كشف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن تحالف العدوان يسعى للمماطلة تجاه الاستحقاقات والالتزامات التي لا بد منها، خلال هذه المرحلة الراهنة التي فيها حوار بوساطة عمانية، لافتاً أن واشنطن تحاول عرقلة الجهود العمانية في 3 نقاط أساسية.
وفي كلمة له اليوم الخميس بمناسبة الذكرى السنوية للرئيس الشهيد صالح الصماد، قال السيد عبدالملك: "نلحظ خلال الحوارات أن للدور السلبي الأمريكي تأثير في مماطلة تحالف العدوان لأنه المشرف عليه أساسا"، مشيراً أن واشنطن حاول عرقلة الاتفاقات عبر نقطة المرتبات واستحقاقات شعبنا من ثروته الوطنية.
وأكد السيد القائد أن "الأمريكي يحاول عرقلة الجهود العمانية في 3 نقاط أساسية، أولها: محاولته إبعاد التحالف عن أي التزامات تترتب على أي اتفاق".
وأضاف: "لا يمكن أن يتنصل التحالف بقيادته المعروفة الرسمية المعلنة عن أي التزامات تتعلق بأي اتفاقات أو تفاهمات"، لافتاً بقوله: "فليعلم الأمريكي والبريطاني وليعرف السعودي والإماراتي أن عليهم تحمل التزاماتهم والاستحقاقات المشروعة لشعبنا".
وأوضح السيد عبدالملك في النقطة الثانية، أن "الأمريكي يحاول أن يحول المسألة على أنها مسألة داخلية بحتة"، مشدداً أن "هذا لا يمكن القبول له أبداً".
وتابع: "لا يمكن أن تتحول المسألة إلى مشكلة مع صغار المرتزقة الذين ليسوا إلا مجندين مع تحالف العدوان"، مؤكداً أنه: "لا يمكن أن يتحول دور من قدم نفسه منذ بداية العدوان بصفة قائد للحرب ومنفذ للعمليات الهجومية على بلدنا إلى مجرد وسيط".
وفيما يتعلق بالنقطة الثالثة، بيّن السيد عبدالملك أن "الأمريكي يلعب لعبته في مسألة انسحاب القوات الأجنبية من البلد ويحاول أن تكون هذه الخطوة مؤجلة إلى أجل غير مسمى".
وشدد السيد القائد بأنه "لا يمكن أن نقبل باستمرار الاحتلال ووجود القوات الأجنبية في بلدنا وهذه مسألة جوهرية بالنسبة لنا"، موضحاً أننا "سنستمر في كل الخيارات بكل الجهود في كل المجالات لنيل الحرية الكاملة والاستقلال التام وتطهير كل أرجاء وطننا من كل احتلال أجنبي.
وحذر قائلاً: "الوجود العسكري الأمريكي أو البريطاني أمر غير مقبول، ولنا الحق في التعامل معه باعتباره عدوانا واحتلالا لبلدنا"، مضيفاً: "نسعى لدحر العدوان سواء في الجزر أو في البر أو في البحر ومن كل ما يمثل انتهاكا لاستقلال وسيادة سيادة لبلدنا جواً وبراً وبحرا".
العدوان الصهيوني الأخير في فلسطين:
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والعدوان الصهيوني الأخير في نابلس، قال السيد عبدالملك: "الشعب الفلسطيني جزء من أمتنا الإسلامية نعيش معه همه وآلامه مهما كانت ظروفنا وواقعنا ومعاناتنا"، مؤكداً بأننا معنيون كموقف مبدئي في مناصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى صفه.
وأوضح أن مظلومية الشعب الفلسطيني فضيحة وخزي للمتعاونين مع العدو وللمتخاذلين الذين يطبعون معه من الأنظمة العربية، مضيفاً أن ما يحصل على الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال هو فضيحة كبيرة للغرب، وشاهدٌ كبير على حقيقة الدور الأمريكي البريطاني والغربي ومن يسمون أنفسهم بالمجتمع الدولي.
وأكد السيد عبدالملك تضامننا مع الشعب الفلسطيني ووقوفنا معه وموقفنا المبدئي والأخلاقي وثباتنا مهما كانت الظروف التي نعيشها في بلد، لافتاً إلى أن جزءاً من أسباب استهداف بلدنا وشعبنا هو تبنينا للموقف المساند للشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، دعا السيد عبدالملك أبناء شعبنا للخروج الواسع غدا في مسيرات حاشدة وفاءً للشهيد الصماد وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، ولتوجيه رسالة التحذير لتحالف العدوان، والتأكيد على تمسكنا بقضيتنا العادلة.
