علم أصول الفقه وعلم الكلام من أسوأ الأسباب التي أبعدنا عن النظرة الصحيحة للحياة وللدين، وأدت بنا إلى واقع سيئ،

علم أصول الفقه وعلم الكلام من أسوأ الأسباب التي أبعدنا عن النظرة الصحيحة للحياة وللدين، وأدت بنا إلى واقع سيئ،

نحن تفرقنا خلال الثلاثين سنة الماضية إذاً فلنتوحد، نحن كلنا مصرون على أن نسير على هذا الروتين الممل في هذه الحياة، نسير على هذه المسيرة، لم نلتفت إلى أنفسنا لفتة جادة أن نتوحد فيما بيننا، ثم لا نلتفت إلى أنفسنا ونحن نرى أنفسنا في أحط مستوى مقارنة بما عليه بنو إسرائيل, لا نلتفت إلى ما بين أيدينا ربما هناك خلل في ثقافتنا، ربما هناك خلل في نظرتنا للحياة.

أنا شخصياً أعتقد أن من أسوأ ما ضربنا وأبعدنا عن كتاب الله وأبعدنا عن دين الله، وعن النظرة الصحيحة للحياة وللدين، وأبعدنا عن الله سبحانه وتعالى هو [علم أصول الفقه]. بصراحة أقولها أن فن [أصول الفقه] هو من أسوأ الفنون، وأن [علم الكلام] الذي جاء به المعتزلة هو من أسوأ الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الواقع السيئ، أبعدتنا عن الله، أبعدتنا عن رسوله، عن أنبيائه.

ألـم يُقدم الأنبياء في فن [علم الكلام] عند من يقرأ المقدمات المنطقية التي جاء بها المعتزلة في الاستدلال، ألم تصبح أنت تنظر إلى الأنبياء في منطقهم – الذي عرضه القرآن الكريم – منطق مرشدين مساكين موعِّظين؟! ألم يقل أولئك وهم يتناقشون: هل يصح الاستدلال بالقرآن الكريم في مجال معرفة الله أم لا؟. طائفة تتناقش, أو يحصل بينها خلاف حول هذه النقطة فترى الكثير منهم يقولون: لا.. [لا يصح الإستدلال على معرفة الله بالقرآن لأن ذلك يستلزم الدور].

أليس كلنا يعتقد أن هذا يؤدي إلى الدور؟. يقولون لنا: الاستدلال بالقرآن الكريم على معرفة الله يستلزم منه الدور، أولاً يجب أن تعرف الله بطرق منطقية عقلية, مقدمات عقلية هناك، ثم متى عرفت الله؛ لأن صحة القرآن متوقفة على معرفة الله، هكذا يقولون؟!. فيبدو هذا الاستدلال منطقياً – هو استدلال مغلوط من أساسه – فيبدو الأنبياء في القرآن الكريم في منطقهم وهم يتحدثون مع أممهم، وهم يتحركون في إبلاغ رسالات الله في أوساط أممهم يبدون أناساً لا حكمة لديهم ولا حنكة, ويبدون أناساً ضعافاً مرشدين موعِّظين! فنحن من لا نعرف أنبياء الله، ونحن من لا نعرف كتاب الله بالشكل المطلوب.

بصراحة أقول هذه: أن الزيدية لا يُتوقع أن تنهض إلا إذا ما نظرنا نظرة موضوعية لنصحح ثقافتنا، فما كان قد وصل إلينا عن طريق السنية، وما كان في الواقع هو من تراث السنية، أصول الفقه هو سني، ليس صحيحاً أنه من علم أهل البيت، دخل إلى أهل البيت، ودخل إلى الزيدية وتلقّفوه.

علم الكلام جاء من عند المعتزلة، والمعتزلة سنية، [كتب الترغيب والترهيب] كثير منها, ومنطق الترغيب والترهيب كثير منه هو من عند السنية، هذه علوم جاءتنا من عند فئة ضالة فأضلتنا.. أضلتنا فعلاً، ونحن نشهد على أنفسنا بالضلال، هل نستطيع أن نشهد على واقعنا أنه واقع صحيح؟ وعلى أننا بالشكل المطلوب في أننا نؤدي ما أوجب الله علينا, وما طلب منا, وما يريد منا؟. لا. ما السبب في ذلك؟. هل أن الدنيا هكذا؟. أم أن ثقافتنا فيها أخطاء؟. ثقافتنا فيها أخطاء ولو أُتَيح لنا إن شاء الله في المستقبل أن ندْرُس كتاباً في علم الكلام، وندْرُس كتاباً في [أصول الفقه] لنبَّهناكم على الكثير، الكثير من الأخطاء التي أثرت تأثيراً سيئاً علينا، أبعدتنا عن القرآن، عن الاهتداء بالقرآن.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

محاضرة مسؤولية طلاب العلوم الدينية

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 9/3/2002م