في مثل هذا اليوم 2 أغسطس آب خلال عامي 2017م، و2018م، استهدف العدوان ومرتزقته بالغارات والصواريخ والمدفعية ميناء الاصطياد السمكي وبوابة مستشفى الثورة العام، وأحد الجوامع، وممتلكات ومحلات المواطنين.
أسفرت غارات العدوان وصواريخ ومدفعية مرتزقته عن 56 شهيداً و130 جريحاً وتمدير جامع، وعشرات المحال والقوارب، والسيارات والدراجات النارية، وحالة من الخوق والرعب في نفوس الصيادين وأهاليهم، وزيادة معاناتهم.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
2 أغسطس 2017 .. طيران العدوان يدمر المساجد بصعدة:
في مثل هذا اليوم 2 أغسطس آب من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، أحد المساجد في مديرية باقم الحدودية، محافظة صعدة بعدد من الغارات.
أسفرت عن تدمير المسجد وقدسيته وقدسية القرآن الكريم على رفوفه بشكل كلي، في وقت لم يكن فيه أحد قبل الظهر، وتضرر أحد المحال المجاورة له، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء في القرى المجاورة.
ما إن علم العدوان بأنه اليمن مرتبط بالأيمان، ولا يمكنه نزع ذلك من قلوب الشعب اليمني حتى جعل الجوامع ومصاحفها هدفاً استراتيجياً لغاراته، منها هذا الجامع الذي كان منذ عشرات الأعوام ، عامراً بذكر الله وإقامة الصلوات وتلاوة القرآن الكريم وملجأ الغرباء، وعابري السبيل، كما هي مصاحفه الشريفة التي عمر البعض منها مئات السنين، وقلبت صفحاتها في أيادي عدد من الأجيال المتعاقبة، ورممت أوراقها عشرات المرات، ليأتي العدوان وغاراته في لحظة يدمرون كلّ تلك القداسة والمكانة، دون أي سبب.
جامع باقم ليس مجرد بنيان من الأحجار والجدران والسقوف، مثله مثل أي منزل، بل لا ذنب له سوى أنه أرعب طائرات العدوان ومن يقودها، حين كانت مكبراته تصدح بنداءات الصلاة ، وخطب الجمعة ورسالة المنبر الحاثة على الجهاد في سبيل الله، ويجتمع الأهالي فيه 5 مرات في اليوم والليلة، عند كلّ صلاة، يجددون علاقتهم بخالقهم وتمسكهم به، ويحلون مشكلاتهم ويجددون العلاقات الأخوية فيما بينهم، ويتدارسون القرآن الكريم، ويتدبرون آياته.
كما كان مكاناً لاستماع محاضرات ودروس وملازم الشهيد القائد، حسين بدرالدين الحوثي "عليه السلام"، وأخوه السيد القائد عبدالملك الحوثي "يحفظه الله"، وفيه تقام الصلوات على موتاهم، ومنها ينطلق تشييع شهدائهم، ومنها يتعلم الشعب اليمني هويته الإيمانية، ومشاعره الروحية؛ فكان له في القلوب والوجدان مكانة خاصة، القداسة صفتها والروحانية منبعها، ومكان الاجتماعات الخاصة بالخالق جل في علاه، من إذا اشتدت الأمور لجأ إليه خلقه متضرعين، رافعين أكفهم بالدعاء، خاشعة فيه قلوبهم، دامعة فيه عيونهم، في كلّ خلواتهم بخالقهم وناصرهم وممدهم بالعون والتأييد والنصر.
العدوان الغاشم دمر مسجداً محاولاً بذلك قطع الصلة بين الخالق والمخلوق، لكنه بذلك حول كلّ منازل الأهالي إلى مساجد يتضرعون لله فيها في جوف الليل ووسط النهار، يطلبون منه أن يمدهم بالصبر والثبات في مواجهة عدوهم، ولهذا وذلك استهدفت غارات العدو كلّ ما هو مقدس ويحظى بمكانة عالية في قلوب اليمنيين، فلم يسلم لهم جامع ولا منزل ولا مقام ولا مقبرة، ولا مبنى، ولا مكتب ولا مشفى، ولا مدرسة، وكلّ شيء على أرض اليمن في قائمة الاستهداف.
