أفي سلامة من ديني؟ تسيطر على مشاعر المؤمنين. أفلا نكون من المؤمنين!!

أفي سلامة من ديني؟ تسيطر على مشاعر المؤمنين. أفلا نكون من المؤمنين!!

قد كان الإمام علي على علم عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يوم أن أخبره بأن لحيته سَتُخْضَب من دم رأسه.

هذا الخبر لو يأتي لشخص منا - ربما - قد يكون مزعجًا، لو يأتي هذا الخبر لشخص منا قد ينظر إلى ما حوله، ينظر إلى أسرته، إلى أولاده، إلى ممتلكاته إلى مظاهر الحياة من حوله فيبدو متأسفًا ويودع نفسه حينًا بعد حين وينتظر متى يخضب دم رأسه لحيته، لكن عليا كان يهمه شيء واحد.

كيف أجاب على الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ قال: "يا رسول الله أَفِيْ سلامة من ديني؟" أفي سلامة من ديني يحصل هذا؟ "قال: نعم. قال: إذًا لا أبالي" مادام أن ديني سليمًا.

الإمام علي عندما يقول بهذه العبارة يعطينا إشارة مهمة جدًا، وكأنه يلحظ من خلال ما يسمع من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه سيحصل ضلال، يحصل انحراف، تحصل فتن. يهم أي إنسان حريص على سلامة نفسه أن يبحث عن سلامة دينه، وأن يحرص على سلامة دينه.

لو كانت الأمور عند الإمام علي (عليه السلام)، في رؤيته - يوم قال لـه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بهذا الكلام - هو أن هذه الرسالة ستمشي بشكل طبيعي، وسيكون الناس كلهم هكذا بشكل صحيح يسيرون جيلًا بعد جيل لما سأل الرسول: "أفي سلامة من ديني؟".

ناهيك عما إذا كان قد قال لـه: أن الذي سيقتله هو أشقى هذه الأمة، أي من هذه الأمة، وهو من يجلب الشقاء على هذه الأمة، وشبَّهه بعاقر ناقة ثمود الذي جلب الشقاء على تلك الأمة فجعلها تستحق عذابًا شديدًا من الله، استأصل تلك الأمة بأكملها.

"أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟" ما أحوجنا إلى هذه المشاعر!

تجد الإمام عليًا تأكد أيضًا بأنه فعلًا كان قرينًا للقرآن، وما يزال قرينًا للقرآن، أن هذا هو منطق القرآن نفسه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) أليس هذا توجيه يحث كل إنسان منا على أن يكون حريصًا على أن يسلم له دينه؟ وأن يكون كل ما يهمه هو أن يسلم له دينه، على الرغم من كل ما يواجهه، على الرغم من أي شيء يمكن أن يواجهه حتى وإن كان خبرًا مؤكدًا على نحو ما جاء لعلي (صلوات الله عليه): "ستخضب هذه من هذا" وأشار إلى لحيته ورأسه؟

ومن خلال هذا نعرف موقعنا نحن من القرآن ومن قرين القرآن، عندما نجد الكثير منا، الغالبية العظمى منا يضحي بدينه من أجل احتمال أن تسلم لـه دنياه، احتمال أن تسلم لـه قدماه ناهيك عن رأسه، أو لاحتمال أن لا يبـيت ليلة في سجن من السجون، لاحتمال أن لا يضحي بمبلغ من المال في سبيل إعلاء كلمة ربه، أليس كثير من الناس على هذا النحو؟

كأننا نقول للقرآن نفسه عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14ه) أفي سلامة من دنيانا يا قرآن الله؟! عندما يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104) تمام، لكن هل في سلامة من دنيانا ورؤوسنا وأقدامنا وأيدينا يا كتاب الله؟!

إن كل إنسان يتولى عليا، إن كل إنسان مصدق برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبكتاب الله يجب أن تكون مشاعره على هذا النحو الذي كان يسيطر على مشاعر علي (عليه السلام): "أفي سلامة من ديني يا رسول الله؟ قال: نعم: إذًا لا أبالي".

ولقد كان يقول: "والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليّ" إن كل شيء يهمه هو أن يكون هناك السلامة لدينه، فلتخضب دماء رأسه لحيته، وليتقطع إربًا، وليكن ما كان ما دام دينه سالمًا لـه.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 19/رمضان/1423هـ

اليمن- صعدة