يصنع اليهود زعماء مزيفين للحيلولة دون توحد الأمة خلف قيادة إلهية قرآنية تقود الأمة للنهوض

يصنع اليهود زعماء مزيفين للحيلولة دون توحد الأمة خلف قيادة إلهية قرآنية تقود الأمة للنهوض

من الأشياء الخطيرة جداً على المسلمين، أن اتجهوا إلى أن يصنعوا قدوات، قدوات. عندما وجدوا [حسن نصر الله] برز في هذه الفترة الأخيرة، وأصبحت قناة حزب الله تبث إلى بلدان أوروبا، وبرز كقائد قوي، وبرزت إسرائيل عاجزة أمام حزب الله وأمام صيحات حسن نصر الله، وبدأ صيته ينتشر في البلاد العربية بدأ الناس حتى في صنعاء يأخذوا الأقمار التي تستقبل قناة حزب الله الفضائية، وتأثروا بنصر الله. اليهود يعرفون من هم الذين يشكلون خطورة عليهم.

ليس في دقنته، ليس في تركعه، في رؤيته بالنهوض بهذه الأمة، كيف يمكن أن تتوقع ممن لا يرى الإسلام إلا دقنة وثوباً قصيراً و مسواكاً أن يجعل الأمة بمستوى المواجهة ضد اليهود وضد الغرب!!.

ممن يرى أن الله قد أنعم علينا أن جعل الغربيين والكفار يصنِّعون لنا ونحن نعبده ونسير في عبادته، وهم يصنعون لنا كل شيء! هل هذا يمكن أن يواجه الغرب؟.

الإمام الخميني عندما نهض برؤية صحيحة، وعرف بأن هذه الأمة أصبحت في صراعها مع اليهود في صراع حضاري، صراع حضارات, لم يعد صراعاً عسكرياً أصبح صراع أمة, صراع حضارة، قال: لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة، تهتم أن تنشئ جيلاً يعرف كيف ينظر إلى الغرب، يصيح بالعداء لأمريكا، بالعداء لإسرائيل يهتفون.

وهكذا كان الإيرانيون يهتفون بـ[الموت لأمريكا وبالموت لإسرائيل]، عرف كيف يجب أن تربى الأمة على نهج هذا الكتاب حتى تكون بمستوى المواجهة، فتحمل العداء، وتبني نفسها لتكون بمستوى المواجهة.

الآن اليمنيون أنفسهم - وهم واحد من الشعوب العربية وحالتهم مستوية - هل يمكن أن يصمدوا أسبوعاً واحداً في حرب مع إسرائيل؟. لا. أنا أقطع أنه ولا أسبوعاً واحداً يمكن أن يصمد اليمنيون؛ لأن كل موادنا الغذائية، كل أكلنا، كل لباسنا، كل معداتنا، كل شيء من الضروري والكمالي لنا كله يخضع لهيمنة أمريكا، وبقرار من أمريكا تستطيع أن تقطع كل شيء فيستسلم اليمنيون.

فلماذا يصيح أولئك الزعماء أحياناً ويظهرون أنفسهم كفرسان، وأنهم أعداء ألداء لإسرائيل، وهم يعرفون أنهم هم الذين أوصلوا هذه الأمة إلى درجة أنها لا تستطيع أن تقف أمام اليهود؟! لا يستطيع العرب الآن إطلاقاً أن يقفوا أمام اليهود إلا بأن يستأنفوا حياتهم من جديد، يستأنفوا حياتهم من جديد، ولن تستأنف حياتهم من جديد تحت الزعامات التي تحكمهم الآن؛ لأنهم هم الذين أهملوا كل الأراضي الزراعية.

تجد وزارة الزراعة في أي بلد عربي هي أحط الوزارات، وأقل الوزارات نشاطاً.. في اليمن نفسه كم من الأراضي في اليمن تصلح للزراعة, ونحن نستورد حتى العدس وحتى الفاصوليا والقمح والذرة من استراليا ومن الصين وغيرها؟ واليمن يكفي - لو زُرع - لليمن ولغير اليمن. لماذا يستورد اليمنيون كل شيء مما هو خاضع لهيمنة أمريكا وإسرائيل؟.

هل يمكن للعرب, هل يمكن للعرب أن يقاتلوا وقد أذلهم زعماؤهم، وأوصلوهم إلى هذه الحالة؟. كانت المواجهة عسكرية قبل خمسين سنه، أما الآن فقد أصبحت المواجهة حضارية، أصبحت المواجه حضارية.

