عمل ممنهج منذ سنوات !!

عمل ممنهج منذ سنوات !!


اذا اردت ان تصبح في نظر الطبقة المثقفة اكثر تحضرا عليك ان تقرأ روايات لروائيين غربيين وشرقيين غير مسلمين (فكل كتب المسلمين كتب متخلفة لاتستحق القراءة ولاتجلب لك اي ثقافة كالكتب الغربية) وكلما اكثرت من قراءة تلك الروايات والكتب اصبحت اكثر تحضرا وعصرية واكثر فهما للحياة !! وافضل طريقة  تهنجم بها على المثقفين الاخرين هي ان تحفظ لك اسماء عشر روايات وعشرين كاتب غربي وتدخلها في اي حوار بينكم.!!
 اما اذا  قللت من اهميتها فانت انسان متخلف رجعي غبي ماتفهمش والمفروض كان انقرضت من زمان مع الديناصورات ليش عادك عايش في هذا الزمن !!
تطور الامر من الرواية  الى الانبهار الكامل بحضارة العالم الغربي وديموقراطيتهم وطريقة عيشهم  فكلما تحدثت عن ذلك العالم باسهاب اكبر  اصبحت في نظر الكثير شخص فاهم الحياة صح وعقلك يوزن بلد !!  
اما اذا وصلت الى مرحلة الاستهتار بالاديان السماوية ونفيت وجود الله  واتخذت الالحاد منهجا فانك انسان عميييق وليس لك مثيل في عالمك المتخلف واصبحت من الجواهر النفيسة القليلة العدد !!
اما اذا زودتها شوية ووصلت الى درجة تسخيف كل قضاياك العربية والاسلامية وناصرت مايفعله الامريكي والاسرائيلي في وطنك العربي ورحبت باحتلالهما للاوطان العربية وقلت ان فلسطين هي ارض اليهود التاريخية وليست اراض عربية بطلوا منصابة على اليهود الصهاينة المساكين فقد اصبحت نابغة عصرك ومن اكبر  الجهابذة والمفكرين لانك لم تنجر الى عاطفتك وحكمت عقلك.!!
هذه الثقافات التى كانت سائدة ومازالت لم تكن حكرا على مثقفي دولة عربية بعينها بل كانت ثقافة رائجة في كل عالمنا العربي والاسلامي ولا ابالغ ان قلت ان كثير من مثقفي دول الطوق التي عانت كثيرا من الحروب الاسرائيلية كانوا يقولون مثل هذا الكلام واكثر !!
انا شخصيا لمست هذا الثقافة الشاذة لدى بعض مدعيي الثقافة في  دول الطوق !!
فماالغرابة ان تجدها حاضرة اليوم في مسلسلات سعودية او خليجية !!
ماحدث اليوم هو ان الانظمة العربية التي رعت تلك الثقافات خدمة لاسيادها وجدت ان الوقت اليوم قد اصبح مناسبا لاظهارها على السطح في مسلسلات تلفزيونية وحوارات متلفزة دون خوف او خجل  !! لان التدجين للانسان العربي قد بلغ مداه و اصبح جزء من حياته وثقافته وواقعه!! 
ولذلك لم نشاهد اي ردة فعل غاضبة على هذه البرامج وماتسوق له من تطبيع بين العرب و اسرائيل وتفضيل الاسرائيليين  على الفلسطيين !!
في الختام 
ادرك تماما ان بعض المثقفين وهم يقراءون منشوري هذا سيتمتمون بكلمات استهجان وسخرية مما قلت والبعض سيتلفظ بالفاظ سوقية استنكارا  لما كتبت ,فلاغرابة من ذلك  لان الالفاظ السوقية اصبحت سمة من سمات المثقف العميق في عصرنا هذا !!
#علي_الصنعاني