لاحظ عندما يقول الله هنا في القرآن الكريم أن من مهام رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أن يعلمنا الكتاب والحكمة. ما هي الحكمة الآن في مواجهة أمريكا وإسرائيل، ومؤامراتهم، وخططهم؟ والتي أصبحت علنيّة ومكشوفة، وأصبحت أيضًا هجمة ليس معها ولا أي ذرة من احترام لهذه الأمة
ولا حتى لزعماء هذه الأمة: سخرية، احتقار، امتهان بشكل عجيب، ربما لم يحصل مثل هذا في التاريخ، ما هي الحكمة الآن؟ تجد أنها الحكمة التي يرفضها القرآن، التي يهدد القرآن على من تمسك بها، ما هي الحكمة؟ السكوت، تسكت، وتخضع، ولا أحد يطلّع كلمة، لا شعار يرَدد، ولا تتكلم في أمريكا!
العجيب أن هذه الحكمة قد تُعتبر أنها هي الشيء الذي يضمن للناس سلامة ما هم عليه، والذي يضمن للبلد سلامته فلا يهيمن عليه أعداء الله، وأن هذا موقف حكيم، أن الزعيم الفلاني يمكن من خلال هذه السياسة أن يوفر للبلاد مبالغ كبيرة من الدولارات. ويقولون: رأيتم أنه رجل حكيم، استطاع أن يخدع الأمريكيين فيدخلون وبعد ذلك باستطاعته أن يخرجهم، فقط بقدر ما يأخذ منهم أموالا، الأموال نفسها التي وعد بها الأمريكيون لم يسلموها، لم يعطوا حتى أفغانستان، ولم يعطوا لأحد، إنها وعود كاذبة، ينطلق هـذا التبرير حتى من بعـض أشخاص هـم حملوا القرآن،
وأي عمل آخـر أي عمل هـو وفـق منطق القرآن - الذي هو حكيم كما قال الله فيه - يقال لك: لا. هذا تصرّف غلط، وهذا يؤدي إلى القضاء على الزيدية، ويؤدي إلى كذا، ويؤدي، وسَكْتَه، ولا موقف. انطلقت الحكمة مغلوطة، لم يبق للإنسان حتى تقديراته الطبيعية للأشياء، لم يبق للإنسان أن ينطلق في الموقف الطبيعي من القضايا التي أمامه، بل يُجَمِّدون الناس، يخذلون الناس باسم حكمة،
وهكذا نحن إذا لم نتثقف بثقافة القرآن الكريم فسنفقد كل شيء، وسنعود إلى أُمية كانت الأمية الأولى أفضل منها، كانت الأمية التي قال الله عنها بأنها: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران: من الآية164) سنعود إلى مرحلة من الضلال أسوأ أسوأ بكثير مما كان أولئك الذين قال عنهم: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}؛ لأننا فقدنا أن نلتزم بديننا، أن نتمسك بقيمه، وفقدنا أيضًا قيمنا الإنسانية الطبيعية التي هي للإنسان كأي حيوان آخر. أليس الإنسان يتمتع بمشاعر الغضب أحيانًا يغضب؟ هذا شيء فطري وغريزي، حب الانتقام، حب التضحية من أجل شيء عزيز عليه، سنصبح أُميين أسوأ من الأمية التي كان عليها العرب، حينها لا يبقى لدينا دين، ولا يبقى لدينا نجدة، ولا كرامة، ولا شجاعة، ولا إباء، ولا فروسية، ولا أي شيء آخر.
إذًا فليفهم كل طالب أنه عندما نأتي إلى المدرسة ونتعلم فقد تسمع أنت كلمات من هنا وهناك: (يتعلم واحد ما أوجب الله، وما له وما عليه، يعلم ما لـه وما عليه). ومطبوع في ذهنك وذهن من يحدثك (ما لك وما عليك): أن تعرف كيف تتوضأ وكيف تصلي وكيف تصوم وكيف تزكي وتحج وانتهى الأمر. لا، ما لنا وما علينا هو القرآن، باختصار هو القرآن الكريم من ألفه إلى يائه.
فعندما تتصور بأن ثقافة القرآن الكريم هي شيء زيادة على ما لك وما عليك، فتقول: أنا أريد أن أقرأ كتابًا فقهيًا لأعرف من باب الطهارة إلى نهاية أبواب الفقه، وحينئذٍ أقول: قد عرفت ما لي وما عليّ. هذا غير صحيح، هذا جزء تعرفه مما ينبغي أن تعرفه، تعرف كيف تتوضأ، كيف تتطهر، كيف تصلى، كيف تصوم، كيف تزكي، كيف تحج، كيف تتعامل مع أفراد أسرتك مع والديك، مع إخوانك، كيف تتعامل مع جيرانك، كيف تتعامل مع المجتمع من حولك.
ولكن يبقى المجال واسعًا جدًا، في مجالات كثيرة جدًا هي أكثر الواجبات، وهي الواجبات المهمة التي إذا لم نلحظها ونتثقف حتى نعرف كيف يمكن أن نصل إلى أدائها سنفقد أيضًا قيمة هذه العبادات التي نقول: نريد أن نتعلمها، فعندما تصلي تصبح الصلاة لا قيمة لها في حياتك، لا قيمة لها فيما بينك وبين الله، لا تفهم منها شيئًا، تزكي تحج تعمل أعمالًا من هذه تعتبر في الواقع فاقدة لأثرها في الحياة، فاقدة لما يمكن أن تصنعه في نفسك من أثر يشدك إلى الله سبحانه وتعالى.
فنحن عندما نقول: نتثقف بثقافة القرآن، وعندما نأتي ونقول: نريد أن نتعلم ما أوجب الله علينا، ويدري الإنسان ما له وما عليه، نتجه إلى القرآن الكريم هو ما لنا وهو ما علينا، فيه ما يزكينا، فيه ما يمنحنا الحكمة، فيه ما يهدينا في كل شئون الحياة، فيه ما يجعلنا نموت سعداء ونبعث سعداء، وندخل الجنة، ونسلم من عذاب الله، فالقضية هذه مهمة جدًا.
وأعتقد أنه يجب أن يكون أبرز عمل لنا في المراكز، وأبرز عنوان في المراكز وفي حياتنا الثقافية بصورة عامة هي أن نحرص على أن نتثقف بثقافة القرآن الكريم، وأن ندور حول القرآن الكريم، ونهتم بمعارفه وعلومه، ونوطِّن أنفسنا على أن نكون من النوعية الممتازة التي أثنى عليها داخله (المؤمنين).
دروس من هدي القرآن الكريم
#الثقافة_القرآنية
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/8/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام