تسببت السيول الغزيرة التي اجتاحت محافظة صعدة، في مأساة إنسانية، حيث أسفرت عن سقوط ضحايا، وتدمير مئات المنازل.
وفي تحقيق للمسيرة اليوم الثلاثاء، أفاد محمد حسين بيضان، مدير فرع مجلس الشؤون الإنسانية في صعدة، أن "العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي تسبب في قصف منازل المواطنين ومصارف المياه في المحافظة، مما أجبرهم على العيش في أماكن غير مناسبة، وبالتالي تعرضوا لخطر السيول".
وأضاف بيضان: أن "مجلس الشؤون الإنسانية في صعدة نفذ اجتماعاً طارئاً ونزول ميداني للمناطق المتضررة، وقدم مساعدات غذائية ومواد إيواء مؤقتة للأسر المتضررة".
ولفت إلى أن "عدد الأسر المتضررة بشكل عام بلغ 525 أسرة، وسيتم توفير المزيد من المساعدات لهم في القريب العاجل".
وتحدث محمد، أحد المتضررين من السيول، عن تجربته قائلاً: "هربنا من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الإيجارات، فاختارنا العيش في هذا المنزل البسيط، الذي يقع في مجرى السيل".
موضحاً بقوله: "في تلك الليلة، فقدت عمي وابن عمي، بسبب تدفق المياه بقوة".
وأضاف محمد "السلطة المحلية تفقدت احوالنا واعدة بإيجاد مأوى يلف الناجين من الاسر المنكوبة، وتم تقديم مساعدات لكن ما زالت طي الوعود".
وتابع: "نحن الآن منتظرين المأوى الذي وعدونا بها، لنا أربع ايام من يوم الحادثة ادوا لنا اغاثة يعني مواد غذائية ومن أربع بطانيات".
وأعرب محمد عن أمله في أن "تقدم الأمم المتحدة مساعدات عاجلة للضحايا".
ومنذ الليلة التي فجع فيها محمد بأقاربه، كان لجيرانه دور يعبر عن المروءة والنبل، حيث هبَّ الجيران للمساعدة وايوائهم في منازلهم.
وفي صورة تلخص القيم الإيمانية اليمنية التي تفوق الحقوق وهيئاته الصورية، هبَّ الجيران لمساعدتهم ونجواهم من الموت.
وتعكس هذه الحادثة المأساوية مدى المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات، والعدوان والحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات على اليمن.
ويتحمل العدوان السعودي الإماراتي جزءاً كبيراً من المسؤولية عن هذه الكارثة، حيث تسبب في تدمير البنية التحتية في اليمن، بما في ذلك مصارف المياه، مما حرم الأهالي من المياه، وأجبرهم على العيش في أماكن غير مناسبة، وبالتالي تعرضوا لخطر السيول، كما تعكس هذه الحادثة أيضاً أهمية القيم الإيمانية اليمنية، التي تعبر عن روح التضامن والتكافل بين أبناء الشعب اليمني.