هنا 3 أطفال من تحت دمار الجامع يخرجون محملين بعشرات المصاحف الممزق الكثير منها، وقلوبهم تعتصر ألماً وغضباً على كتاب الله، ليقول قائلهم: "العدوان السعوديّ الأمريكي شن غارة على الجامع والحمد لله ما كان فيه أحد ما كان وقت صلاة، فماذا سيقول لله عن هذه الجريمة، وكيف له أن يتجرأ على استهداف أقدس المقدسات في قلوبنا بيوت الله وكتابه القرآن الكريم، ولهذا نقول له هذا دليل على أن الحرب بيننا وبينكم دينية، وهذا الكتاب الذي أنزله الله من السماء يحثنا على جهادكم وقتالكم، ولن نخذل الله ولن نخلفه وعدنا معه وبيننا الميدان".
استهداف العدوان لجامع بمديرية باقم الحدودية واحد من آلاف جرائم الحرب المستهدفة للأعيان المدنية والمقدسات، خلال 9 أعوام، دمر العدوان فيها مئات الجوامع والأضرحة والمقامات، وأتلف وأحرق ومزق عشرات المصاحف بغاراته الغاشمة على المحافظات اليمنية الحرة.
2 أغسطس 2018 .. 186 شهيداً وجريحاً بقصف مرتزقة العدوان ميناء الاصطياد وبوابة مشفى الثورة بالحديدة:
في مثل هذا اليوم 2 أغسطس آب من العام 2015م، استهدفت مدفعية مرتزقة العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، ميناء الاصطياد السمكي وبوابة مستشفى الثورة بمديرية الحالي محافظة الحديدة.
أسفر القصف المدفعي عن 56 شهيدًا و130 جريحًا، في جريمة وحشية وجريمة إبادة جماعية متزامنة، وتدمير عشرات القوارب، وبوابة المشفى، وأضرار كبيرة في قسم الطوارئ والعيادات ومختلف أقسامه، وممتلكات ومحال ومنازل المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والهلع في صفوف الصيادين والأطباء والممرضين والمرضى، وعمال الميناء والمحال المجاورة.
مشاهد وحشية وقتل بأبشع الصور:
هنا وهناك وحيث يصل نظرك، من أية جهة وزاوية كنت، أكوام من الأشلاء، وأجساد وجثث مقطعة، ودماء مسفوكة، وجرحى يصرخون وآخرون يلفظون أنفاسهم الأخيرة، ولم يبق منهم سوى إشارة الإيماء، جثة بغير رأس، وأخرى سلم الرأس وشجت القذيفة الصدر إلى نصفين، خرج منها القلب وانتزع الكبد مقطع قطع صغيرة فوق الجثة وجوارها، وجثث متعددة، هشمت رؤوسها وخرجت أدمغتها من داخلها، وأخرى بلا أطراف، وغيرها جمعت من أماكن متعددة يصعب فرزها.
ثلاجات الصيادين بقيت في المكان فارغة كما هو مصير بطون أسرهم وأهاليهم وأطفالهم، فيما أجساد بعضهم لا يمكن التعرف عليها سوى ببقايا الملابس التي حرص المسعفون على جلبها مع كلّ شهيد وجريح، عل أهله يتعرفون عليه من خلالها.
قذائف مرتزقة العدوان يتمت مئات الأطفال وأحزنت مئات الأسر، التي استقبلت الخبر كيوم قيامتها وحشرها وفاجعتها، فيما العدو ومرتزقته يحولون تلك الجريمة الوحشية في وسائل إعلامهم إلى نصر وأهداف وحرب نفسية على الشعب اليمني.
