يطل رمضان من جديد على العالم العربي والإسلامي في ظروف عصيبة تعصف بالعالم ككل وبالمسلمين بشكل خاص فيعاني البعض من الحروب والبعض من الفقر والجوع ومن نجا منهما يعاني من الأوبئة
، والبعض قد جمع بين الكل كبلدنا الحبيب اليمن ، فللسنة السادسة على التوالي يحل على اليمن شهر رمضان المبارك وهي تعيش تحت وطئة حرب ظالمة وحصار خانق ، وقطع للمرتبات من قبل تحالف الشر ، وأمراض وأوبئة مختلفة باستثناء الوباء الذي حل بالعالم (كورونا) الذي جنب الله اليمن منه إلى يومنا هذا ولله الحمد ، ومع هذه المعاناة الشديدة مازال اليمانيون كعادتهم يستقبلون رمضان بالتهليل والتكبير والاستبشار .....كيف لا وهو شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران ...؟
كيف لا وهو شهر الجهاد والنصر والإحسان ..؟
كيف لا وهو فيه ليلة خير من ألف شهر وهو شهر نزول القرآن ..؟
نعم ما زال اليمانيون رغم أوجاعهم يستقبلون رمضان كما كان يستقبله أجدادهم ، فمازالت التسابيح تصدح بها حناجر المسبحين من على المآذن ، وتلك التلاوة قبيل أذان المغرب وأذان الفجر بتلك الأصوات التي نشأنا عليها منذ الصغر ترتفع من كل مسجد ، ومازال الإحسان والتكافل بين الناس وتبادل الأطباق الرمضانية يدور في كل حارة وقرية كلا حسب إمكانياته وبقدر استطاعته .
حاول العدوان طمس الهوية الإيمانية اليمانية بشتى الطرق ، لكنه لم يصل لتحقيق مقصده لظنه أنها مجرد عادات وتقاليد سطحية اعتاد اليمانيون عليها ، لكنه لم يعلم بأن الهوية الإيمانية محفورة ومغروسة في قلب وروح كل يمني منذ نشأته فأنى لأرواح اليمنيين أن تنتزع ..؟
كم أنت رائع أيه اليماني الشامخ ، تتلقى الضربات الخارجية بفعل العدوان الغاشم ، والضربات الداخلية بفعل الخونة وجشاعة التجار الذين ينتهزون حاجتك لرفع الأسعار ، ومع ذلك لا زلت أيه اليماني الصامد تواصل مسيرك والقيام بواجباتك الدينية والوطنية بأكمل وجه ، لعلمك ويقينك بأن الله سيهلك الطغاة والظالمين مهما تمادوا في غيهم وجشعهم وخبثهم .
وعلى الصعيد الطاهر بالجبهات يستقبل المجاهدون رمضان وأيديهم قابضة على الزناد لحماية أمتهم ووطنهم لينعموا بشعائر رمضان في أمان وسلام ، ويواصلون هم التصدي لقوى الطغيان محققين الانتصارات على كافة الجبهات ، جاعلين من شهر الصوم ذخيرة إيمانية تدفعهم نحو المضي قدماً في تحقيق النصر المبين .
لقد جعل اليمانيون من رمضان محطة إيمانية للتزود بالحسنات والرحمة والغفران وإحياء ليله بتلاوة القرآن والتقرب إلى الله بكافة الطاعات والعبادات ، رغم المحاولات المستميتة لأعداء الإسلام بطمس المعالم الروحانية لرمضان بضخ المسلسلات الهابطة ، والمسابقات المغرية التي تبعد المسلمين عن استثمار رمضان بالشكل الصحيح لعلمهم بالأهمية البالغة لأيام شهر رمضان ومردودها الإيجابي الكبير على المسلمين ، في تكافلهم وتوادهم وأخوتهم وتمسكهم بتعاليم دينهم وهذا ما لا يروق للخبثاء .
وتبقى محطة رمضانية هامة يستزيد منها اليمانيون بالثقافة القرآنية السمحاء والمتمثلة بإطلالة القائد العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، وهو ماأطفى على رمضان نكهة خاصة ، فإطلالته سلام الله عليه تأتي بالتوجيه والإرشاد والتثقيف والتتبشير والتحذير والوعيد ، فهو بمثابة المرشد من التيه إلى إلى طريق الحق ومن الظلال إلى الرشاد ومن الظلام إلى النور ، فالسلام على علم الهدى وعلى جميع الشهداء وعلى المجاهدين والجرحى والأسرى وعلى الصامدين والصابرين والمحسنيين ، والسلام عليك يارمضان ياشهر الرحمة والغفران .