بين شائعات العدوان وحقيقة أهدافه يظهر الحق على يد أعدائه

بين شائعات العدوان وحقيقة أهدافه يظهر الحق على يد أعدائه

﴿الأَعرابُ أَشَدُّ كُفرًا وَنِفاقًا} ما حقيقة ذلك خلال خمسة أعوام من عدوان الأعراب على بلد الإيمان بمزاعم حماية الإسلام والمقدسات وقتال من يسبون الصحابة؟ سأتحدث عن هذه المزاعم الكاذبة وعن حقيقتها مستنداً بذلك على الحقائق والشواهد التي ظهرت أمام كل العالم وعلى قنوات النظامين السعودي والإماراتي وسأترك ما لم يُعلن عنه أمام العالم تحرياً للمصداقية.

 


لاشك أن الذي تحقق للنظامين السعودي والإماراتي عندما توليا واتبعا أمريكا وإسرائيل وكانا ولا يزالان معهما في عدوانهما على الشعب اليمني ليس سوى النتائج السيئة التي حذر منها القرآن الكريم من يتولى اليهود والنصارى، فقد جلب النظامان على نفسيهما وعلى شعوبهما الخسارة الرهيبة وذهبا إليهما بأقدامهما وجرا على نفسيهما الخزي والعار ولم يحققا إلا نتائج جعلتهما قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة والانهيار في كل المجالات وعلى كل الأصعدة والميادين وكل ذلك كان بسبب ظلمهما وتوليهما لليهود والنصارى وطاعتهما لهم. 
لو جئنا لننظر من الجانب الديني ونحكم بحكم القرآن عل الواقع فقد رأينا جميعاً حكام النظام السعودي والإماراتي يتولون اليهود والنصارى ويتوحدون معهم ليجندوا أنفسهم لهم بحجة الخوف على مصالحهم وحفاظا على الدين والمسلمين رغم أن الله قد حذر المؤمنين من ذلك ووضح لنا أن السبب الحقيقي الذي يجعل أمراض القلوب يتولونهم هو الخوف منهم وليس الدفاع عن الدين حين قال سبحانه وتعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى ما أَسَرّوا في أَنفُسِهِم نادِمينَ﴾ وأمرنا سبحانه بأن نكتفي بتوليه وتولي من أمرنا بتوليهم ليتحقق لنا النصر والغلبة وتتحقق لنا بذلك العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة يقول تعالى: ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَهُم راكِعونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آمَنوا فَإِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبونَ}.
لقد استغل النظامان قصر الوعي لدى الشعوب واستفاد النظام السعودي من وجود مقدسات المسلمين في مكة والمدينة وما فيهما من أماكن مقدسة والتي جعلته محط ثقة عند كثير من المسلمين فاستفاد من ذلك بتمرير مخططات اليهود والنصارى ونشر الفساد والضلالة في المجتمعات الإسلامية مثل المجتمع السعودي والإماراتي وبعض الشعوب مستغلين بذلك ثقة شعوبهم بهم فأتوا بالأصنام لتحل محل المقدسات وبنو الكنائس في مقابل بيع المسجد الأقصى الشريف مسرى رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسجن ومحاكمة كل من يعارض ذلك مثل قادات حماس الذين يتم حالياً محاكمتهم في السعودية، ورفعوا تكاليف الحج والعمرة وقلصوا عدد الحجاج والمعتمرين في بيت الله الحرام بينما حرصوا على تأمين الأصنام والفنانين والمضلين والمجرمين والسماح بزيادة المفسدين وسمحوا بتدنيس المساجد والمقدسات من خلال السماح لليهود والنصارى بأن يطئوها رغم تحذير الله لعباده المؤمنين من ذلك ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هذا وَإِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنيكُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ حَكيمٌ﴾، فقد استقبلت السعودية ترامب وابنته إيفانكا بقرب المقدسات ودفعت لهم مليارات الدولارات مقابل ذلك في الوقت الذي يعاني فيه شعب الجزيرة من غلاء المعيشة وكذلك ما تعانيه الشعوب العربية من أزمات اقتصادية وفي الوقت الذي يمنع فيه تحالف العدوان السعو أمريكي ملايين المسلمين من أداء فريضة الحج أو حتى مناسك العمرة يسمح النظام السعودي لليهود بالتقاط الصور من وسط المساجد العظيمة مثل المسجد النبوي الشريف.
