أسلحة اليمن النوعية تثير قلق الأمريكي

أسلحة اليمن النوعية تثير قلق الأمريكي

تتسارع الأحداث بطريقة تفوق قدرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على استيعاب ما يجري، في البحر الأحمر الذي اهتزت أمواجه بفعل العمليات العسكرية اليمنية التي زعزعت تحالف حماية الإجرام الصهيوني وإصابته في مقتل.

لم يكن لتحالف الأمريكان والصهاينة والبريطانيين وحلفائهم في البحر الأحمر أي تأثير يذكر على عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة رغم الترسانة الحربية الكبرى لتلك الدول.

وفي خطاب لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ” يحفظه الله ” يؤكد قائد الثورة أن دخول الغواصات المسيرة اليمنية تطور نوعي للقوات المسلحة اليمنية وهو مقلق للعدو.

ويثبت مصداقية قائد الثورة تصريحات مسؤولين أمريكيين وغربيين في وسائل إعلامهم عن فعالية الغواصات المسيرة وتوفقها على الدفاعات الأمريكية والبريطانية. حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (ميك مولروي) عن صعوبات مواجهة قوات صنعاء، واعترافه بتفوق الغواصات والزوارق اليمنية المسيّرة على الدفاعات الأمريكية.

وقال مولروي ” إن اكتشاف ورصد الغواصات والقوارب المسيّرة التي تمتلكها قوات صنعاء أثناء الهجمات أصعب من رصد الطائرات المسيّرة والصواريخ.. مؤكدا إنه إذا قامت قوات صنعاء باستخدام مجموعة أسلحتها البحرية في هجوم واحد فستتغلب على أية دفاعات.

وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية نشرت تقريراً نقلت فيه عن الأدميرال مارك ميجويز، قائد المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات آيزنهاور، قوله إن الزوارق المسيَّرة التي تمتلكها قوات صنعاء تمثل “تهديداً غير معروف وليس لدى البحرية الأمريكية الكثير من المعلومات عنه، ويمكن أن يكون قاتلاً للغاية”.

اليمن يقلب المعادلة في البحار

 

بدورها تحدّثت وسائل إعلام لدى الكيان، عن انتقادات في واشنطن بشأن فشل الأسطول الأمريكي في اعتراض عمليات القوات المسلّحة اليمنية في البحر الأحمر، معترفة بامتلاك اليمن صواريخ باليستية “بحر  بحر”، وغيرها من القدرات العسكرية.

وشدّد أحد مواقع الكيان “إسرائيل ديفينس” على أنّ العديد من الناقلات والسفن التجارية في البحر الأحمر، تعرّضت لأضرار، بمستويات مختلفة، جرّاء الضربات الصاروخية للقوات المسلّحة اليمنية، وذلك على الرغم من أنّ القوات الأمريكية أطلقت 100 صاروخ أرض جو، منذ شهر سبتمبر 2023، علما أنّ سعر الصاروخ الواحد يتراوح بين نحو 4 ملايين إلى 7 ملايين دولار، وفق الموقع.

وبحسب شبكة “سي أن أن” الأمريكية فإنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تواجه “صعوبةً” في كيفية زيادة الضغط على أنصار الله في اليمن.

وأفادت الشبكة بوجود اعتقاد داخل واشنطن، مفاده أنّ “استخدام القوة وحدها” مع صنعاء هو طريقة “غير فعالة في مواجهتها”، مشيرة إلى أنّ الولايات المتحدة “ليس لديها مقياس من أجل تقدير نسبة ما تمّ تدميره من أسلحة صنعاء”.

ومن غير الواضح، وفقا لـ”سي أن أن”، ما إذا كانت الولايات المتحدة “ستغيّر نهجها العسكري” تجاه اليمن، لافتة إلى أنّ “القلق يتزايد داخل إدارة الرئيس جو بايدن مع استمرار الهجمات اليمنية، على رغم الضربات الأمريكية”.

وعبّرت الشبكة عن اعتقادها أنّ أنصار الله “سيحافظون على وعدهم بوقف الهجمات التي تستهدف السفن الصهيونية، أو المتجهة إلى الموانئ الصهيونية، إذا أنهى الاحتلال عدوانه على قطاع غزة”.

