عندما فقدت الأمة دورها ومشروعها.. تركت الساحة للضلال

عندما فقدت الأمة دورها ومشروعها.. تركت الساحة للضلال

إذا ما وقفنا جميعًا لنتأمل فنجد كيف أصبحنا في واقعنا نشاهد الأمور وهي تتبدل، وتنعكس القضايا، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ} (آل عمران: من الآية110) هذا القرآن العربي يخاطب العرب، وشرف للعرب، ونحن وأنتم من صميم العرب والله يقول عن كتابه {قُرآنًا عَرَبِيًّا لِقَومٍ يَعلَمونَ} (فصلت: من الآية3) {بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبينٍ} (الشعراء:195) يقول: {كُنتُم} أنتم أيها العرب {خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ} للناس جميعًا للبشرية جمعاء، تحملون هذه الرسالة العالمية، تحملون هذا النور للعالمين جميعًا {تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: من الآية110).

ما الذي يحدث الآن؟ هذه الأمة التي يقول عنها الله سبحانه وتعالى أنه حملها رسالة لتخرج بها إلى الناس جميعًا، ها هي اليوم يُطلب منها أن تقعد في بيوتها كما تقعد النساء، بل يُطلب منها أن تصمت فلا تتفوه بكلمة الحق، ولا تهتف بلعن من هتف الله بلعنهم في كتابه وخلده على لسان أنبيائه: {لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلىٰ لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ۚ ذٰلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ} (المائدة:78).

ما نشاهده اليوم أن هذه الأمة التي كان المطلوب أن تكون هي من تَجُوب البحار طولًا وعرضًا فتقف في سواحل أوروبا وفي سواحل أمريكا، هي الأمة التي تُؤْمَر هي وزعماؤها بالقعود والخنوع، قعود الذلة، قعود الخزي، قعود الخنوع والاستسلام، ونرى أولئك الذين لُعِنوا على لسان الأنبياء هم من يَجُوبون البلاد طولًا وعرضًا، فرقًا عسكرية تمتلك أفتك الأسلحة، أليست هذه من تقليب الموازين؟ أليست هذه من القضايا المقلوبة، والحقائق المعكوسة؟ في البحار الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون والأسبان وغيرهم هم من يتحركون، يحملون الأسلحة، هم من يحركون قطعهم البحرية في داخل وأعماق البلاد الإسلامية، والمسلمون كلهم لا يجوز لأحد أن يتحرك قيد أنملة.

إن الله أراد لهذه الأمة هكذا أن تكون أمة تتحرك في العالم كله {أُخرِجَت لِلنّاسِ} لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فها هي تقعد ويتحرك أولئك. ولماذا يتحركون؟ هل ليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر؟ أم لينشروا الباطل والفساد والقهر والظلم والذلة والخزي لكل أبناء البشرية وللعرب خاصة؟ للعرب خاصة. هذه أشياء مؤسفة، هذه حقائق نحن نشاهدها.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

الإرهاب والسلام

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 8/3/2002م

اليمن – صعدة