لا بد أن تبرز قيادة تستطيع أن تبني الأمة من جديد كما استطاع الإمام الخميني، ولقد كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) رحمة من الله, وحجة على هذه الأمة العربية لو عرفت قدره، قائد عظيم، ورؤية صحيحة، وشعب قوي في ثرواته, في أعداده, وفي قوته، الإيرانيون معروفون بقوتهم في القتال، وشعب يمتلك ثروات هائلة، وقيادة حكيمة قوية، وتوجَّه نحو العداء لإسرائيل وأمريكا، وصرخ في العرب أنه مستعد.

لقد كان الإمام الخميني نعمة على العرب لو كانوا يريدون تحرراً من إسرائيل، ولكنهم بدلاً من أن يلتفوا حول الخميني, وحول إيران ليضربوا إسرائيل, ويحرروا أنفسهم من أمريكا ماذا عملوا؟ اتجهوا هم لأن يقفوا ضد إيران وضد الخميني ليشغلوه عن أن يضرب إسرائيل، لم يتركوه وشأنه حتى ليتجه ضد إسرائيل، ثم هاهم الآن يصرخون من إسرائيل، وهم الذين حموا إسرائيل من الخميني، هم الذين حموا أمريكا من الخميني، هم الذين حموا إسرائيل من إيران، هم الذين يصرخون الآن، هم الذين وقفوا لصالح إسرائيل يوم حربها ضد إيران، حرب لا مبرر لها وتحركوا بإشارة من أمريكا ليقف الجميع في خدمة أمريكا وإسرائيل لإيقاف الثورة الإسلامية، ولإيقاف الخميني حتى تبقى إسرائيل آمنة. وهاهي إسرائيل ترد عليهم بالجميل، ردت عليهم بالجميل تضربهم وتسخر منهم {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} (آل عمران: من الآية119) تحبونهم ولا يحبونكم {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً}(المائدة: من الآية58) يقول عن اليهود أنه مهما عملتهم لهم لن يحبوكم، لن يعزوكم، لن يجلوكم، لن يقدّروا لكم أي شيء، حتى أنتم أيها العملاء الذين تتولونهم.

نحن عرفنا ما حصل لعميل إسرائيل في جنوب لبنان [أنطوان لحد] ألم يَشْكِ هو, ألم يشك من إسرائيل؟ أنها تخلت عنه، أنها أهانته، الله قال للعرب في القرآن من قبل أن يتولوا اليهود والنصارى، لن يروا جميلاً لتوليكم لهم، إنهم يسخرون منكم. وفعلاً إن اليهود في إعلامهم وتثقيفهم في الغرب يزرعون في نفس الغربيين السخرية للعرب أنهم أمة بهيمية، أمة متخلفة، أمة حيوانية، أمة لا تفهم شيئاً، يسخرون منا، يسخرون منا ولا يحبونا.

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}(البقرة: من الآية120) أنت يا محمد الذي هم يعرفون أنك نبي كما يعرفون أبناءهم، فكيف يرضون عن أمتك، وهم لم يرضوا عنك {لن تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} حتى تدين بدينهم، وتصبح يهودياً مثلهم. وهم قالوا: بأنهم غير مستعدين أن يدعوا أحداً أن يكون يهودياً. ليس هناك من يصلح من العرب أن يحظى بمكانة أن يصبح يهودياً، لكن يريدون أن يضلوا الناس.

فلماذا, لماذا خسر العرب تلك الفرصة العظيمة؟ لماذا ضيع العرب حتى الفلسطينيون أنفسهم؟. كانت إيران دولة موالية لإسرائيل قبل قيام الإمام الخميني والثورة الإسلامية، كان هناك سفارة لإسرائيل في طهران حولها الإمام الخميني إلى سفارة لفلسطين قبل أن تنشأ دولة فلسطينية، وقبل أن ينشأ في أي بلد عربي آخر سفارة لفلسطين، كانت هناك فقط مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في مختلف العواصم.

العرب هم الذين أوصلوا أنفسهم إلى هذه الحالة، إلى هذه الذلة، إلى هذا الخزي؛ لأنهم ضيعوا أشياء كثيرة، ضيعوا فرصاً عظيمة.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

يوم القدس العالمي رقم (1)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 28/رمضان/1422هـ

الموافق 13/12/2001

اليمن- صعدة