فليذوقوا وبال أمرهم ..

فليذوقوا وبال أمرهم ..

العدو السعودي يبدو أنه وصل إلى قناعة او ربما سيده الأمريكي فرض عليه الإستمرار في الحرب على اليمن و الحصار مهما كان الثمن .. و مهما كانت الخسائر الاقتصادية .. أو الوجع فقد قرر التحمل .. على أمل أنه لو كسب الحرب لاحقا أو على الأقل خرج باتفاق يضمن بقاء اجزاء من اليمن تحت نفوذه .. فسيتمكن من التغطية على الخسائر الاقتصادية .. و لن يهتم اصلا بمعاناة المواطن السعودي ما دام النظام متماسك و يطبق سياسة القبضة الأمنية و الإرهاب ضد أي معارض .. فالمهم هو بقاء نظام آل سعود قائما و على رأسه سلمان و ابنه المهفوف .. و هذه المقامرة و التحدي للشعب اليمني تندرج ضمن خطة أوسع لهزيمة محور المقاومة و محاصرة دوله و تجويع شعوبه .. و اليمن هدف اساسي للعدوان و الحصار .. و الحقيقة أن النظام السعودي يستطيع تحمل الخسائر الاقتصادية إلى حد كبير لما لديه من فائض أموال و أيضاً مخزون ضخم من النفط يعول عليه في تعويض خسائر الحرب و لو على مدى طويل .. لكن من الواضح أن القبول بخسارة الحرب في اليمن لم يعد ضمن خياراته الاستراتيجية .. اما لانه يعتبر الخسارة تهدد وجود النظام بأكمله و قد تؤدي إلى سقوطه لاحقاً .. او لأن سيده الأمريكي يجبره على الاستمرار في الحرب حتى النهاية .. و ليس أمامه إلا الطاعة التامة .

 

هذا السلوك من النظام السعودي .. لا بد أن يقابله تغيير في استراتيجية الجيش اليمني .. التي كانت قائمة على فكرة استراتيجية و هي تكبيد السعودية خسائر اقتصادية متصاعدة حتى تصل القيادة السعودية إلى نقطة تقبل فيها بوقف الحرب و رفع الحصار تحت ضغط الخسائر الكبيرة .. لكن على ما يبدو أن هذه الاستراتيجية لم تعد فعالة مع العدو .. و صار من اللازم الانتقال الى استراتيجية أكثر قوة و شدة .. و أكثر فعالية .. استراتيجية قائمة على إلحاق هزيمة مباشرة بالسعودية و من معها .. و ليس محاولة دفعها إلى القبول بالسلام .. فعي لم و لن تقبل بالسلام ..

 

و حتى نصل إلى هذه الاستراتيجية لا بد أن تتسائل ما هي النقاط التي تمثل هزيمة كاملة للسعودية ..

 

اول نقطة هي الأراضي المحتلة الواقعة تحت السيطرة السعودية و الإماراتية .. و هي ورقة رابحة و فعالة جداً يستخدمها العدو كقاعدة عملياتية ضد قواتنا و كخزان بشري هائل للمقاتلين المرتزقة مستغلاً الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و الأمني السئ الذي عمل على خلقه في المناطق المحتلة .. كما أنه يعمل على حرمان اليمن من الموارد الاقتصادية المتوفرة في هذه المناطق .. و استخدام تلك المناطق في أطباق الحصار الجغرافي على مناطقنا ..

 

لذلك فإن العمل على تحرير الأراضي المحتلة و بشكل سريع سيفقد العدو كل الميزات التي تحدثنا عنها .. خصوصاً و أن الجماهير لم تعد مرحبة و لا متقبلة للوجود السعودي الاماراتي و مرتزقتهم .. إن خيار الانتظار إلى أن ينسحب الغزاة و من ثم التفاوض مع القوى الشعبية في المناطق المحتلة .. أو انتظار اندلاع ثورة هناك .. سيتطلب وقتا طويلاً .. لم يعد متاحاً بسبب سياسة الخنق الذي يطبقها العدو ..

 

النقطة الثانية هي تصعيد العمليات الهجومية بالصواريخ و الطائرات المسيرة و بدء تنفيذ مراحل الوجع الكبير و بشكل متسارع إلى أقصى مراحلها و توجيه أشد الضربات للعدو في كل مكان يؤثر على بنيته الاقتصادية و العسكرية و بدون تردد سواء في السعودية أو في الامارات .. لتكبيد العدو خسائر فادحة اقتصادية و عسكرية .. ليس لإجباره على العودة للسلام .. لا .. بل لاضعافه إلى أقصى حد ممكن من جهة و القصاص العادل لقاء ما اقترفه من جرائم بحق شعبنا .. و الحقيقة..

 

و النقطة الثالثة .. الزحف البري داخل اراضينا المحتلة و تحرير المناطق اليمنية المحتلة في نجران و عسير و جيزان إذا رأت القيادة ذلك ..

 

كل هذا سيؤدي إلى انهيار سريع و ديناميكي لدولة العدو .. و على أقل تقدير .. سيجبره و يجبر حلفائه على القبول بوقف الحرب و رفع الحصار ..

 

مع التأكيد على عدم القبول بوقف إطلاق النار فقط .. لا بد و أن يترافق معه رفع كامل للحصار عن الشعب اليمني برا و بحرا و جوا .. إضافة إلى تسليم الجيش و اللجان الشعبية كل الجزر و عودتها إلى سلطة الحكومة اليمنية بما ذلك جزيرة سقطرة …