افتتحت في محمية برع بمحافظة الحديدة، اليوم الخميس، أول محمية نحلية على مستوى المنطقة العربية لإنتاج العسل الدوائي بإشراف وحدة العسل في اللجنة الزراعية والسمكية العليا، ووزارة الزراعة والري وهيئة تطوير تهامة وإدارة محمية برع في وزارة المياه والبيئة.
وفي الافتتاح، اعتبر نائب وزير الزراعة والري – نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا، الدكتور رضوان الرباعي، المحمية ثروة حقيقية تترجم الطموحات لإنتاج العسل الدوائي وفق معايير وشروط تتفق مع الرؤية القرآنية، ولا تخضع للتدخلات البشرية في جانب التغذية والصحة الحيوانية.
وأوضح أن من ضمن أهداف إنشاء المحمية النحلية خلق نموذج في كيفية تربية النحل، ورفع وعي النحالين بطرق الإنتاج السليمة للعسل الطبيعي من خلال البرامج الإرشادية والتوعوية، والتوجّه نحو توفير أسواق داخلية وخارجية للعسل الدوائي.
ونوَّه الرباعي بأن اختيار محمية بُرع لتأسيس أول محمية نحلية؛ لأنها من أغنى مناطق اليمن من حيث التنوع البيئي والبيولوجي، ولما تتميّز به من تنوع نباتي وأشجار مثمرة بحوالي 315 نوعاً، تتبع 83 فصيلة، و209 أجناس بما يشكل 10 % من إجمالي النباتات في اليمن.
وأشار إلى أن الغطاء النباتي المتنوّع في محمية بُرع سيُسهم في تأسيس أكبر مشروع لإنتاج عسل دوائي ذات جودة عالية، وتغطية الاحتياج المحلي وتوفير بيئة آمنة للنحل والنحالين، وتنفيذ برامج التأهيل والإحلال المستدام للأسر المحلية والنحالين في المحمية النحلية.
ولفت نائب وزير الزراعة إلى أن افتتاح المحمية النحلية سبقها تدريب 25 من النحالين، وتأهيلهم، كما سيتم تدريب دفعة جديدة خلال الأيام القادمة، وتوزيع خلايا النحل لكل من تم تدريبهم وفق الشروط والمعايير الخاصة بلائحة ونظام المحمية.
ونوّه برؤية وطموح القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى ووزارة الزراعة في أن تسهم هذه المحمية النحلية لتوفير مخزون استراتيجي من العسل الدوائي، لافتا إلى أنه سيتم إنشاء خمس محميات نحلية بالتنسيق مع هيئة حماية البيئة في صعدة وذمار وإب وعمران والمحويت.
وأشاد الدكتور الرباعي بكل الجهود التي أسهمت في الإعداد والترتيب لافتتاح محمية برع النحلية، مؤكدا على تضافر الجهود لترجمة توجيهات قائد الثورة للاهتمام بالمحمية، وتحقيق أهدافها وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي من العسل باعتباره مصدرا هاما لدعم الاقتصاد.
من جانبه، أشار رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، عبدالملك الغزالي، إلى أن افتتاح محمية بُرع النحلية يأتي تتويجا لجهود وحرص القيادة وترجمة حقيقية لمشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد ورؤيته التي أطلقها "يد تحمي ويد تبني".
ونوّه بما تزخر به محمية بُرع الطبيعية من تنوّع نباتي وحيوي على مساحتها البالغة أربعة آلاف و287 هكتارا، وعلى امتداد طول المحمية لمسافة خمسة كيلو مترات، معتبرا مشروع تأسيس العسل الدوائي سيخلق فرصا واسعة لإنتاجه وتصديره.
فيما ثمن وكيل أول محافظة الحديدة، أحمد البشري، اهتمام اللجنة الزراعية ووزارتي الزراعة والري والمياه والبيئة وهيئة تطوير تهامة، وكل الجهات التي ساهمت في الوصول إلى إعلان محمية بُرع النحلية لإنتاج العسل الدوائي.
واعتبر افتتاح أول محمية نحلية على مستوى المنطقة العربية، صورة حقيقية للتوجه الجاد والمسؤول في النهوض بالقطاعات الاقتصادية الواعدة، التي ظلت في حالة إهمال رغم ما تمثله من مورد اقتصادي مهم لدعم التنمية واقتصاد البلاد.
وأكد البشري حرص السلطة المحلية في محافظة الحديدة على مساندة كل الجهود التي من شأنها النزول إلى المجتمع بمشاريع ذات أثر مستدام، مبينا أنه سيتم تقديم كل التسهيلات والتعاون للوصول بهذه المحمية إلى النجاح الفعلي في إنتاج وتصدير العسل الدوائي.
بدوره، أوضح عضو وحدة العسل في اللجنة الزراعية والسمكية العليا، ذياب الأشموري، أنه يوجد حالياً ما يزيد عن ألفين و500 خلية نحل لعدد من النحالين في محمية بُرع، مبينا أنه سيتم تنفيذ العديد من البرامج التأهيلية لتطوير وتحسين إنتاجية العسل اليمني، الذي يستخدم في الجانب الدوائي، في مجال التمكين والتأهيل والإحلال لبعض الأسر المحلية، وعدد من النحالين المجاورين للمحمية.
وذكر بأن برامج التطوير تتضمن تأسيس معملاً محلياً لفرز وتعبئة العسل وصناعة شمع الأساس من شمع النحل الطبيعي بالإضافة إلى إنشاء مشتل الأشجار النحلية من البيئة نفسها، وتسليمهما لأسرتين محليتين بعد تأهيلهما، مؤكدا أن هناك تنسيقا بين الجهات المختصة والسكان المحليين في وضع نظام لدخول المحمية، وإنتاج العسل وعمل آلية رقابة وتفتيش دائمة.