الشهيد الصماد نموذج صدق وعنوان صمود:
السيد القائد تحدث في سياق موضوع المناسبة، عن الرئيس الشهيد صالح الصماد، قائلاً: "نستذكر الرئيس الشهيد بحضوره الذي شكل نموذجا للصدق والوفاء والصبر والسعي الدؤوب لمرضاة الله، نستذكره وهو الحاضر في وجداننا ووجدان شعبنا ومسيرة عملنا وجهادنا".
وأضاف: "الشهيد الصماد ما قبل موقع مسؤوليته في الرئاسة وأثناء تحمله لهذه المسؤولية كان منطلقه إيمانيا"، مشيراً إلى أن الشهيد الصماد بعد وصوله لموقع المسؤولية في الرئاسة بقي يحمل روحية الجندي مع الله وشعبه.
وتابع: "الشهيد الصماد نموذج يختلف عن آخرين كانوا إذا وصلوا لمثل هذا الموقع يقدمون أنفسهم كرموز وطنية ويرون في الرئاسة موقعا للتسلط والظلم والإثراء"، لافتاً إلى أن بعض الذين وصلوا لموقع الرئاسة أصبحت لهم أرصدة وشركات ضخمة واستثمارات وعمروا حتى مدنا في بعض الدول.
وأوضح السيد عبدالملك أن الشهيد الصماد كان في أكبر مراحل تصعيد العدوان للسيطرة على الحديدة، حاضرا لتحشيد الشعب وتفعيل كل القدرات الرسمية والشعبية والدفع بها للتصدي للعدوان.
ولفت إلى أن العدوان سعى لاستهداف الشهيد الصماد نظراً لدوره الفاعل والذي مثل إسهاما كبيرا في التصدي للعدوان ودعم قضية شعبنا العادلة.
وأشار السيد عبدالملك إلى أن كل الحملات التي نفذها تحالف العدوان ومنها الحملة التي استهدفت الحديدة كانت تتم بإشراف أمريكي، مؤكداً أن استهداف الشهيد الصماد كان أيضا بدافع وتوجيه أمريكي.
الشأن الداخلي:
إلى ذلك، أكد السيد القائد أن أهم ما تم إنجازه في الفترة الماضية هو الحفاظ على العمق الاستراتيجي لهذا البلد، مشيراً إلى أن الهجمة التي شهدناها في هذه المرحلة كانت الأقوى تاريخيا بالنظر إلى حجم الجيوش والظروف الصعبة التي يعانيها شعبنا.
ولفت إلى أن التماسك الشعبي كان ركيزة أساسية لتطور القدرات العسكرية، مشدداً على أننا معنيون بمواصلة جهودنا في التعبئة والحفاظ على الإرادة الشعبية، وعلينا الاهتمام بالقدرات العسكرية والتصدي لكل محاولات الأعداء لكسر إرادة شعبنا وصرف اهتمامه عن الأولوية الكبرى.
وفيما يتعلق بالوضع الرسمي، قال السيد عبدالملك: "المسؤولية مستمرة على المسؤولين وعلينا جميعا إصلاح الوضع الرسمي في كل مجالاته"، مضيفاً: "يجب إصلاح القضاء وتنفيذ خطط إصلاحه بمسؤولية، وكذلك السلطة التنفيذية يجب أن يستمر إصلاح وضعها".
وشدد على الحفاظ على حالة الاستقرار في الواقع الداخلي وإطفاء نيران المشاكل بين أبناء المجتمع، والدفع لأن تبقى حالة الإخاء هي السائدة في الوسط الشعبي، واستمرار التعاون والتفاهم في الوسط السياسي، وألا ينصرف البعض نحو الانتماءات الفئوية والحزبية.
ودعا السيد عبدالملك إلى الاهتمام بالزراعة لأنها العمود الفقري الذي يمكن أن نستفيد منه في دعم تماسكنا في الجانب الاقتصادي سيما تجاه الحصار، بالإضافة إلى تكثيف وتطوير التعاون الرسمي والشعبي في المبادرات الاجتماعية والمجالات الخدمية.
وجدد السيد القائد التأكيد بأن المرحلة الراهنة فيها أيضا عمل لمنع نهب الثروة الوطنية النفطية وبيعها ونهب قيمتها وأثمانها.