رسالة القائد إلى الوالي والرعية! معايير البناء والتغيير

رسالة القائد إلى الوالي والرعية! معايير البناء والتغيير

موقع المسيرة نت

  1. الأخبار
  2.  مقالات

رسالة القائد إلى الوالي والرعية! معايير البناء والتغيير

 

رسالة القائد إلى الوالي والرعية! معايير البناء والتغيير

عبدالله مفضل الوزير

اثنان من المعايير فقط التي وضعها قائد الثورة لو تأملناها سنجد أنها كفيلة بتغيير واقعنا بصورة جذرية ولكن من يعقل!!

 

مدخل:

بداية يجب التأكيد بأن خطب القادة ومحاضراتهم غالبا ما يتم تقديسها في مراحل الاستضعاف، ويتم المرور عليها في مراحل التمكين ولذلك تتعرض كثير من المجتمعات الثورية لثورات متعاقبة ولا تستقر ولكن ذلك يحصل في مراحل متأخرة وتحديدا مع الأجيال اللاحقة التي لا تعي ثمن الواقع الذي وصلت إليه، أما إذا كان الجيل الأول هو الذي يضيع تضحياته ويضيع قادته فهو جيل أقل ما يقال عنه تافه.

الأول متسمر مثل الأصنج يحيط نفسه بالقداسة التي ضخم بها نفسه لدرجة يرى في نفسه أحقية استعباد الآخرين ولا يستمع للنقد البناء بل يستثقلها ويحاول تحطيم الناقد الناصح.

والثاني متضخم بالأنانية يرى بأن على الآخرين الاستماع لنصائحه لذلك يتخلى عن مسؤوليته ويتجه لإثارة الإشكاليات الداخلية ولا تراه يهاجم العدوان إلا على الهامش والبعض إسهاماته صفرية.. دعونا نتأمل هذين المعيارين:

المعيار الأول:

أن خير الناس أنفعهم للناس

وقيمة الإنسان هي ما يقدمه من خدمة للناس

المعيار الثاني

من لا يتحرك بجدية في مواجهة العدوان ونراه يثير الإشكالات في الداخل فهو كاذب لا إخلاص فيه ومن يثير الإشكالات الداخلية بتحريض بعيدا عن النقد البناء فليعلم الجميع أنه كاذب ومنافق ولا مصداقية له.

فلو كان معيار المسارعة في خدمة الناس هو معيار اعتلاء المناصب لتقلص عدد الناقدين بصدق وبغير صدق ولأثمر الميدان العملي كما أن هذه النوعية الخدومة لا تتأذى من النصح ولا تظلم الآخرين ولا تصعد على أكتافهم ولا تنظر للعمل على أنه حق مكتسب نتيجة كذا وكذا وكذا.

قس نفسك هل أنت أهل للمسؤولية من واقعها الخدمي لا الاستعلائي بل الخدمي الذي يصل إلى مستوى الإيثار بنفسك للأخرين وحرمان نفسك من كثير من الامتيازات أو على الأقل هل تستغل موقعك لتوجيهات شخصية.

هذا جانب والجانب الآخر أن من نراه يثير الإشكاليات الداخلية باستمرار ولا يلتفت لمواجهة العدوان بحجة أن الفرصة المناسبة له لم تتح له وهذا هو الغالب فهذا أناني ومنافق.

قدم الخدمة من موقعك الحالي وقدم النصح من واقع الحرص على البلد والمشروع وليس من واقع شخصي

ثم لا يجب أن تتأذى إن قالوا عليك منافق لأنك تضر أكثر مما تنفع وكتاب الله هو من يصفك بهذه الصفة إن كنت منشغل بقضايا داخلية ولا يراك الآخرون منشغلا بمواجهة عدوان يستهدف وجودك فأنت منافق.

الحقيقة أن النقد البناء لا يأتي من قبل من لا يضحي وتختل لديه الأولويات ولا يأتي بدوافع شخصية كما أن كثرة النقد وإن كان بناءً يخلق بيئة مساعدة للعدو، هناك أولويات ومراحل تفرض نفسها وتحدد متى وأين يجب توجيه هذا النقد.

نعلم أن موقعك صعب واستمرارك صعب لكن هناك أولويات وهناك ثوابت ولا تخف على نفسك لن يسحقك الآخرون

أعبد الله وحده وستجد الآفاق مفتوحة أمامك خاصة إذا لم تنظر لها من منظور شخصي واعمل بالمتاح لا أن تعمل في المحظور فهناك فرق.