قل لمن يريدون أن يجتهدوا: حياكم الله، تعالوا نجتهد جميعاً في هذا الظرف كيف نواجه أعداء الله، هذا هو مكان الاجتهاد، ما هو تأتي تشغلني وأنت متمسك بأصول الفقه، والاجتهاد، اجتهاد، ثم أراك تريد تشغل الاجتهاد في ماذا؟ تشغل الاجتهاد في الميدان الذي قد [دبغوه] من قبلك الناس. كل من يريد يجتهد رجع إلى تلك الأشياء السهيلة، على فروض الوضوء، ونواقض الوضوء، وتلك الحاجات السهيلة.
لكن يشغِّل آيات أخرى، فيها مشاكل، تحتاج إلى أن يكون ممن لا يخشى إلا الله، في الأخير يبحث للمسائل التي قد جهزوها، ويغطي على الآيات! لماذا لا يجتهد من يتعصبون لأصول الفقه، فيشتغلوا في: {كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ}(الصف14) أليست هذه آية واضحة؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ}(المائدة: من الآية35) تعال نجتهد هنا. عندما يقول هنا نريد نقفل! لا، لا، لا تقفل، المجال أمامك مفتوح من هنا إلى واشنطن، والعالم كله وسيع، اجتهد في الميدان هذا، هذا هو مكان الاجتهاد الحقيقي.
وللأسف كان بعض الأشخاص الذين يتعصبون للمسألة هذه، أصول الفقه ونحوها، كانوا من يقولون هم في الماضي: يجب أن نحمل همّاً كبيراً، وقضايا الأمة، وقضايا الإسلام، وننطلق للعمل على إعلاء كلمة الإسلام، لما جاء وقت الصدق، وقد هو يريد يشغِّل الإجتهاد في تلك السهيلة، أو ضد أهل البيت، الذين ليس معهم دولة يخافها.
يقوم على الأئمة كلهم بانقلاب، لكنه لن يجرؤ أن ينقلب على مدير ناحية، يعمل انقلاب على أئمة أهل البيت؛ لأن ما معهم دولة يخافها، تراه بطل شجاع يتحدى أهل البيت جميعاً، وأئمتهم جميعاً، لكن لا يمكن أن يخرج على مدير ناحية، لماذا؟ هو عارف. فيكون هكذا اجتهاد في الأشياء السهيلة، وضد الناس الذين ما عادهم موجودين، والذين ما معهم سلطة، والذين ما أنا خائف منهم.
أما في الميادين الصعبة، لا، كيف وأنت تقول لي: أصول الفقه، من أول قواعد أصول الفقه أن الأمر يفيد الوجوب ما هو هكذا؟ صيغة [إفعل] تفيد الوجوب. لماذا تشغل افعل في تلك الأشياء السهلة، وصيغة الأمر في هذا المكان لا تشغلها. عندما يقول لك الله: {كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} أليس هذا {كونوا} فعل أمر يقتضي الوجوب؟ تعال شغل هنا أصول الفقه، شغله هنا واجتهد {كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} تعال نقرأ أنا وأنت كيف يمكن أن يتحقق النصر لله، ولدينه هل بالآراء المتعددة، وننشئ جيلاً متفرقاً متضارباً، متناقش متجادل؟. أو جيل واحد، ثقافة واحدة، رؤية واحدة، ويكون مشبَّع بالمعرفة، بالمعرفة، وقناعاته راسخة؟.
هذا هو من أصول إمامنا زيد بن علي (صلوات الله عليه)، لا تتصور أن الإنسان إذا قد هو زعم سيتبع أهل البيت فسيكون كرتون، ما هو فاهم لشيء. الإمام زيد كان يقول هو: البصيرة، البصيرة. أهل البيت من يعطون أتباعهم بصيرة، من يعطوهم قناعة، من يعطوهم معرفة، من يعطوهم فهماً، من يعملوا على أن يكونوا علماء، علومهم واسعة، ومداركهم واسعة، ومعارفهم واسعة، لكن إرجع إلى الآخرين تطلع ثور حقيقة. من هو الثور؟ الذي يقول قال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله): [سيكون أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي].
لاحظ الناس الذين يريدون أن يطلعونا أثوار حقيقة هم هؤلاء، يصلح لك حديث [لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، قالوا: فما تأمرنا يا رسول؟ قال: إسمع وأطع الأمير وإن قصم ظهرك، وأخذ مالك] هذه هي الحرية التي يقول البعض: انفتاح على هؤلاء، وحرية مع هؤلاء.
أليست هذه هي العبودية؟ أليست هذه هي الحيوانية، والبهيمية؟ هي هذه: [يكون بعدي أمراء لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي] اسمع وأطع لهؤلاء!.
