يعد يوم الـ 23 من شهر إبريل نيسان من الأيّام الدامية للعدوان الأمريكي السعوديّ على مدى 9 سنوات مضت.
في مثل هذا اليوم تراكمت أوجاعُ اليمنيين وأحزانُهم؛ جراء القصف الهستيري المتواصل للعدوان، واستهدافه لكل مقومات الحياة، بما فيها الأعراس، والأسواق، ومنازل المواطنين.
وفيما يلي سرد لأبرز الجرائم خلال هذا اليوم وعلى مدى 9 سنوات:
23 إبريل 2015.. شهداء وجرحى في قصف للعدوان على مبنى كلية المجتمع بمحافظة إب:
في يوم 23 إبريل من العام 2015م، واصل العدوان السعوديّ الأمريكي، سلسلة جرائمه المستهدفة للمدنيين والأعيان المدنية، حَيثُ حلق بطائراته في سماء محافظة إب، محدّداً مبنى كلية المجتمع، وسكن الطلاب، ومنازل المواطنين المجاورة لها بمديرية يريم هدفاً لعملياته العسكرية ضد الشعب اليمني.
طيران العدوان بدأ يلقي حمولتَه الصاروخية الحاقدة على مباني وملحقات الكلية، وعدد من منازل المواطنين غارة تلو أُخرى؛ ما أفزع الموطنين، وَقضَّ مضاجعَهم، وأخرجهم مسرعين من منازلهم صوبَ الواحات المفتوحة والمزارع؛ خشية أن تحولهم غارات العدوان إلى جثث متفحمة تحت ركام المنازل.
استمرت الغارات حتى وقت الظهيرة، والأهالي يشاهدون بيوتهم ومنازلهم تدمّـر وتدك أمام أعينهم، فهذه عجوز فقدت بعض أبنائها شهداء وجرحى، وتروي مشاهد استهداف غارات العدوّ لمنازل أولادها الستة واحداً تلو الآخر.
وهذه الأم تحمل رضيعها، وذلك الكبير يحمل عدداً من الأطفال، وذاك يقتاد أمامه شائباً مسناً، أَو حاجاً مقعداً، صوب الجبل، وفي الكهف.
أعمدة الدخان، والغبار تتصاعد في سماء يريم، ومعها تحترق ملفات ومكاتب ومدرجات وقاعات المحاضرات الدراسية، وتتحول مع أثاث المواطنين وجدران منازلهم كالعهن المنفوش في ساحة الجريمة المروعة والدمار المهول.
أسفرت غارات العدوان عن استشهاد 3 مدنيين وجرح 7 آخرين بينهم أطفال ونساء، ودمار كلي لمبنى الكلية وملحقاتها وسكن الطلاب فيها، وعدد من منازل المواطنين، وخلقت حالة من الرعب والخوف، وموجة كبيرة من النزوح نحو الجبال المجاورة.
في هذا اليوم العبوس، فقد العديد من أبناء يريم منازلهم وأمتعتهم وزادهم وفرشهم وباتوا في غمضة عين بلا مأوى، وفقد معهم طلاب كلية المجتمع والعلوم الإدارية الملتحقين بأقسامها مستقبلهم وأحلامهم ودراجاتهم وكليتهم ومحتوياتها المختلفة، فيما فقد العدوان السعوديّ الأمريكي قيمه ومبادئه وإنسانيته وانتمائه للمجتمع البشري، معلناً بهذه الجريمة الشنعاء توليه للشيطان وتجنده لخدمته؛ ليسعى في الأرض الفساد ويهلكَ الحرث والنسل.
وعلى الرغم من المأساة والأحزان والألم ووقع الجريمة على أبناء مديرية يريم وكل أبناء الشعب اليمني الأحرار، لم ينقشع غبار ودخان غارات العدوّ من سماء المكان، حتى تحَرّكت جموع الشباب المجاهدين في سبيل الله أفواجاً، ليذيقوا عدوهم شدة بأسهم وصبرهم وجهادهم ضد هذا العدوّ المتغطرس.