بين مشهدين

بين مشهدين


بعد خمس سنوات من العدوان الغاشم على اليمن أرضاً وإنساناً ،ونحن على عتابات عام سادس  ولمن كانوا ومن مازالوا يشككون في حقيقة هذا العدوان وماهيته وكيفيته وشِركِه وشِراكِه ومن المُسبب ومن المُنفذ، ولمن لسنوات وهم ينكرون ويستنكرون صرخة الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وأن لا مكان لهم بيننا وأن القاتل والمقتول يمني وكلاهما في النار، هاهي الأيام تفضح والأوراق المخبئة تكشف بأن هذا العدوان هو بمرسوم أمريكي صهيوني الأصل والمنشأ وتنفيذ وتمويل سعودي إماراتي من جعلوا من أنفسهم وأموالهم جندي أمين وخادم لأمريكا واسرائيل ،
فمن جهة يكسبون ود وولاء امريكا العظمىكماهي في نظرهم ،ومن جهة أخرى يقضون على اليمن وشعبه فهم لايرون في عزه إلا خطراً على ممالكهم الهشة كما وصاهم جدهم الأول سعود !!
وبعد عرض مشهد تسليم أنظمة دفاع جوي في العام "2005"من قبل النظام السابق للأمريكان وتدميرها أمام أعين الخونة ممن ينسبون انفسهم زوراً لليمن واعتلوا مناصب الدفاع والأمن القومي آنذاك وبكل سهولة سلموا أمن دولة وسيادتها تحت أقدام  موظفتين أمريكيتين !
من هنااتضح أن أمريكا سعت للعدوان على اليمن منذُ وقت مبكر ربما لأنها استشعرت خطر المشروع والمسيرة القرآنية التي تبناها الشهيد القائد "حسين بدر الدين الحوثي" ومالاقته من استجابة عالية بين أبناء اليمن حتى بعد استشهاده!!
 وبعد أن تبين لها حجم ذاك الوعي الكبير الذي أحدثته هذه المسيرة فيهم وأنه من الصعب القضاء على هذا المشروع العظيم الذي خلق صحوة ووعي بحقيقة خطر التواجد الأمريكي في اليمن والمنطقة وجدد فيهم روح العداء لليهود  والتمسك بالمبادئ القرآنية والهوية الإيمانية التي كانت تسعى أمريكا لسلبها منهم منذُ وقت مبكر والسيطرة على إرادة اليمنيين وكرامتهم وارضهم وثرواتهم ضمن مشروع الشرق الأوسط الذي يسعون إليه مع الصهاينة.
 ومن هناك بدأت بالعمل على شل قدرات الجيش اليمني وتمزيقه وتدمير كل ماقد يمكنه من الدفاع عن نفسه وأرضه ضد أي عدوان خارجي.
وبعد ثورة ال  "21" سبتمبر وخروج الأمريكان من اليمن اذلاء مع سفيرهم الذي كان هو الحاكم الفعلي لليمن لا رئيس الدولة الذي تقمص منصباً فقط 
   أدركت فشلها في نواياها السيئة بشكل سياسي والخداع والتضليل هناقامت عبر ادواتها الرخيصة بشن العدوان على اليمن والذي أعلن من واشنطن وهذا ماكان ينكره الكثير ويجادلون ويخاصمون !!

مؤخراً وفي غضون أيام متقاربة من الأسبوع المنصرم عشنا مشهدين متناقضين بين  يمني يُدمر وآخر يُصنع ،
أحدهما  يأبى إلا أن يكون عميلاً ذليلاً مرتهناً، ساقته نفسه اللاهثة وراء المناصب والمكاسب المادية إلى مزابل التأريخ والإنحطاط والعمالة ،والأخر يبتغي العزة والكرامة ويحمل في قلبه حب وطن تحاك ضده المؤامرات والدسائس  للإستيلاء عليه !!
ومابين مشاهد تدمير طائرة التورنيدو الأمريكية وبعدها افتتاح معرض الشهيد عبدالعزيز المهرم وإزاحة الستار عن أربع منظمومات دفاع جوي يمنية الصنع وبأيد وخبرات يمنية ممن بذلوا أنفسهم ودمائهم وكل جهودهم لأجل الدفاع عن كرامة اليمن وشعبه ،
ومشهد تدمير أنظمة دفاع جوي كان بإمكانها أن تنهي هذه الحرب منذ بدايتها وتُنقذ آلاف الأبرياء الذين استهدفتهم طائرات العدوان.

مشهدان أحدهما يشعرك بالقهر ومدى الخيانة التي كادت أن تهزمنا دون قتال ،
 وأخر يشعرك بالفخر والإعتزاز بالانتماء لهذه الأرض التي تأبى أن يدنسها الغزاة بفضل ابنائها الاحرار وبمشاهد الانتصارات التي يحققوها توجوا اليمن بأكاليل عزة وكرامة تمسكوا بها بفعل إيمانهم وهويتهم الإيمانية التي لم تلق الا بهم فكانوا أهلا لها ،
وشتان بينهما !