اتَّشحت إيرانُ السوادَ وخيَّمَ الحزنُ كافةَ أرجائها على رحيل رئيسها السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه في حادث سقوط المروحية في المرتفعات الشمالية الغربية لإيران، وتزامناً مع إعلان نبأ الاستشهاد، أعرب القادة والمسؤولون الحكوميون في مختلف دول العالم عن تعاطُفِهم مع الحكومة والشعب الإيراني، وجرى في بعض دولِ المنطقة إعلانُ الحداد العام وتنكيس الأعلام.
وتشيرُ الرسائلُ المختلفةُ التي بعثها ونشرها رؤساءُ الدول وكبار المسؤولين السياسيين في المنطقة، إلى تعاطف العديد من الدول وشعوبها مع إيران، حكومةً وشعباً، ومنذ الإعلان الرسمي عن التفاصيل؛ ومن بين كَمٍّ هائل من المواقف والرسائل رصدت وتابعت صحيفة "المسيرة" ما أمكن لها ذلك، وجاء كالآتي:
إعلانُ الحداد العام وتنكيسُ الأعلام في هذه الدول:
في الساعات الأولى من إعلان استشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، أعلنت باكستان أنها ستقيم يوم حداد احتراماً له ولرفاقه، وتضامناً مع إيران الشقيقة، وتنكيس علمها أَيْـضاً، وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني "شهباز شريف" عن تعازيه، وقال: "احتراماً للرئيس الإيراني ورفاقه وتضامناً مع إيران الشقيقة، ستقيم باكستان يوم حداد وتقوم بتنكيس عَلَمِها".
وكانت حكومةُ لبنان إحدى الدول في المنطقة التي أعلنت الحدادَ العام بمناسبة استشهاد الرئيس الإيراني؛ فبعد استشهاد الرئيس الإيراني السيد رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبدالله يان ورفاقهما، أعلنت حكومة لبنان الحداد العام لمدة 3 أَيَّـام، وبأمرٍ من نجيب ميقاتي رئيس الوزراء، أنهُ "خلال هذه الأيّام الثلاثة، سيتم تنكيس الأعلام في المؤسّسات الحكومية، وسيتم تعديل برامج الإذاعة والتلفزيون اللبنانية وفق هذا الحدث الأليم".
الحكومة السورية بدورها، أعلنت الحداد العام لمدة 3 أَيَّـام تضامناً مع الشعب الإيراني، وقالت في بيان: "تشارك الجمهورية العربية السورية الشعب الإيراني الصديق أحزانه بمصابه الجلل بوفاة الرئيس ورفاقه إثر حادثٍ أليم أثناء أداء واجب العمل".
وأعلنت الحداد الرسمي العام لمدة 3 أَيَّـام، وتنكس الأعلام في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية وجميع السفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج طيلة هذه المدة.
برقياتُ التعازي ورسائل التعاطف مع إيران:
وفيما أعربت العديد من دول المنطقة في برقياتها ورسائلها إلى شعب وحكومة الجمهورية الإسلامية، عن تعازيها بهذا المصاب الجلل، أبدت تعاطفها ووقوفها، بدءًا من اليمن مُرورًا بدول مجلس التعاون الخليجي، والعراق، وفلسطين المحتلّة، وانتهاءً بالجزائر وتونس، والتي حملت في مجملها تعبيراً صادقاً عن حجم الحدث وما يمثله من تجليات تركت بصمتها في أرجاء العالم.
علاقاتنا ستظل مزدهرة: أعلن "بشار الأسد" الرئيس السوري في رسالته، "أننا نقدم تعازينا القلبية لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية ولحكومة وشعب إيران"، وقال: "كنا نعمل مع الرئيس الإيراني الراحل حتى تظل العلاقات الاستراتيجية بين سوريا وإيران مزدهرةً دائمًا".
