الكذب على الله سبحانه وتعالى قد يكون أحيانًا فيما هو صد عن مواقف حق، صد عن حالة هي تقوى تقي الإنسان من النار {وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} كتلك الآية في [سورة آل عمران]: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران:106) يحصل كذب على الله. ومتى سيحصل لديك الرغبة في أن تدخل في قضية هي في الواقع كذب على الله إلا في مواجهة أعمال أخرى هكذا يحصل في العادة.
من الذي سينطلق تلقائيًا من جهة نفسه بغير أي باعث آخر ليكذب على الله؟ فعندما تظهر دعوات حق، عندما يظهر أعمال حق، عندما يظهر مواقف حق هنا يظهر في الجانب الآخر الكذب على الله.
وقد يكون الكذب على الله بشكل فتوى، فتوى محرمة تصدر ممن يحمل اسم علم، وقد يكون الكذب على الله بعبارة تنطلق من ألسنة الناس للصد عن تلك المواقف الحق؛ فلأنهم صدوا عن مواقف حق فكان صدهم هو مما سود وجه الحياة فتكون وجوههم مسودة.
أليس التاريخ أسودًا؟ أليس الواقع أسودًا ومظلمًا؟ هكذا من يعملون على أن يبقى هذا الوضع مظلمًا تكون وجوههم مسودة؛ {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ}.
وربما قد يكون مما يدفع الإنسان إلى أن يكذب على الله في مواجهة موقف أنه في نفسه متكبر ليس مستعدًا أن يكون مع هؤلاء أو من أتباع هؤلاء، فيستكبر ويأنف؛ لأنه يعود نفسه أن يكون هو الكبير الذي يمشي الناس وراءه، أن يمشي هو وراء الآخرين من أهل الحق، لا؛ إذًا هو سيكذب، وإذا كان الكذب لا ينفق إلا بالكذب باسم الدين فهذا هو الكذب على الله، وهذا هو ما يحصل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
سلسلة دروس معرفة الله – الدرس الحادي عشر
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن – صعدة