وكذلك قام النظام الإماراتي باستقبال بابا الفاتيكان النصراني وبناء أكثر من كنيسة نصرانية إرضاء له وكذلك استقطاب وزيرة الرياضة بحكومة الكيان الصهيوني وإدخالها إلى أحد أكبر مساجد المسلمين (مسجد زايد) وكذلك منع مكبرات الصوت عند الأذان إرضاء لها ولليهود. 
كذلك عمل النظام السعودي على تسييس الحج ومنع ملايين المسلمين الذين يحملون العداء لأمريكا وإسرائيل من عدة دول إسلامية من أداء فريضة الحج او العمرة أو حتى الاقتراب من المقدسات التي تعتبر ملكاً لكل مسلم.
وكذلك قام بقصف وتدمير أكثر من 300 مسجد في اليمن وذلك يدل على أنهم لا يدافعون عن الدين بل أن توليهم للكافرين يجعل الدين يتبرأ منهم وليسوا منه في شيء كما قال تعالى: ﴿لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ وَمَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ في شَيءٍ}.
وكذلك عمل النظامان وبشكل مستمر على ضرب الدين في نفسيات الناس وتجريد المجتمعات الإسلامية من قيمها وأخلاقها ومبادئها فلقد رأينا النظام السعودي والإماراتي يشترون الضلالة ويشجعون عليها مثلهم مثل اليهود كما حكى الله عنهم: ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ أوتوا نَصيبًا مِنَ الكِتابِ يَشتَرونَ الضَّلالَةَ وَيُريدونَ أَن تَضِلُّوا السَّبيلَ﴾ ويجرون الفساد الأخلاقي إلى شعوبهم وقالوا لهم: ﴿ كونوا هودًا أَو نَصارى تَهتَدوا} بتغيير ما يسمى بهيئة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إلى (هيئة الترفيه) بفتح المراقص والنوادي الليلية وتحليل الحرام و الانفتاح على ثقافة اليهود والنصارى تولياً وإتباعا وطاعةً وشرب الخمر والاختلاط و الذي يجر إلى الزنا وانتهاك الأعراض ونشر الرذيلة وتمزيق المجتمع وتفكيك روابطه الاجتماعية مما يجعل شعوبهم محط سخط الله وغضبه ويجعلهم أمام الأعداء لقمة سائغة يسهل ابتلاعها فرأينا الانحلال اللا أخلاقي مثل الاختلاط والتبرج والسفور مما جعل شعوبهم تعيش وضعية أسوى من الجاهلية التي كانت قبل الإسلام وقاموا بمحاربة من يعارض أو ينهى عن ذلك أو حتى يستنكر ويتم معاقبته بالسجن أو بالإعدام مثل الشيخ النمر والعودة على الرغم من أن ديننا الإسلامي حذر من طاعة اليهود والنصارى لأن النتيجة ستكون كفرٌ بالله كما قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ﴾ ويكونون بذلك منافقين كما قال تعالى: ﴿بَشِّرِ المُنافِقينَ بِأَنَّ لَهُم عَذاباً أليماً• الَّذينَ يَتَّخِذونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا﴾ [النساء: ١٣٩].