نقف مع إيران في هذا الوضع المحزن: هكذا أعرب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عن تعازيه باستشهاد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، وشدّد في رسالته، أن "تركيا تقف إلى جانب جارتها في هذا الوضع الصعب والمحزن".
لعب رئيسي دورًا لا يوصف في تعزيز العلاقات بين طهران وموسكو: هذا ما أكّـده الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، في رسالة تعزية برحيل السيد رئيسي والوفد المرافق له، وأكّـد أن "الراحلَ لعب دوراً لا يوصفُ في تعزيز العلاقات بين طهران وموسكو".
نحن مع إيران: تعقيباً على استشهاد السيد رئيسي، أعلن ملك الأردن، بالقول: "إننا مع أشقائنا في إيران في هذا الظرف الصعب".
إيران فقدت سياسيًّا بارزاً: كتب "إلهام علييف"، رئيس جمهورية أذربيجان، تعقيباً على استشهاد الرئيس الإيراني، على حسابه الخاص، أن "إيران فقدت سياسيًّا بارزاً قضى حياتَه في خدمة بلاده".
تعازي الرئيس المصري للشعب الإيراني: أصدرت الرئاسة المصرية بياناً عقب حادث تحطم الطائرة في إيران واستشهاد الرئيس ومجموعة من رفاقهما، وجاء في هذا البيان، القول: "إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، يعزي شعب إيران بوفاة الرئيس ووزير الخارجية الإيراني".
نشاطر الشعب الإيراني حزنه: "وينستون بيترز" وزير خارجية نيوزيلندا، نشر رسالةً على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أعرب فيها عن تعازيه وجاء في هذه الرسالة، "إننا نشاطر الشعب الإيراني حزنه، ونقدم تعازينا لأسرة الرئيس ووزير الخارجية والوفد المرافق لهم".
لقد صدمت بشدة: هذا ما أعرب عنهُ وزير الخارجية الهندي "سوبرأمانيام جيشإنكار"، في رسالةٍ خطها باللغة الفارسية على موقع "إكس"، جاء في نصها: "لقد صدمت بشدة عندما سمعت نبأ وفاة الرئيس الإيراني الدكتور إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبدالله يان في حادث تحطم مروحية، أتذكر اجتماعاتنا العديدة معهم، آخر مرة كانت في يناير 2024م، نقدم تعازينا لعائلاتهم، نحن مع الشعب الإيراني في هذا الحادث المؤسف".
فقدت بيلاروسيا أصدقاءها الحقيقيين: أعربت وزارة خارجية جمهورية "بيلاروسيا" بعد سقوط مروحية الشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي، والوفد المرافق له، عن أن "هذه المأساة لا تمثّل خسارةً للأُمَّـة الإيرانية فحسب، بل فقدت بيلاروسيا أَيْـضاً أصدقاءها الحقيقيين".
كان قائداً عالميًّا استثنائيًّا وإنساناً عظيماً: هكذا عبَّرَ الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" وقال في رسالته: "لقد صُدِمت من الأخبار الصعبة عن الخسارة الجسدية لإبراهيم رئيسي، رئيس جمهورية إيران الإسلامية، يؤسفني جِـدًّا أن أقول وداعًا لرجل مثالي، لقد كان أخونا إبراهيم قائداً عالميًّا استثنائيًّا، وإنساناً عظيماً، ومدافعاً عن سيادة شعبه، وصديقاً غير مشروط لبلدنا".
كما أعرب "مادورو" عن تعازيه العميقة للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية نيابةً عن شعب فنزويلا، وقال: "نأمل أن يغفر الله مثل هذه الخسارة الحساسة"، وفي ختام رسالة التعزية، وصف الرئيس الفنزويلي إيران بأنها "مثال للعزة والأخلاق والمقاومة".
