نجحت القوات المسلحة اليمنية في فرض حصار خانق على الموانئ الصهيونية ولم تفلح كل الجهود الأمريكية البريطانية لفك هذا الحصار حتى اللحظة.
وقدم اليمن بهذا العمل البطولي نموذجاً أبهر العالم، فالتهديدات الأمريكية البريطانية تحطمت أمام صمود اليمنيين وشجاعتهم، وعلى عكس المتوقع قابل اليمن التصعيد الأمريكي بتصعيد أكبر وبإصرار على مواصلة موقفه في فرض حصار كامل على الإسرائيليين حتى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ويرفع الحصار.
في المقابل تصدر الأنظمة العربية مواقف ترقى إلى الخيانة في تعاملها مع ما يحدث في قطاع غزة، فالصمت هنا لم يعد الحالة الملازمة للحكام العرب، بل وصلت مواقفهم إلى درجة مخجلة، حين تعمل على تعميق الحصار على الفلسطينيين، وإدخال المساعدات إلى الصهاينة، في سابقة لم تحدث من ذي قبل.
وبحسب مرصد the sea البحري، فقد امتلئ ميناء حيفاء واشدود بأكثر من 25 سفينة، قدمت من مصر وتركيا، وعلى متنها أدوية وسلع مقدمة للصهاينة، في سلوك مفضوح، ومعادلة عكسية، فالمفترض أن المصريين يعملون على فتح معبر رفح وإدخال المساعدات للسكان المظلومين في غزة، لكن ما يحدث هو العكس، فالقيادة المصرية تصر على إحكام الحصار على الشعب الغزاوي عن طريق إغلاق المعبر، وفوق هذا ترسل المساعدات للصهاينة.
وفي هذا الشأن يقول الخبير العسكري العميد محمد هاشم الخالد إن ما قامت به القوات المسلحة اليمنية بمنع وضرب السفن التجارية والمدمرات البحرية العسكرية الأمريكية والبريطانية هو فعل لم يحدث منذ مئة عام، مشيراً إلى أنه في تاريخ العسكرية الأمريكية لم يحدث أن تضرب هذه البوارج في البحر بهذا الزخم وبهذا القدر من الصواريخ، ويتم تحجيم هذه القوة التي تصول وتجول في أعالي البحار والمحيطات.
ويضيف العميد الخالد في تصريح للمسيرة: "ولكن وبإرادة اليمنيين وعزيمتهم وقيادتنا الحكيمة استطعنا أن نوقف حركة الملاحة الاسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي ومنع مرور السفن، معتبراً هذه الجبهة الجنوبية في البحر الأحمر خففت الضغط على أبناء غزة، وأشغلت العدو الإسرائيلي والكيان الغاصب، حيث تعرض الاقتصاد الإسرائيلي للخسائر بملايين الدولارات، وأصبح ميناء "أم الرشراش" أو ما يسمى "بإيلات" شبه معطل في جنوب فلسطين المحتلة، خاصة أنه الميناء الوحيد للكيان الغاصب على البحر الأحمر.
ويؤكد أن اليمن قدم نموذجاً أبهر أحرار العالم، ووقف بالقول والفعل أيضاً إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يواجه اليوم أبشع المجازر، وأبشع جرائم الإبادة الجماعية والحصار والتجويع، وبالتالي كان هذا موقفاً يشاد به من قبل الأعداء والأصدقاء.
ويرى أن الموقف العربي ضعيف جداً، بل ويتماشى مع الموقف الأمريكي الذي يقف إلى جانب الكيان الاسرائيلي، موضحاً أن مصر وتركيا وهما دولتان عربيتان وإسلاميتان بدلاً من الوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين بقطاع غزة نجدهم يقفون إلى جانب الصهاينة، حيث لم يتخذوا أي موقف مشرف، ومنها على الأقل طرد السفير الإسرائيلي من البلدين.
الصورة واضحة
وتلجأ أمريكا وإسرائيل إلى إشهار سلاح التجويع بهدف إخضاع الشعوب، وخير مثال ما يحدث في غزة، لكن سكان غزة ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والصمود، ووقف اليمن إلى جانبهم بكل الوسائل والسبل المتاحة، ومنها فرض حصار خانق على الصهانية من البحر الأحمر.
وفي السياق يقول الناطق باسم الأحزاب المناهضة للعدوان عارف العامري إن أكثر من مليون ونصف إنسان في غزة معظمهم من الأطفال والنساء يواجهون خطر المجاعة والموت بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي المدعومة من أمريكا وبريطانيا.
ويؤكد العامري في تصريح خاص للمسيرة" أنه مع القرار المعلن من صنعاء، وقع مدعو الإنسانية في موقف حرج وصعب جداً، حتى أن ما تسمى دول الطوق لم تستطع أن تتخذ قراراً بقطع الطريق عن إمدادات الكيان الغاصب، بكافة السلع الغذائية والدوائية والبترولية، موضحاً أن موقفهم اليوم بات معروفاً، فقد تكشفت الحقائق كما صرح بذلك الشهيد القائد المؤسس بأننا في زمن كشف الحقائق، وبالفعل هذا ما يحدث، كما أكدت المواقف العربية الرسمية وبعض مواقف الدول الإسلامية لتفضح انتمائهم الهجين وبدت الوصاية الصهيونية واضحة على سيادة معظم هذه الدول.
ويكمل العامري: "واليوم نشاهد الشهداء والجرحى الفلسطينيين بالألاف إثر الجرائم المرتكبة بحقهم بالقتل المباشر أو غير المباشر وفي الوقت الذي يحاصر الكيان المؤقت الشعب الفلسطيني ويمنع عنه الغذاء والدواء على مرأى ومسمع من كافة دول العالم دون أن تحرك ساكناً"، مشيرا إلى أنه لولا المواقف التي اتخذها محور المقاومة في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني وخاصة سكان قطاع غزة لكانت الحصيلة أكبر وأكثر مما هي عليه الآن.
وبدلاً من أن تمارس الأنظمة دورها الفعلي -كما يقول العامري- لنصرة سكان غزة، كما يفعل اليمن، نجدها تتماهى مع الصهاينة وتدخل لهم المساعدات على حساب آلام وجراح الشعب الفلسطيني، وتقوم بقطع الطريق على دخول أي مساعدة للفلسطينيين، بينما تقوم بتوفير كافة السلع التي يحتاجها المستوطنون اليهود وتسمح بعبور السفن والشاحنات عبر مياهها الإقليمية، أو أراضيها، أو حتى فتح أجوائها.
ويجدد العامري التأكيد على أن معركة طوفان الأقصى اليوم وضحت الصورة من خلال تنامي الوعي لدى الشعوب العربية والإسلامية والدولية، بأن هناك كيانات تستخدم أساليب ووسائل إجرامية لإخضاع الشعوب قتلاً أو جوعاً، كما أنها فضحت المواقف القبيحة للمجتمع الدولي القذر في ازدواجية المعايير، وفرضت أن المصالح الشخصية والحفاظ على الكراسي أهم من القومية العربية أو الانتماء الديني أو غيرها.