تعتبر حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية أبرز الشعارات التي تتغنى بها الدول الغربية بقيادة أمريكا وبريطانيا والعدو الإسرائيلي وتدعي تقدّيسها لتلك المصطلحات باعتبارها قيم سامية وركيزة أساسية تستند عليها دول الرأسمالية منذ تسعينيات القرن الماضي.
وبالرغم من إنشاء الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية والمنظمات الحقوقية كمؤسسات دولية تمارس المهام والأعمال التي تكفل لشعوب العالم حقوقه وحريته وديمقراطيته الاّ أن الولايات المتحدة الأمريكية ضلت منذ نهضتها إبان الحرب العالمية الثانية وحتى اللحظة توظف تلك المؤسسات والمنظمات الحقوقية بما يتوافق مع سياستها ويخدم مصالحها في مختلف دول العالم دون حسيب ولارقيب.
تُسّخر الولايات المتحدة تفوقها المطلق في القطاعات العسكرية والاقتصادية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، لتتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتنمر عليها ونهب ثرواتها والسيطرة عليها رامية بحقوق الإنسان وحريته عرض الحائط.
يعلق الإعلام الأمريكي على السياسة الأمريكية المفضوحة ، حيث تتلاعب بالنظام الدولي والقوانين الدولية و تصنف كل من يعارض سياستها بالإرهاب وتفرض العقوبات المالية على العديد من الأشخاص والمؤسسات والدول ناهيك عن غزوها للعديد من الدول وانتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان.
وتأتي التصنيفات الأمريكية كوسيلة ضغط لإرضاخ الدول المناهضة لها واخضاعها وهو مالم يحدث في اليمن العزيز.
اليمن في صلب المواجهة
يواجه اليمن بقيادته الحكيمة القرآنية، كل المؤامرات الأمريكية بعزم وإصرار وعلى مختلف الأصعدة سياسياً وإعلاميا وعسكرياً واقتصادياً ففي حين صنفت الولايات المتحدة الأمريكية ” أنصار الله” منظمة “إرهابية” وذلك للموقف المشرف المناصر لغزة التي تتعرض لجرائم صهيونية وحشية لم يسبق لها مثيل، أتى الرد اليماني الحكيم بإصدار قانون تصنيف الدول والكيانات المعادية لليمن والذي وافق عليه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط نهاية فبراير الماضي.
معايير اليمن للتصنيف
وزير الشؤون القانونية الدكتور إسماعيل المحاقري أكد أن قانون تصنيف الدول المعادية المصادق عليه من قبل الرئيس مهدي المشاط يتضمن قائمة من المعايير التي يتم على ضوئها تصنيف العداء وهي تتدرج في عدة مستويات.
المستوى الأول: يخض الدول التي تمارس حرب الإبادة الجماعية بحق الشعوب الأخرى سواء علينا كيمنين أو على الشعوب العربية أو الإسلامية الأخرى.
المستوى الثاني: يخص الدول التي تعتدي على بلدنا أو على الدول الإسلامية المظلومة التي ندافع عنها.
المستوى الثالث: الدول المساندة والمؤيدة للكيان الصهيوني.
المستوى الرابع: العنصرية التي تمارسها الدول الغربية ضد المجتمعات الإسلامية
ويؤكد المحاقري أن اليمن ستتعامل مع الدول المعادية بموجب بنود ومستويات التصنيف التي تضمنها القانون والتي بموجبها تكون اليمن في مواجهة مباشرة مع تلك الدول، لافتاً إلى أن لليمن الحق في الحفاظ على استقلالها وحريتها وأمنها كغيرها من دول العالم.
آلية تنفيذ قانون الإرهاب اليمني
لتنفيذ القانون رقم (٥) لسنة 1445هـ بشأن تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية المصادق عليه من قبل الرئيس مهدي المشاط، لا بد من إصدار قرارا جمهوريا يقضي بتنفيذه، وقد أصدر الرئيس المشاط القرار رقم (107) لسنة 1445هـ اشتمل على أربع مواد، تنص الأولى على تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية بالمستوى الأول (أ/3) المنصوص عليه في المادة (5) من قانون تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية، باعتبارهما دولتين داعمتين وحاميتين وراعيتين للكيان الصهيوني ومشاركتهما في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
وتنص المادة الثانية على أن “تعامل الدولتان المذكورتان في المادة السابقة كدولتين معاديتين للجمهورية اليمنية ويتم التعامل معهما وفقاً لمبدأ المواجهة”.