نعلن دعمنا للشعب الإيراني الصديق والشقيق: "محمد شَيَّاع السوداني"، رئيس وزراء العراق، عَبَّرَ في منشور على موقع "إكس"، "نتقدم بأحر التعازي إلى المرشد الأعلى وحكومة وشعب إيران، إثر الحادث الذي تعرض له رئيس هذا البلد، ونعلن دعمنا للشعب الإيراني الصديق والشقيق، وسائر المسؤولين في هذا البلد بعد وقوع هذه المأساة الأليمة".
لقد فقد الشعب الصيني صديقًا جيدًا: أعرب الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، نيابةً عن حكومة وشعب هذا البلد، عن تعازيه في استشهاد السيد إبراهيم رئيسي، رئيس إيران، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانغ ون بين": "يعرب شيء جين بينغ عن تعازيه لنائبه الأول محمد مخبر في وفاة السيد إبراهيم، رئيس إيران، ويعلن تعازيه نيابةً عن الصين حكومةً وشعباً"، وَأَضَـافَ، لقد "أكّـد شيء جين بينغ أن وفاة الرئيس الإيراني المفجعة هي خسارة كبيرة للشعب الإيراني، كما فقد الشعب الصيني صديقًا جيدًا".
صديقٌ عظيمٌ وسياسيٌّ له تقديرُه: هذا ما قاله الرئيس الكوبي، "ميغيل دياز كانيل"، وعَبَّرَ "عن حُزن بلاده العميق لفقدان صديق عظيم وسياسي له تقديره ومحبوب من شعبه، مؤكّـداً "تضامن ودعم كوبا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتوالت سيول من الرسائل؛ منها على سبيل المثال لا الحصر، الرئيس الطاجكستاني "إمام علي رحمان"، ورئيس الحكومة الهندية "ناريندرا مودي"، ورئيس المجلس الأُورُوبي "شارل ميشال"، والرئيس البولندي "أندريه دودا"، ووزير الخارجية السويسري "أغنازيو كاسيس"، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "رفائيل غروسي"، ولا تزال الرسائل والمواقف والبرقيات تواصل زخمها حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
رَدُّ فعل فصائل الجهاد والمقاومة في المحور:
في هذا الإطار، وبالإضافة إلى مختلف الدول والسلطات السياسية، أعلنت فصائلُ المقاومة أَيْـضاً تعازيَها ومواساتها باستشهاد الرئيس الإيراني.
الجبهةُ الشعبيّة لتحرير فلسطين: أعلنت، في رسالة، تضامنها ووقوفها إلى جانب الشعب والقيادة الإيرانية، وأكّـدت أنها واثقة من أن إيران ستتجاوز هذه المحنة.
السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي كتب في رسالة له: "تلقينا ببالغ الحزن نبأ استشهاد الشخصية السياسية الإسلامية البارزة، ونستذكرُ الأدوار البارزة لهم في الحياة الثورية والسياسية والثقافية لإيران والمنطقة والعالم".
حزب الله في لبنان: أصدر بياناً جاء فيه: "العزاءُ أولاً لسيدنا ومولانا بقية الله في أرضه صاحب العصر والزمان عليه السلام، ولسماحة آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الخامنئي -دام ظله-، ولمراجعنا العظام ولمسؤولي الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني الصابر والعزيز، وبالخصوص إلى عائلاتهم الشريفة والمجاهدة، وكذلك إلى مسلمي وأحرار العالم".
وَأَضَـافَ البيان، "لقد عرفنا سماحة الرئيس الشهيد عن قُرْبٍ منذ زمن طويل، فكان لنا أخاً كَبيراً وسنداً قوياً ومدافعاً صُلباً عن قضايانا وقضايا الأُمَّــة وفي مقدمها القدس وفلسطين، وحامياً لحركات المقاومة ومجاهديها في جميع مواقع المسؤولية التي تولاها، كما كان خادماً مخلصاً وصادقاً لشعب إيران العزيز ونظام الجمهورية الإسلامية الشامخ، وعضداً وفياً لسماحة الإمام القائد دام ظله، كما كان أملاً كَبيراً لكل المضطهدين والمظلومين".
