في ميادين الصراع أيضًا ننطلق انطلاقة لم يكن عليها الأنبياء أنفسهم نريد أن ندعو: اللهم.. اللهم.. اهلك، ودمر، واعمل كذا بالأعداء! الدعاء جيد كإعراب عن موقف، كإعراب عن موقف، لكن لا تنتظر من ورائه شيئًا إذا لم تعمل، إذا لم تعمل، خاصة ولديك القدرة على أن تعمل شيئًا، وأن تعمل ما
تستطيع ولديك القدرة، اعمل متى ما عملت سيستجاب الدعاء.
رسمنا طريق للجنة خاصة، ورسمنا منهجية في الصراع مع الآخرين خاصة، لم تتوفر للأنبياء لا هذه ولا هذه بالشكل الذي نريد أن تكون لنا، وكأننا أعلى مقاما من أنبياء الله ومن سيد المرسلين محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
فأصبحت المسألة من الضلال إلى درجة أننا لم نعرف من نحن، ولم نعرف أعداءنا، ولم نعرف طريق جنته، ولم نعرف كيف كان عليه أنبياؤنا، ولم نعرف كتابنا، ولم نعرف شيئًا، أصبحنا صفر، لا نعرف شيئًا، ونتعامل أيضًا مع الله سبحانه وتعالى ناسين!
وهذا مما جعلنا لا نثق بالله كثيرًا هو: أننا ناسين أنه رحمن رحيم بنا، أي أنه ينبغي أن يكون محط ثقتنا حتى آياته [احسب ما هو سابر إما نمشي عليها، احسب أننا سنتورط، أو احسب أن المسألة ليست …..] صدق الله العظيم، صحيح لكن.. ما هناك ثقة بالله بأنه عندما يشرِّع، عندما يهدي، عندما يرسم طرق معينة، طريق إلى الجنة، طريق كيف نواجه الحياة، كيف نواجه الآخرين، أنها حقائق ثابتة، وأنه هدانا إليها من منطلق رحمته بنا، من منطلق رحمته بنا، فهو من يجب أن نثق به وثوقا كبيرًا.
يعني حتى هذه لم تحصل هي، لأسباب كثيرة تراكمت، أسباب كثيرة تراكمت، من ثقافتنا مثلًا وعن طريق أن نثقف سواء بالكلمة، أو بالكتاب، من هنا أو من هناك، فيحصل من داخله أشياء تجعلنا على هذا النحو، فلا أحداث فيما بعد استطاعت أن تكشف لنا واقع، متى ما كشفت لنا واقع لم نهتد إلى طريق الخروج منه، هذا التيه الرهيب جدًا جدًا لا يمكن أن يكون المخرج منه إلا عن طريق القرآن والثقة بالله سبحانه وتعالى.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
لتخذون حذو بني إسرائيل
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن – صعدة