قرار نموذجي
وزير الإعلام بحكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي وصف قرار الرئيس مهدي المشاط الخاص بتصنيف الدول والكيانات المعادية لليمن بالقرار التاريخي والنموذجي.
ويؤكد في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن القرار يأتي في أطار التعامل الندي، مبينا أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عمدتا على انتهاك سيادة البلد واختراق القوانين الدولية وقوانين النظام الدولي وقرارات مجلس الأمن ومواثيق الأمم المتحدة ومنظمات التعاون العربي.
ويذكر الشامي أن كل القوانين الدولية تحرم وتجرم انتهاك سيادة البلدان، ولذلك فقد انتهكتها الولايات المتحدة وبريطانيا حين أقدمتا على انتهاك سيادة اليمن في عدوان سافر وإجرامي على البلد.
ويلفت إلى أن لليمن الحق الشرعي والقانوني والسياسي في الحفاظ على سيادته من أي عدوان أجنبي سواء كان أمريكيا أو بريطانيا أو من أي دولة كانت، موضحا أن من منطلق التعامل بالمثل أتى قرار تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا كدول معادية للشعب اليمني ومن حق الشعب اليمني مواجهتهما ومحاربتهما بمختلف الوسائل المتاحة والإمكانيات المتوفرة.
وعن تأثيرات صدور قرار التصنيف وانعكاساته يرى الشامي أن له تأثيرات إيجابية وانه أثبت للعالم أجمع أن اليمن يتعامل بالندية مع غيره من الدول.
أمريكا شر مطلق
بدوره يعتبر رئيس الدائرة الإعلامية بمكتب رئاسة الجمهورية زيد الغرسي أن قرار الرئيس مهدي المشاط بتصنيف الدول المعادية لليمن ثمرة من ثمار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة التي أخرجت اليمن من عباءة الوصاية والارتهان للخارج وجعلت اليمن حراً أبياً نداً يتعامل باستقلالية مع كل دول العالم.
ويؤكد الغرسي أن قرار التصنيف المعادي لأمريكا وبريطانيا قراراً محقاً ومنصفا وأنه يحق لليمن الرد بالمثل والتعامل بالعداء، واصفاً القرار بالاستثنائي والإستراتيجي والفريد من نوعه على المستوى المحلي وعلى مستوى الدولة الإسلامية بشكل كامل.
ويجزم الغرسي بأنه لا يوجد دولة إسلامية أعلنت قرار العداء لأمريكا وبريطانيا ثم بدأت تطبيقه عمليا في الميدان، معتبرا التصنيف خطوة سياسية ناجحة تضاف إلى سجل الإنتصارات التي تحققها القوات المسلحة اليمنية ضد القوات الأمريكية والبريطانية وحلفائهما في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
ويلفت إلى أن قرار اليمن يؤسس لمرحلة جديدة من الاستقلال السيادي في المنطقة بشكل كامل، مؤكدا أن مواجهة اليمن لأمريكا على مختلف الأصعدة والمجالات سيشجع العديد من الدول للتحرر من الهيمنة الأمريكية.
ويشدد على أن عداء الشعب اليمني لأمريكا وبريطانيا يحصن اليمن من الاختراق الغربي وحماية لليمن من السياسة الأمريكية التضليلية التي تمارسها مع العديد من الدول.
ويقول ” العداء الأمريكي البريطاني لليمن سيعود نتائجه سلبا على المصالح والمشاريع الأمريكية في المنطقة المرتبطة باليمن والتي يراد لها أن تكون في اليمن وفي المياه الإقليمية اليمنية”.
ويضيف ” قرارنا في تصنيف أمريكا دولة معادية لليمن سيدفع الدول الحرة والأبية للتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بهذا التصنيف وبالتالي سيسهم في التصدي للمؤامرات والسياسات والتحركات الأمريكية في المنطقة .
ويدعو الغرسي دول المنطقة إلى التعامل مع أمريكا كدولة معادية وذلك كي تضمن تحقيق استقلالها وامنها ومصالحها، مردفا القول ” أمريكا شر مطلق وهي تتحرك ضد شعوب المنطقة بكل شر لاحتلال أراضي البلدان العربية ونهب ثرواتها وبالتالي فإن التصنيف يحصن البلدان الاسلامية ودول المنطقة من التحركات الأمريكية.