واصل النظامُ السعوديُّ اندفاعَه نحو تثبيتِ واقعِ التطبيعِ مع كِيانِ العدوِّ الصهيوني في المملكة، من خلالِ كسرِ المزيدِ من الحواجزِ؛ تمهيداً للوصول إلى صفقة خيانة علَنية تعملُ الولايات الأمريكية على إبرامها بشكل معلَن.
وفي فضيحة جديدة، أعلنت شركةُ طيران “سيشل” الصهيونية، في بيانٍ، أن إحدى طائراتها والتي كانت مليئة بالركاب الإسرائيليين ومتجهة إلى “تل أبيب”، هبطت في مطار جدة، مساء الاثنين، زاعمة أن الهبوطَ كان “اضطرارياً”.
وكانت السعوديّة قد سمحت بشكل رسمي للطائرات الصهيونية بالتحليق فوقَ أجواء المملكة، لكن هذه تعتبر أول رحلة صهيونية مباشرة يتم الإعلان عن هبوطها في الأراضي السعوديّة.
وبحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” فَــإنَّ الطيارين لم يبلغوا عن “هبوط اضطراري”؛ الأمر الذي يرجَّحُ أن الرحلةَ كان مخطَّطًا لهبوطها في المملكة؛ وهو ما يأتي ضمن خطوات متسارعة يقوم بها النظام السعوديّ لكسر الحواجز أمام إقامة علاقات معلنة مع الكيان الصهيوني.
وقالت وسائل إعلام صهيونية: “إن الركاب الصهاينة والذين كان عددهم 118، “تفاجأوا” بالترحيب الذي تلقوه من الجانب السعوديّ”!
وشكر رئيسُ وزراء كيان العدوّ، بنيامين نتنياهو، السعوديّةَ على ما وصفه بـ”المعاملة الدافئة” للمسافرين الصهاينة.
واستقبلت السعوديّةُ خلال الفترة الماضية العديدَ من الصهاينة تحت عناوينَ رياضية وثقافية وسياحية وتجارية، ووصل الأمر إلى إدخَال العديد منهم إلى الأماكن المقدسة التي يحرم عليهم دخولها شرعاً، وذلك في إطار كسر الحواجز وفرض التطبيع كأمر واقع قبل إعلانه بشكل رسمي.
وأقدمت السعوديّةُ على تغيير المناهج الدراسيةِ؛ لتعزيز هذا المسار من خلال حذف كُـلّ المواضيع والدروس والآيات القرآنية التي تتحدث عن الصراع مع اليهود وعن جرائم العدوّ الصهيوني في فلسطين.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مساعٍ أمريكيةٍ مكثّـفةٍ تقومُ بها الولايات المتحدة؛ لإبرام صفقة تطبيع رسمية بين النظام السعوديّ والكيان الصهيوني، حَيثُ يزور مسؤولون أمريكيون المملكة بشكل دوري للعمل على هذا المِلف وبشكل معلَن.