أن بعده جنة ونار، ما تكفي في كونه حكمة أبداً، ما تكفي في كونه حكمة.

طيب هم قدموا المسألة بالشكل هذا، إنما فقط فلسفوها فيما بعد قالوا: سهل يعني قد الجنة هناك بعد هذه قد هو ثواب كبير، قد هو يغطي النقص ذاك فقد هو مصلحة للإنسان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

مديح القرآن- الدرس الرابع

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ 31/5/2003م

اليمن - صعدة