وتابع بيان حزب الله، "كذلك كان الأخ العزيز الشهيد الدكتور حسين أمير عبدالله يان في جميع مواقع المسؤولية وآخرها في وزارة الخارجية، الوزير الحاضر النشيط والمضحي وحامل الراية في جميع المحافل السياسية والدبلوماسية في العالم والمحب لحركات المقاومة والمتفاني في نصرتها ودعمها".
الحشد الشعبي العراقي، حركة النجباء، حزب الله العراق، كتائب سيد الشهداء، منظمة بدر، مكتب السيد علي السيستاني: جميعهم عبّروا عن تعازيهم، ومؤكّـدين أنّ "الشعبَ الإيراني العظيم، الذي سطّر أروع الدروس في تجاوز أشد التحديات والأزمات تحت ظل حكم الدولة الراسخ، يقف اليوم موحّداً في مواجهة هذا المصاب الجلل، متمسّكاً بالعزيمة والإيمان، ومستلهماً من تاريخه الطويل دروس الصبر والتحدّي".
لجانُ المقاومة الفلسطينية: ورداً على استشهاد الرئيس الإيراني، أكّـدت في بيان "نحن على يقين من أن الأُمَّــة الإيرانية العظيمة وقيادة هذا البلد قادران على التغلب على هذا الحزن الكبير، كما فعلوا في كُـلّ المحطات الصعبة"، وقالت: إن "فلسطين وشعبها ومقاومتها لن تنسى أبدًا خدمات هؤلاء الشهداء، الذين يناضلون؛ مِن أجلِ الوطن والقضية الفلسطينية".
حركة حماس: عبَّرت عن "مشاركتها الشعب الإيراني الشقيق مشاعر الحزن والألم، وعن تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في الحادث الأليم والمُصاب الجلل، الذي أودى بحياة ثلة من خيرة القيادات الإيرانية التي كانت لها مسيرة حافلة في نهضة إيران، ومواقف مشرّفة في دعم قضيّتنا الفلسطينية".
وتقدمت حماس "بخالص التعزية وعميق المواساة والتضامن إلى قائد الثورة الإسلامية، وإلى الحكومة الإيرانية، والشعب الإيراني الشقيق"، ونوّهت بالدور في "مساندة نضال الشعب الفلسطيني المشروع ضدّ الكيان الصهيوني، ودعمهم المقدّر للمقاومة الفلسطينية، وجهودها الحثيثة في التّضامن والإسناد في كُـلّ المحافل والمجالات لأهل قطاع غزَّة الصامد في ظل معركة (طوفان الأقصى)، وسعيها وجهدها السياسي والدبلوماسي المكثّـف لوقف العدوان الصهيوني ضدَّ الشعب الفلسطيني".
يُذكَرُ بأن المروحيةَ التي كانت تُقِلُّ رئيس الجمهورية الإيراني قد تعرضت لحادث، عصر الأحد، بعد عودته من مراسم افتتاح سد "قيز قلعة سي" مع الرئيس الاذربيجاني على نهر "آراس" الحدودي المشترك، في منطقة غابات "ديزمار" بين قريتي أوزي وبير داود.
وعلى إثرِ هذه الحادثة استشهد رئيسُ الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبدالله يان، وإمام جمعة تبريز حجّـة الإسلام آل هاشم، ومحافظ أذربايجان الشرقية مالك رحمتي، وقائد وحدة حماية الرئيس العميد سيد مهدي موسوي، وعددٌ من الحراس الشخصيين وطاقم المروحية.
كان السيد إبراهيم رئيس الساداتي والمعروف باسم آية الله إبراهيم رئيسي البالغ من العمر 64 عاماً، الرئيس الثامن لإيران منذ انتخابه في الـ3 من أغسطُس 2021م، خَلَفاً للرئيس السابق حسن روحاني.