من جانبها، قالت صحيفة “لاراثون” الإسبانية إنّ التسليح الجيد للبحرية اليمنية جعلهم يشكّلون تهديدا كبيرا متزايدا للتجارة العالمية.. مؤكدة أنّ استخدام “الغواصات الصغيرة المسيّرة” يزيد الوضع تعقيدا بالنسبة إلى حركة المرور في البحر الأحمر، موضحة أنّ هذه الغواصات المسيّرة، فضلا عن أنّها تستطيع حمل متفجرات، يمكنها أن تصل إلى سرعات كبيرة، ما يضمن إصابة السفن التجارية بأضرار جسيمة.

تعاظم القدرات القتالية اليمنية يصدم العدو

وفي السياق ذاته يؤكد محللون عسكريون لموقع أنصار الله أن دخول الغواصات المسيرة يشكل خطراً كبيرا على القطع البحرية للأعداء بمختلف أنواعها كالسفن الحربية والبارجات والمدمرات والفرقاطات وغيرها من القطع التابعة للعدو في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن.

ويعتبر المحلل العسكري اللواء خالد غراب دخول الغواصات المسيرة في معركة البحر الأحمر تصعيدا عسكريا في المواجهة مع الصهاينة وحلفائهم وذلك لردعهم وإجبارهم على وقف الحصار والعدوان على غزة.

ويوضح غراب أن إنتاج الغواصات المسيرة كان منذ عام 2018م وأنه لم يتم استخدامها الا في هذه المرحلة الحساسة نصرة لغزة التي تتعرض لأبشع الجرائم الصهيونية في مرى ومسمع من العالم.

ويلفت إلى أن سلاح الغواصات يفهمه العدو ويعرف مدى تأثيره على ترسانته البحرية.

ويشير إلى أن صناعة الغواصات أتى وفق التهديد الأمريكي والبريطاني للجمهورية اليمنية من أجل التخلي عن غزة، معتبرا التهديد المعادي سر النجاح والذي جعل الغواصات تعمل بتقنية تتعدى وسائط دفاعات العدو.

ويشدد على أن خبراء  تصنيع الغواصات المسيرة حددوا مساراً ملاحياً يختلف عن نمط  دفاعات العدو سواء البحرية تحت الأعماق كاالطوربيدات وغيرها أو عن المضادات فوق البحر.

ويقول غراب هناك مفاجآت ذكرت في كلمة سماحة السيد القائد ستكون صادمة للأعداء وهناك تصعيد قادم سيكشف عن أسلحة أخرى دخلت إلى الخدمة ولها تأثير ربما أكبر من تأثير الغواصات”.

ويضيف القول “الغواصات جعلت القدرات العسكرية اليمنية تتقدم على قدرات الاعداء بخطوات. وهذا ما جعلها دائما محل انبهار للأعداء وحالة أرباك وحالة تخبط شديد ما جعلهم يقولون نعتقد أن المفاوضات أو الضغوط السياسية هي الأنجح مع ما يسمونهم بالحوثيون فهذا نعتبره اعترافاً صريح بعدم قدرتهم على مجابهة الجيش اليمني وتقنية اسلحته”.

ويشدد غراب على أن ما ينتظره الشعب اليمني وكل أحرار العالم العربي والإسلامي هو تحقق الوعد الذي أطلقه سماحة السيد القائد عن طبيعة المرحلة القادمة وأن هناك مفاجأة لم تخطر على بال الاعداء وصادمة للعدو.

الكابوس المؤرق للأمريكيين

بدوره يؤكد المحلل العسكري العقيد مجيب شمسان أن دخول سلاح الغواصات المسيرة في المعركة البحرية والطرويدات تشكل خطراً كبيراً على القطع البحرية بمختلف أنواعها سواء السفن الحربية أو الفرقاطات أو مدمرات أو حاملات الطائرات، واصفا الغواصات اليمينة بالكابوس المؤرق للأمريكان.

ويجزم شمسان أن سلاح الغواصات سيتم تفعيله خلال المعارك القادمة وذلك كونه سلاحا نوعيا أربك حسابات الأمريكي في المنطقة، مؤكدا أن تنامي القدرات القتالية للقوات المسلحة اليمنية أصاب الأمريكيين والبريطانيين بصدمة كبيرة لاسيما وأنهم حرصوا على مدى سنوات طويلة من تدمير القدرات العسكرية لليمن حتى لا تشكل تأثيرا في هذا الموقع الاستراتيجي الهام والذي يعد من أهم الممرات البحرية في العالم.


مواضيع ذات صلة :