لكن تأتي إلى عند أهل البيت تقول له: إمام من أئمة أهل البيت، يهتدي بهدي الله، ويستن بسنة رسول الله، ويهدي الناس بهدي الله، ويقيم في الناس سنة رسول الله، يقول: أنا لا أؤمن بمرجعيته، أنا لا يلزمني أن أسير وراءه، أنا، أنا، أنا.. إلى آخره، أنا منه وكذاك، أنا منه وفوق.
لكن أمام من يقولون هكذا: أئمة لا يهتدون بهدي، ولا يستنون بسنتي. هل هذا منطق أهل البيت؟ هذا مما يحاربه أهل البيت؛ لأنه هنا الحيوانية، هنا البهيمية، هنا الطغيان، هنا القهر للإنسان، هنا العبودية للإنسان، هنا الإذلال، هنا ما يتنافى مع كرامة الإنسان، هنا ما يتنافى مع جلال الله وعظمته، أن ينسبوا هذا إلى دينه: طاعة الطواغيت، طاعة الظلمة، ويجعلونها من دين الله.
هل هذا من مذهب أهل البيت؟ أو من مذهب الآخرين؟ من مذهب الآخرين. إذا عمل أحد على إخراجك من مذهب أهل البيت فماذا سيحصل؟ ستقع فيما عليه الآخرون. ونحن سمعنا بآذاننا من أشخاص ممن يقول لكم، من يأنف عندما تذكر له أي عظيم من أهل البيت، سمعناهم يقولون لأشخاص، ضباط في المؤتمر الشعبي: وجهونا واحنا بعدكم، نمشي على أي توجيه منكم! يؤمن بمرجعية ضابط، عميد لا يعرف كتاب ولا سنة!!
لكن تقول له: [بدر الدين] يقول: ما يلزمني! قل له: فلان، إلى أن تصل إلى علي بن أبي طالب، ما هو لازم له! هكذا يقع الإنسان في الضلال، الذي لا يسير على نهج أهل البيت سيسير على نهج الآخرين، وهذا هو نهج الآخرين: أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي. تنـزلها وزارة الأوقاف، في ملزمة، وتعممها في المحافظات، وتقيم دورة للخطباء من أجل يخاطبوا المجتمع بهذا المنطق، ما يكفيهم أنه يحكم ويظلمك، بل هو يريد أيضاً أن تؤمن بأنه يجب عليك أن تطيعه، وإن ظلمك، وإن قصم ظهرك!.
هذا هو الإسلام الذي يسمونه: المرن، والمنفتح، والأشياء هذه، أهل البيت متشددين، أهل البيت ضيق! وأشياء من هذه، هكذا يقولون.
نحن نقول عندما قال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله): ((ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أن من خرج عن دائرة القرآن والعترة، لا بد أن يضل، وإن ظن أنه من أكثر الناس عبقرية، وإن وسَمَ نفسه بأي لقب يكون، لا بد أن يضل.
أنا أنصح أي شخص عنده ميول لأصول الفقه، وأشياء من هذه، أن يهاجر ويترك المراكز تقوم على اتجاه واحد، أصلح له، وأصلح للناس. أليس هذا أفضل؟ لا يجوز له أن يبقي مركز معين محل اختلاف، وقلق، أي مركز كان، أنا لا أعرِّفه، لا أقول هذا المركز يحصل فيه من هذا، لكن أعرف مناطق حصل فيها من هذا القبيل.
يا أخي أنت غادر، سير هاجر حتى عند فلان الذي يشجعك، ومع السلامة، اطلع، إنشاء الله في الأخير نراك عبقري، تجتهد، تجتهد، تجتهد لما ترجع تقول لضابط: وجِّهنا واحنا بعدك. أليس هذا اجتهاد مَنْزَل؟.
واترك الناس ينشأوا أمة واحدة، وربما في المستقبل ما ينفعك إلا هؤلاء الذين أنت تريد أنك تتفرق أنت وإياهم، وتفرق كلمتهم، ويطلعوا قلقين، وتحاول تكسب لك أنصار منهم، يكونون هم على رأيك، وعلى أفكارك، ويطلعوا.. أتركهم ينشأون على اتجاه واحد، ربما في المستقبل ما ينفعك أنت واجتهاداتك إلا هؤلاء.
وإذا أنت تريد أن تعرف أن الأمة بحاجة إلى هذا الشيء، وليسوا بحاجة إلى منطقك، انظر الواقع الآن الذي قلته سابقاً، أي إنسان يقول: إن الأمة الآن هي بحاجة إلى الرأي والرأي الآخر؟ أو بحاجة إلى الاجتهادات المتعددة، أو بحاجة إلى الأحزاب المتعددة؟ ولا بدوي سيقول.
دروس من هدي القرآن الكريم
محاضرة الإسلام وثقافة الإتباع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 2/9/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام