في زمن الكورونا

في زمن الكورونا

في زمن الكورونا
كنت في يوم من الأيام أتناقش مع ولدي المجاهد ذو ال 17 ربيعا عن الكورونا والتهويل حولها وعن التخويف الاعلامي الكبير الذي جعل الناس يقطعون أرحامهم ويتركون كل أعمالهم اليومية
ويوقفون حياتهم الطبيعية و برضاهم واقتناعهم وجهل بعض الجهات الحكومية التي بالغت في إجراءتها الاحترازية
محاولة منها فقط لتقليد بعض الدول التي مرت عليها الجائحة الاعلامية المسماة كورونا وكأن التقليد هو العلاج

وتناقشنا عن خوف بعض المسؤولين المبالغ فيه من الفيروس ممن هم محسوبين على المجاهدين الذين يبذلون الروح والدم في سبيل الله غير مباليين 
وأخبرته أني مستغربة منهم وهم القدوة كيف يحجبون أنفسهم لهذه الدرجة خوفا من الكورونا وهم من كانوا يخوضون جبهات فيها النيران و الطائرات فمالذي غيرهم؟
رغم أنهم يستطيعون ممارسة كل أعمالهم مع الالتزام بكل الاجراءات الوقائية والاحترازية والتوكل على الله ومعروف أن المجاهد الحق لا يهاب الموت اذا كان في سلامة من دينه

فرد علي ابني المجاهد الصغير يوسف قائلا :_
يا أمي حتى كورونا هي تعتبر غربلة ستكشف الكثير من النفسيات وسيسقط الكثير أمامها ولن يثبت الا المؤمن الحق
وستحصل بعده متغيرات ومن يمتلك الوعي الكافي هو من سيثبت

صمت برهة عندما سمعت كلام ولدي وتأملت في كلامه الكبير 
واليوم كلما مر يوم وأشاهد أحداث جديدة أتذكر كلماته حفظه الله واعيدها في ذاكرتي مرات ومرات

وبصراحة ولو تهاجموني أنا ضد جملة خليك بالبيت غير مقتنعة بها أبدا فمالذي يفعله لك البيت ؟ هل سيمنع عنك الموت أم سيزيد في سوء حالتك النفسية ؟

وضد دعوات تقطيع الأرحام لم اقتنع بها أبدا
اقسم بالله أنهم استهدفونا في قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا دون أن نشعر 
وقسوا قلوب الأرحام على بعضهم ووالله أن الأمر وصل بنا إلى أن يرفض الأبناء دفن والدتهم المتوفية أو والدهم المتوفي والابتعاد عنه ومنهم من رمى والدته تحت شجرة في حوش منزلهم حتى أعطيتهم أنا رقم الطوارئ ليتواصلوا معهم 
وضع كارثي مؤلم استطاع العدو أن يوصلنا إليه مع مشاركة وسائل اعلامنا عن جهل فيه.
هل فكرتم لماذا يدعوكم بشعار خليك بالبيت ؟
هل صدقتوا أن مليار صيني جلسوا في بيوتهم دون عمل أو انتاج ؟

أتمنى أن يصل صوتي لكل الجهات المعنية ولكل وسائل الاعلام كي نحمي أنفسنا بأنفسنا من وهم الكورونا ونقوي مناعتنا ونمارس حياتنا الطبيعية ونعمل وننتج ونفكر ونصنع 
ونتجاوز كل هجمتهم الاعلامية الشرسة 
علينا أن ندعو لتعزيز قيم الإخاء والتواصل والتذكير بحقوق الوالدين أحياء وأمواتا

وقبل أن أختم أخبركم عن قصة أحد أصدقاء ابني الذي في عمر ابني...أخبرني ابني أن صديقه العزيز يبكي ويتصل له وهو منهار نفسيا ويشكو من والده الذي حابس له في البيت من قبل العيد بأيام حتى انهارت معنوياته فشباب في سنهم سيقتلوهم بالحبس في المنزل وقتل الطاقة الايجابية داخلهم

ارحموا شبابنا و صغارنا من دعواتكم خليك بالبيت خذوا بكل الاجراءات الاحترازية من تعقيم يدين ونظافة وابتعاد عن اماكن الزحام الشديد و عيشوا حياتكم وفكروا ماذا ستقدمون
لأ وطناكم وهي محتاجة لكم لا تفكروا فقط في أنفسكم وفي اولادكم ...فكروا في كل الوطن أنه محتاج اليكم 
حفظكم الله من كل مكروه وجنب بلادنا كل المخاطر وأكبرها غارات العدوان القاتلة التي تفتك بهذا الشعب فتكا وأصبح الشعب متأقلم معها ولا يهابها لأنه شعب الايمان