يا شعب اليمن المظلومية لا تكفي

يا شعب اليمن المظلومية لا تكفي

المظلومية لا تكفي لتحقيق النصر وجلب الخير إلا إذا اتخذنا منها حافزاً للتحرك العملي وهذا ما قاله السيد القآئد في خطابه للشعب اليمني في اليوم الوطني للصمود أريد أن أعرض عليكم  حديثه بخصوص هذا الموضوع ثم أستكمل معكم حديثي يقول حفظه الله:

 

"لا بدَّ من العمل، لا بدَّ من التحلي بالمسؤولية، لو كنا مظلومين كيفما كنا، ولو بلغ حجم المظلومية إلى أي مستوى من دون أن نتحلى بالمسؤولية، من دون أن نبذل الجهد، من دون أن نعمل، من دون أن نسعى بكل ما نستطيع، من دون أن نعمل ما علينا أن نعمله، لم تكن مظلوميتنا تكفي لأن تتحقق لنا هذه الانتصارات، وأن نصمد هذا الصمود، وأن نتمكن من هذا الثبات، وأن نتمكن من هذا التماسك، لكي ننتصر، ولكي تثبت، ولكي تتماسك، ولكي تكون في موقع القوة في مواجهة التحديات، لا يكفيك أن تكون مظلوماً، بل لا بدَّ من أن  تتحلى بالمسؤولية، لا بدَّ من أن تعمل، من أن تسعى، من أن تبذل الجهد، وفي كل ذلك تكون معتمداً على الله، ومتوكلاً عليه؛ لأن التوكل على الله بوعي، بفهمٍ صحيحٍ لمفهوم التوكل، هو التوكل الذي يُبنَى عليه عمل، يُبنَى عليه سعي، تبذل فيه جهود عملية" هذا ما يجب أن يدركه شعبنا اليمني وأن تدركه بقية الشعوب المستضعفة والمظلومة أنه لابد من عمل لابد من سعي لابد من بذل الجهود لكي تنعتق من ظلم الظالمين ولكي تنهض بواقعها في كل مجالات حياتها، وما يحصل في الشعب اليمني هو من مصاديق هذه الحقيقة التي لا تتغير ولا تتبدل حينما انطلق هذا الشعب ليعمل ليتحرك ليبذل الجهود ليتصدى للظلم ليضحي حصل على ثمار عظيمة ومهمة جداً لم يكن يصل إليها لولا أنه تحرك فقد حصل على العزة التي لطالما حاول الأعداء أن يسلبوه إياها لزمنٍ طويل، لقد حصل على القوة، لقد حصل على الخبرة، خبرة التصنيع والتطوير وأصبح اليوم في موضع متقدم في التصنيع العسكري والتطور التقني  يفوق في تقدمه الكثير من بلدان العالم وكل ذلك وأكثر ليس إلا ثمرة من ثمار توكله على الله وتحركه الجاد في مواجهة الظلم ومقارعة الاستكبار.

 

وفي الحقيقة هي سنة اللّه تعالي في أرضه فلم يتغير حال بني إسرائيل عندما كانوا مستضعفين من قِبلِ فرعون إلا بعد أن تحركوا وواجهوا وكذلك بالنسبة للعرب في الجاهلية.

وهناك كلمة جميلة جداً للسيد عبد الملك الحوثي فيما يتعلق بالموضوع  ألقاها في شهر رمضان الماضي حين قال:

)الحق لا يتحول إلى حقيقة قائمة في واقع الحياة يُعمل به يُلتزم به ويُطبق ويُعتمد عليه إلا بعمل إلا بتحمل للمسؤولية إلا بتحرك إلا بتضحية إلا بمواجهة لأن هناك من لا يقبل بأن يكون لهذا الحق وجود وحضور فعلي عملي سيادي في واقع الحياة).

وكذلك يقول في نفس المحاضرة:

) فالحق لا يتحول إلى حالة قائمة إلا بمواجهة إلا بتحديات، إذا أنت تريد أن تكون حرا في هذه الحياة وأن تخضع نفسك لله بمبادئ الحق للقيم والأخلاق، إذا أي مجتمع يريد ذلك إذا أي أمة تسعى لذلك لا يتحقق لها ذلك إلا بعد أن تحسم هذه المواجهة مع قوى الطاغوت والاستكبار لأن قوى الطاغوت والاستكبار تلقائيا هي لا تسمح، هي تتوجه للمنع ما إن تسمع صوت الحرية والحق ما إن تلحظ مجتمعاً معيناً هنا أو هناك يريد أن يكون مجتمعا حرا وأن يتحرك لإقامة الحق والعدل والخير في واقعه إلا وسعت قوى الطاغوت والاستكبار إلى منعه ومحاربته والمنع له بالقوة إذا لم يمتنع فتكون هذه المواجهة حتمية حتمية).

فلا بد من المواجهة لا بد من قتال أمريكا وإسرائيل لما لها من مشاركة كبيرة في قتل الشعوب وإذلالها وقهرها والتسبب في معاناتها

لذلك لا خلاص للشعوب المظلومة إلا بما وجهها به الدين الإسلامي العظيم وهذه الحقيقة قال عنها السيد القائد: )الدِينُ في جَوهرِه في مبادئِه في قِيمِه في تشريعاتِه، دِينُ اللهِ الإسلامُ العظيمُ هو على النحو الذي إذا التزمنا بهِ وتَمسَّكنا بِه وتحرَّكنا على أساسِهِ ونَهضنا في واقعِ حياتِنا على أساسِهِ يَبنينا أمةً مُستقيمةً مُستقلّةً، متحررةً مِن التبعيةِ، وقويةً في مُواجهةِ التحديات، ويُنظِّمُ حياتَنا في كلِ المجالاتِ ومِنها مجال الصراع، الصراعُ ـ الذي هو كَما كرَّرنا كثيراً ـ جزءٌ مِن واقعِ هذه الحياةِ لا مِناصَ مِنه، حالةٌ قائمةٌ، فكيفَ نُمارِسُ هذا الصراعَ ويتحولُ في واقعِنا إلى حالةٍ إيجابيةٍ، حالةٍ إيجابيةٍ على كل المستويات؟ على المُستوى التربوي والإيماني والأخلاقي والنهضوي، على مُستوى العملِ في فَضلِه وأجرِه عندَ اللهِ، وما يترتبُ عليهِ أيضاً في الآخرةِ، وعلى المُستوى الاجتماعي والداخلي للأمَّةِ، وهذا هو فَضلُ وأثرُ الجهادِ في سَبيلِ اللهِ سبحانه وتعالى، لأنَّه الذي يُنظِّمُ لنا كيفَ نُواجِهُ التحدياتِ والأخطارَ، كيفَ ندفعُ الشرَّ، كيفَ ندفعُ الفسادَ، كيفَ ندفعُ الطُغيانَ، كيفَ ندفعُ المُنكرَ، وكيفَ نتحركُ في حركةِ الحياةِ هذه في ما يتعلقُ بالصراعِ على أساسٍ مِن التعليماتِ الإلهيةِ في الدوافعِ والضوابطِ والمبادئِ والتصرفاتِ والمُمارساتِ وفي السُلوكِ العام، هذه مَسألةٌ مُهِمَةُ جداً أهمَلَتْها الأمَّةُ وتهرَّبتْ مِنها الأمَّةُ فماذا كانت النتيجة؟ الضَعفُ، الوَهنُ، التدجينُ، الاستغلالُ، الاستنزافُ، كوارثُ عانتْ مِنها الأمَّةُ ﴿وَما لَكُم لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرِجنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ وَلِيًّا وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نَصيرًا﴾.