المقربون عند الله سبحانه وتعالى، والقرب من الله هو النعمة العظيمة، هو الدرجة العالية، هو المقام الذي يجب على الإنسان أن يسعى من أجل أن يحصل على نسبة منه، نسبة ولو نسبة بسيطة من القرب من الله سبحانه وتعالى.
لأننا نجد أنفسنا في الدنيا قد يكون لدى الكثير منا تفكير أنه كيف يكون مقربًا من فلان، كيف يكون مقربًا من المسؤول الفلاني، كيف يكون مقربًا من الرئيس، كيف يكون مقربًا من الملك، كيف يكون مقربًا من الوزير، محاولات من هذا النوع.
ترى هذا القرب في الأخير قد لا ينفعك بشيء، قد يكون وبالًا عليك، لكن القرب الذي هو قرب له فائدته العظيمة، ويعتبر شرفًا عظيمًا، شرفًا عظيمًا هو القرب من الله سبحانه وتعالى؛ لأنه من تفكر هنا في الدنيا أن تكون قريبًا منهم، أن تكون قريبًا منهم؛ لأنه في مشاعرك أن هذا الشخص قدير، عنده قدرة، عنده إمكانيات كبيرة، فأنت تلحظ هنا فيه جانب إمكانياته، وقدراته، وممتلكاته، أو تلحظ فيه أنه صاحب سلطة.
كلما تفكر فيه في هذا الشخص ليس هناك مقارنة بينه وبين ملك الله، وبين قدرة الله، وبين سلطان الله، وبين عظمة الله، وبين جلال الله، وبين علو الله سبحانه وتعالى إطلاقًا ما هناك مقارنة، إذا أنت تحس بأنك تحس بشرف؛ لأنك مقرب من فلان، تحس برفعة؛ لأنك مقرب من فلان في الدنيا، فالشرف العظيم، والرفعة العظيمة الحقيقية هي عندما تحظى بالقرب من الله سبحانه وتعالى؛ لأنه أعلى من كل من تفكر في القرب منهم، هو أعظم من كل من تفكر أن تكون قريبًا منه.
هذا شيء يجب أن الإنسان يفكر فيه؛ لأنه في الدنيا تحصل هذه، من عند الكبار إلى عند الفقير، كل واحد يريد يتقرب عند ذلك، الضابط يريد يتقرب للوزير، والوزير يريد يتقرب للرئيس، والرئيس يريد يتقرب، ما يزال هناك تقربات وتنتهي إلى البيت الأبيض، تقربات، كل واحد يحاول يتقرب، يتقرب، يتقرب، الفقير ذلك الإنسان العادي يحاول يتقرب من ذلك التاجر، والتاجر تراه يحاول يتقرب من ذلك المسؤول، وذلك الضابط، وذلك. فالناس كلهم في الدنيا كل يحاول أن يكون قريبًا من فلان، لكن هنا قارن أن أكون قريبًا من فلان وأدخل في باطل هذه غلطة كبيرة.
ما هناك مانع أن أكون قريبًا من فلان، أي أن يراني فلان قريبًا منه. مع أنه في مقامات الأعمال الصالحة، في الأعمال الصالحة نفسها، هذا المجال غير مسموح به، تعتبر مرائيًا بأعمالك، لو أنني أنطلق في أعمال صالحة من أجل ماذا؟ أن يقربني فلان منه! هذا رياء، ما يقبل هذا، ما يقبل إطلاقًا.
لأن فكرة التقرب في الدنيا هي لاغية أساسًا من أصلها؛ لأنه يا إما أن يكون تقربًا بباطل، تقرب من إنسان على باطل، هذه كلها وبال عليك، أو أن تكون أنت في اتجاه صحيح، أنت ومن تفكر أن تتقرب منه، فعند ما تنطلق في الأعمال الصالحة لتتقرب منه فأنت مرائي، أليست القضية مصفَّر عليها أساسًا في الدنيا؟ الموضوع هذا بكله مصفَّر عليه في الدنيا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
آيات من سورة الواقعة
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 10 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة