الإمام علي عليه السلام إمام البلاغة لم يكتب قصيدة تخص واحدة من القبل أو المناطق إلا في قبائل اليمن وهمدان خصوصا وللإمام علي مع اليمن علاقة ممتدة في القدم فقد زار الإمام علي اليمن عدة مرات وأسلم فيها اليمنيون علي يد الإمام علي في جمعة رجب الأولى
وحل فيها الإمام علي أشهر القضايا وهي عندما قتل بعض أهل صنعاء طفلا ورموه في البئر وتشتهر في كتب الفقه باسم قتل الجماعة بالفرد فحكم الإمام علي عليه السلام بقتلهم جميعا وقال والله لو اجتمع أهل صنعاء على قتله لقتلتهم به فقام بعض المنافقين يثيرون القصية أن الأمام لا يستطيع القضاء فأقر الرسول الأكرم قضاء الإمام علي وقال أقضاكم علي ... وللإمام علي مع أهل اليمن قصص كثيرة من أهمها القبلة والجامع الكبير ففي جبل ضين حدد الإمام إلى أين يتجه اليمن نحو الكعبة وجبل ضين قمة جبل يوازي مسار الكعبة وأما قصة بناء الجامع الكبير بأمر رسول الله ص وفي المسمورة والمنقورة حكايا كثيرة مع الإمام علي عليه السلام ومن هنا عرف الإمام علي أهل اليمن وقال قصيدته الشهيرة التي ليست من فراغ فقد خبر معادن الرجال وإخلاص وانطلاق هذه القبائل وهذه هي القصيدة الأشهر في حق اليمن واليمنيين من سيد الأوصياء الإمام علي عليه السلام يقول الإمام:
ولما رأيت الخـيل تـقرع بالقنا =فوارسها حمر النحور دوامي
ونادى ابن هند ذا الكلاع ويحصب =وكندة مع لخم وحي جذام
تيممت همدان الذين همو همو =اذا ناب أمر جنتي وسهامي
بكــل رديـنيّ وعضب تخاله= اذا اختلف الأقوام شعل ضرامِ
الرديني والعضب أنواع من السيوف والسهام
لهمدان أخلاق كرام تزينهم =وبأس إذا لاقـوا وُحْد خصام
وجد وصدق في الحروب ونـجدة= وقـول إذا قـالوا بغير أثـام
وناديت فيهم دعوة فأجابني =فوارس من همدان غير لئام
فوارس ليسوا في الحروب بعزّل =غداة الوغـى من شاكر وشبام
ومن أرحب الشم المطاعين بالقنا= ونهـم وأحيا السبيع ويام
ووادعة الأبطـال يخشى مصالـها =بكـل رقـيق الشفرتين حسام
ومن كل حي قد أتاني فوارس= كرام لدى الهيجا وأي كرام
يقودهم حامي الحفيظة منهم =سعيد بن قيس والكريم يحامي
جزا الله همدان الجنان فإنهم= سمام العدى في كل يوم سمام
رجال يحبون النبي ورهطـه =لهم سالف في الدين غير أثام
فلو كنت بوابا على باب جنة =لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
بعد أن ذكر الإمام علي همدان ووادعة وأرحب وشبام ويام وغيرها من القبل اليمنية وما صنعوه معه وثباتهم ووفاءهم في العسر واليسر ومنهم الأشتر النخعي وعمار بن ياسر وأويس القرني وكثير ممن كانوا أيضا أنصارا لرسول الله من قبله فليس غريب أن يقول الإمام علي عليه السلام شعرا في وفائهم مع رسول الله ومعه من بعده فقد كان اليمانيون هم شعراء الرسول وألسنته في الحرب وسهامه وقت الضراب والإمام علي قال فيهم الشعر هذه المرة لكي تتخلد ملحمة ينقلها اليمانيون أبا عن جد وأشهر أبيات القصيدة
ولو كنت بوّاباً على باب جنّة ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ليس غريبا على همدان أصل الأوس والخزرج أخوال رسول الله من بني النجار الذين منهم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلوات الله عليه ورضوانه عليها واليمانيون أيضا هم أخوال نبي الله إسماعيل عليه السلام فهم أخوال رسول الله مرتين وهم نفس الرحمن وفي الحديث الشهير اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ولم يقل نجدنا الذين ظهر منهم ألد أعداء الإسلام وقرن الشيطان والأعراب الأشد كفرا ونفاقا...
علاقة أهل اليمن برسول الله وأهل البيت من بعده بداية من الإمام علي عليه السلام ونصرتهم له في الجمل وصفين والنهروان وكان الأشتر للإمام علي كما كان الإمام علي عليه السلام من رسول الله ...
استمرت علاقة اليمانيين مع أهل البيت فقد قال الشاعر الفرزدق للإمام الحسين لو ذهبت إلى اليمن ففيها شيعتك وشيعة أبيك من قبلك فقال الإمام الحسين شاء الله أن يراني مذبوحا...
وحتى جميع أئمة أهل البيت وعلاقتهم الطيبة بأهل اليمن بل لم يجد أئمة أهل البيت مكانا لهم سوى اليمن بعد أن حاربهم بنو أمية وبنو العباس ولم تكن إلا اليمن مهد محبي آل الرسول ونهجه ...
واليوم نرى صمود اليمانيين لثلاثة أعوام ضد نجد وقرن الشيطان الذي أصبح اليوم وكيلا للشيطان الأكبر أمريكا ولم يجد مقارعا له إلا شعب الإيمان والحكمة خلف أعلام الهدى من آل بيت رسول الله وكأن بالإمام علي عليه السلام يقول فوق كل جبهة وكل موقع عسكري يخوض أبطال اليمن فيه المعارك
ولو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمان ادخلوا بسلام
وللشعراء اليمانيين مع حب رسول الله والإمام علي عليه السلام قصائد ودواوين بداية دعبل والسيد الحميري وحسان بن ثابت وابن علوان والبرعي وحسن الشرفي وابن هتيمل والهبل حتى جاء زمن الصمود وأصبح شعراء الرسول وشعراء الإمام علي بالآلاف يبادلونه الوفاء بالوفاء وهذه القصيدة هي المحور والرابط الروحي الذي يجمع القصائد بالمعركة فلو لم يكن اليمانيون أهل أخلاق ووفاء وثبات وصدق عند اللقاء لما خلده رسول الله بالأحاديث الكثيرة التي تروى في فضل أهل اليمن ولاما خلدهم الإمام علي بأهم قصائده...
الشعر والإمام علي واليمانيين يحتاج لدراسة مطولة بل وكتب تفرد في ذلك ولعل في كتب نسائم السحر في من تشيع وشعر بعض من شعراء اليمن الذين قالوا في فضائل الإمام علي وهاموا فيه ولعل هذا العصر هو عصر العصور في ارتباط محبة الإمام علي ومقارعة أئمة الكفر ممثلة بأمريكا وممثلة برأس النفاق قرن الشيطان السعودية وأذنابها وكان الله أعد اليمانيين لهذه اللحظة التي ينكسر فيها الشيطان الأكبر وقرن الشيطان ولهذا أعد الله الجنة لهمدان وأرحب وووو وبقية قبائل اليمن التي تمنى الإمام علي عليه السلام أن يكون بوابا عليها ليقول لأهل اليمن ادخلوا بسلام أليس مواجهة الكفر وأئمته أمريكا وإسرائيل والسعودية هي مما يوجب الجنة .
ثمانية أعوام وملحمة النصر اليماني والوفاء والثبات سطره اليمانيون برغم قلة العتاد أمام أفتك سلاح في العالم من يمتلك الإرادة والقصية والامتداد النوراني من رسول الله والإمام علي عليه السلام ثم أئمة أهل البيت عليهم السلام
ثبات اليمانيين ليس من فراغ ولا ترفا فكريا بل هو الفطرة التي لم يبق ولم يصمد معها إلا أهل اليمن منذ حارب رسول الله قومه في مكة ولم يكن له نصير إلا الأنصار ومنذ حاربت قريش الإمام علي عليه السلام وووو وها هي قريش اليوم أصبحت حلفا كبيرا وأصبحت أحد أدوات الشيطان الأكبر وفي المقابل زاد وتعمق وتجذر إيمان وثبات اليمنيين في مواجهة الباطل والجاهلية الأخرى
الحديث ذو شجون ولعل الحديث عن شعر إمام البلاغة تقصر كل دراسة نقدية في تناول وتحليل أبعاد وعمق الإمام وكذلك الحديث عن شعراء اليمن والذين ربما ذكر أسمائهم فقط دون أبيات لكل منهم يحتاج دراسة كاملة فكيف بتحليلها وتبيين بلاغتها ...