{قَدْ جَاءكُـم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ} هنا كلمة: {بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُـمْ} هذا خطاب للكل على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم. إذا قلنا فقط بأنه يأتي ببرهان للعربي، وما هو حول الفلاسفة مثلاً، وحول أصحاب الديانات الأخرى، وهم الذين هم أكثر شبه على الدين، أليسوا أكثر شبه على الدين؟ يعني هذا أنه ترك العدو الخطير، ما معناه هكذا؟ ترك العدو الخطير؟ ما عمل شيء يمكن أن يكون قوياً في مواجهته، ممكن أن يكون كاشفاً لبطلان ما لديه. {قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً} كلمة برهان أحياناً تأتي بعبارة مفردة، ما يقول برهان على كذا، وأحياناً ما يقول تبياناً ويجعلها مثلاً قضية خاصة، ما هو يقول: تبياناً لكل شيء؟ هنا أيضاً برهان لكل شيء، برهان على كل شيء؛ لأن كل شيء لا يخرج عن كونه صح أو خطأ، عن كونه هدى أو ضلال، عن كونه حق أو باطل، لا يخرج شيء عن كونه هكذا. فالقرآن يعتبر برهان على كل ما هو صواب، وكل ما هو حق، وكل ما هو هدى بطريقة مباشرة، وبطريقة يهدي إلى قضية تهدي إلى ألف قضية في إطارها. [{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} (النساء175)] هذا واحد من أساليب القرآن الكريم، هو هنا يقول: يا أيها الناس، خطاب للناس جميعاً، ثم يقول في أثناء خطابه للناس جميعاً {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ} ما هذا ترغيب؟ ترغيب موجه للناس جميعاً حتى الذي ما قد آمن، الذي ما قد آمن. [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] دروس من هدي القرآن مديح القرآن- الدرس الرابع ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ 31/5/2003م اليمن - صعدة