وتؤدي طاعة اليهود والنصارى إلى الخسران والهزيمة أمامهم وأمام كل التحديات والأخطار كما قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعُوا الَّذينَ كَفَروا يَرُدّوكُم عَلى أَعقابِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَ﴾ وعملوا كما يريد أعداء الدين؛ على تقديم الدين الإسلامي بصورة ليست صورته الحقيقية فقدموه بصورة بشعة وإجرامية سيئة تجعل منه ديناً غير مقبول به عند الآخرين على الرغم من أنه دين الحق وعملوا على تقديم ثقافة اليهود والسير عليها رغم أن الله قال لنا: {قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَأُمِرنا لِنُسلِمَ لِرَبِّ العالَمينَ﴾ فقدموا صورة سيئة عن الدين بأنة دين يقبل الهزيمة والإهانة وهذا ما رأيناه من ترامب الذي يسبهم ويشتمهم ويصفهم بالحيوانات مثل قوله انهم (بقرة حلوب) ويدعي بكل وقاحة أن القدس (عاصمة لإسرائيل) فلم نراهم يدافعون عن مقدسات ديننا بل رأيناهم يقبلون بالإهانات وبيع الأقصى وهم في وضعية خزي عاجزون عن الرد أو حتى عن إيقاف الملعون ترامب عند حده، ﴿إِن يَثقَفوكُم يَكونوا لَكُم أَعداءً وَيَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَأَلسِنَتَهُم بِالسّوءِ وَوَدّوا لَو تَكفُرونَ﴾ [الممتحنة: ٢] لكن {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ} فهذا بعض ما قدمه النظامين للدين الذي يزعمون أنهم يدافعون عنه فأمام كل هذه الأحداث وعلى مدى خمسة أعوام ينبغي على كل المؤمنين استشعار المسؤولية أمام الله وأمام الأمة ورفع مستوى الوعي بخطورة اليهود والنصارى وهذين النظامين اللذين أصبحا جزءًا من اليهود والنصارى، وحمل السخط ضد اليهود والنصارى وضد من يتولاهم لنحصن أنفسنا وأمتنا من مكرهم وخبثهم وخطورتهم ولنصرخ في وجوههم وننادي بالموت لهم امتثالا لأمر الله تعالى : ﴿ها أَنتُم أُولاءِ تُحِبّونَهُم وَلا يُحِبّونَكُم وَتُؤمِنونَ بِالكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقوكُم قالوا آمَنّا وَإِذا خَلَوا عَضّوا عَلَيكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الغَيظ قل موتوا بِغَيظِكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [آل عمران: ١١٩].
حتى وإن قالوا إنهم يريدون لنا الخير وأنهم يقومون بأعمال أولياء الله بنشر السلام والسعادة فلا يمكن أن ننخدع وأن نواصل رفع شعار الموت لهم امتثالا لأمر الله تعالى: ﴿قُل يا أَيُّهَا الَّذينَ هادوا إِن زَعَمتُم أَنَّكُم أَولِياءُ لِلَّهِ مِن دونِ النّاسِ فتَمَنَّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقينَ﴾ [الجمعة: ٦]، ولابد أن نخلص إلى حقائق دل عليها القرآن الكريم بخصوص النظامين السعودي والإماراتي ﴿الأَعرابُ أَشَدُّ كُفرًا وَنِفاقًا وَأَجدَرُ أَلّا يَعلَموا حُدودَ ما أَنزَلَ اللَّهُ عَلى رَسولِهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ • وَمِنَ الأَعرابِ مَن يَتَّخِذُ ما يُنفِقُ مَغرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيهِم دائِرَةُ السَّوءِ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (من نجد الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان) (وإن قساة القلوب من مضرة والفدادين).
ولتكن هذه الأحداث درساً مهما لنا لكي نتوحد ضد العدو الحقيقي للأمة وهم اليهود والنصارى ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾ أما عن اليهود والنصارى والمشركين 
﴿وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ الَّذي جاءَكَ مِنَ العِلمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ﴾، ﴿ وَلا يَزالونَ يُقاتِلونَكُم حَتّى يَرُدّوكُم عَن دينِكُم إِنِ استَطاعوا وَمَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دينِهِ فَيَمُت وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾.