المبادر في الأعمال الصالحة شريك للناس في أجورهم ويتنامى أجره حتى بعد موته

المبادر في الأعمال الصالحة شريك للناس في أجورهم ويتنامى أجره حتى بعد موته

السابقون بطبيعتهم عندهم روح المبادرة, وعندهم حرص على رضوان الله سبحانه وتعالى, يحرص على أن يحظى برضوان الله فيكون مبادراً إلى أي عمل يحتمل أن فيه رضوان الله, خلي عنك نوعيتنا الذي يحاول مثلاً يسمع عن عمل فيه رضى لله, بل هو واجب عليه وما زال محاول أن لا يتحرك, يكون محاول أن لا يكون ملزماً بأن يتحرك فيه, هؤلاء ليسوا سباقين, هذه النوعية قد يكونون في الأخير من أصحاب الشمال.

فالإنسان المؤمن هو مطلوب منه أن يكون سبَّاقاً, والسبق نفسه هو يشكل ضمانة كبيرة بالنسبة لك, مثلاً السباقين حتى ولو كانت نسب أعمالهم الشخصية أقل من أصحاب الميمنة سيكونون أعظم, قد يكون من أصحاب الميمنة مثلاً ناس لهم أعمال كثيرة لكن هي عادة من الأعمال التي لا تتجاوز حدود شخصيته, كثير التسبيح, كثير الصلاة, كثير الصيام, كثير تلاوة القرآن الكريم, كثير من الأعمال التي هي أعمال في حدود شخصيته, استجابة لكن استجابة مثل باقي الناس, مثل أطرف الناس.

بينما السبَّاقون هم من بين يشغِّلوا الآخرين كلهم معهم، فبدل ما تكون أنت فقط تسجَّل لك الحسنات التي تنطلق منك أنت, وأنت سبَّاق ستشغِّل كل الناس حتى بعد موتك معك, تكون شريكاً لهم في الطاعة, تكون شريكاً لهم في الأعمال التي ينطلقون فيها وأنت مؤسس فيها, أنت مؤسس فيها.

لك سبق مثلاً في بناء مدرسة علمية, لك سبق في حركة ضد أعداء الله, لك سبق في نشر العلم, لك سبق في محاربة أعداء الله, لك سبق في الميادين التي تكون في هداية الناس, هي ميادين يستمر العمل فيها حتى بعد موتك, هنا أنت تشغِّل المجتمع كله يشتغل معك [أوتماتيكياً], فتكون شريكاً في أعمال الناس, العشرات من الناس, بل ربما يطلع أشخاص أعظم منك باعتبار مؤهلاتهم, باعتبار كفاءاتهم, فيكون ذلك كله إنما هو ثمرة من ثمار جهودك.

فالسابقون هم من يحوزون على أجر عظيم, وعلى مقام عالي؛ لأنهم كانوا من يبادرون, والمبادرة في حد ذاتها هي تكشف عن أنهم في نفوسهم يعيشون حالة التقوى لله سبحانه وتعالى, حالة التقوى, يعني هو دائماً يقضٌٌ, دائماً يستشعر المسؤولية, دائماً يفكر في ما هو العمل الذي يقربنا إلى الله, فإما أن ينطلق منه العمل أو سيكون سريع الإستجابة لأي عمل يطلب منه, يكون من الأوائل.

لاحظ مثلاً بعض الناس, عندما يكون هناك مصلحة عامة, تقول له ساهم, سيحاول يحاول أن يكون الأخير, ويحاول إذا ما احد انتبه له أنه لا يقدم شيئاً, ويعتبر نفسه ذكياً أنه ما قدم شيئاً, يعتبر نفسه ذكياً, وأن المشروع هذا سيقوم, وسيستفيد منه مثل الناس, وأنه أما هو ما دفع شيء! هذا ليس ذكاء, هذا غباء, يعتبر غباء.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

آيات من سورة الواقعة

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ 10 رمضان 1423

اليمن- صعدة