بين طريق الرضا وطريق السخط

بين طريق الرضا وطريق السخط

وإذا أنت على حق، وأنت متجه على صراط الله المستقيم، فستكون كل هذه الأشياء لصالحك، تتحول بالنسبة لك إلى عبادة، كل تآمر يحصل عليك، كل محاولة لمشاكل تفتح عليك لا تكترث بشيء إطلاقًا في سبيل أن تأتي يوم القيامة آمنًا، في سبيل أن تأتي يوم القيامة وأنت رأسك مرفوع، مطمئن، تضحك من الآخرين، الذين كانوا في الدنيا يضحكون منك، ويسخرون منك.

هذه هي القضية المهمة، الإنسان مع غفلته – خاصة عندما يكون في مقتبل شبابه – قد يكون عنده تفكيرات كثيرة، طموحات في مقامات، في وظائف، في مناصب، في أن يكون وجيهًا، في أن يكون كذا، كثير من الشباب يكون عندهم هذه التوجهات.

إسعَ في هذه الدنيا أن توفر لنفسك الرزق الحلال، إسعَ بكل ما تستطيع، وبكل ما تتمكن في حدود أنك ما تدخل في باطل، ما تدخل في محرم، ولكن ليكون هم الإنسان هو أن يحشر يوم القيامة آمنًا، أن يحشر يوم القيامة وهو ممن يحمد الله، وهو ممن يرضى عن نفسه؛ لأنه يوم القيامة كما قال الله عن المؤمنين في سورة [الغاشية]: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} (الغاشية9).

فتكون يوم القيامة أنت ترضى عن نفسك، ترتاح من نفسك أنك عملت أعمالًا كثيرة، وكانت أعمالك صالحة، فترى جزاءها الحسن، فترضى عن نفسك، ويرضى الله عنك، وترضى عن الله، ترضى عن الله، وترضى عن نفسك، وترى أنك كنت في نصح نفسك، عملت في نجاة نفسك.

بينما الآخرون، تجد الآخرين كل واحد متحسر، كل واحد يعاتب نفسه، كل واحد يتألم على نفسه {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} (الزمر56) ما هؤلاء يلومون أنفسهم؟ يغضبون على أنفسهم؟ يكاد كما قال الله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} (الفرقان27) يعض واحد أصابعه من الغيظ على نفسه هو، من الغيظ على نفسه أنه فرط في نفسه، فرط في نجاة نفسه، أضاع الفرصة التي سنحت له في الدنيا فرأى جهنم أمامه لها زفير، لها شهيق، لها تغيض من شدة احتراقها، ويرى بشائر السوء وهو في المحشر عندما يؤتى صحيفة أعماله بشماله، من وراء ظهره، يرى أن قد هي بداية، بداية تعني أن مصيره إلى جهنم.

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ} (الحاقة25) ما هذا تحسر؟ {يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} (الحاقة27) ليت أن الموت الذي حصل في الدنيا أنه كان آخر ما يكون، فلا نبعث من جديد.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

آيات من سورة الواقعة

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 10 رمضان 1423هـ

اليمن – صعدة