في ميناء الصيادين السمكي، هب المسعفون لتجميع إخوانهم وزملائهم من فوق القوارب وعلى الرصيف، هذا وذاك يمسكون بجثة، وثالث يلحق لهم بقطع الجمجمة التي هشمتها قذائف المرتزقة، وآخر يجلب ما أمكنه من المخ، وذراع ، لذات الشخص الشهيد إلى ذات البطانية الواحدة، آخرون يجمعون القطع دون فرز، وجثث واحدة جوار أخرى وترص فوق سيارات الإسعاف، كومة من الجثث والدماء تسيل إلى الشارع على طول مسافة السير من الميناء إلى المشفى.
كما هي جثث الجرحى تحمل بسرعة علهم ينقذون هذا وذاك والكل متخوفين من تكرار القصف بصواريخ المرتزقة وقذائفهم المدفعية التي أمطرت الرصيف والقوارب والمحال، دون هوادة، فقتلت وجرحت وأغرقت من كان على القارب أو خاف ولم يجد سوى البحر أمامه ليغرق فيه، فحوله العدو من صياد إلى صيد للأسماك.
مشاهد الإبادة بحق 186 شهيداً وجريحاً، في تفاصيلها، لا يمكن أن يصل إليه صناع الأفلام الهوليودية المرعبة، ولا يمكن لصاحب عقل أن يصدق أنها من أفعال بني البشر بحق إخوانهم من نسل آدم، لم يسبق العدوان إليها أي مجرم من مجرمي التاريخ وطواغيته عبر مختلف العصور.
أحد الصيادين الناجين يقول : "أول ضربة كانت في الرصيف على الصيادين وهم يتجهزون للخروج للصيد في البحر، وكثير هم الضحايا والبعض غرقوا في البحر، والضربة الثانية في هنجر تسويق الأسماك، والضربة الثالثة في البوابة، المهم 5 ضربات متتالية".
تنتقل مشهدية الجريمة بضرباتها الرابعة والخامسة على بوابة مشفى الثورة الذي تفحمت جثث الكثير من المسعفين والمرضى والممرضين وأصحاب الدراجات النارية، والمارة والزوار للمرضى، على جهتيه الداخلية والخارجية، حتى سيارات الإسعاف وسيارات المواطنين.
ما إن وصل الجرحى والشهداء من ميناء الصيادين إلى مشفى الثورة العام، واحتشد خلفهم أهاليهم نساء وأطفال لزيارتهم، حتى عاود مرتزقة العدوان استهدافهم وقتلهم وسفك دمائهم بالغارات وعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية، ليزيد المشهد الإجرامي وحشية إلى وحشيته.
يقول أحد أهالي الجرحى: "العدوان السعوديّ الأمريكي استهدف الصيادين في الميناء ولحقهم إلى بوابة المستشفى، وقتل معهم أهاليهم وأطفالهم، فأي إجرام هذا بحق المواطنين البسطاء، والممرضين والمسعفين، هل بقي في هذا العالم أي ضمير حي، أين هو المجتمع الدولي، أين هي حقوق الإنسان، والطفولة والمرآة، العدوان يستبيح كلّ مكونات الشعب اليمني ويقتل الطفل والمرأة والمعيل".
بقيت بعض الصواريخ المغروسة في أسلفت بوابة المشفى كشاهد حي على وحشية العدوان ومرتزقته، كما كان بجوارها، مخ إحدى النساء كانت تزور أبنها الجريح، ملتصقاً بالأسفلت يبعد بينه وبين الصاروخ أقل من مترين، كما هي الدماء والجثث المتفحمة لمالكي الدراجات النارية والأطفال، وأحد أصحاب الباصات الذي مزقت شظية جسده فوق المقود وفصلت عنه الرأس والذراعين.
أحد المواطنين يرفع نقاب الحرمة الشهيدة الذي بقي جوار مخها بعد انتهاء القصف، وهو يقول بصوت مبحوح وغاضب: "هذا نقاب الشرف والكرامة اليمنية أين هي غيرة اليمن واليمنيين على العرض والشرف، هل بات المرتزقة يستحلون دماء الأطفال والنساء ولا أحد يردعهم، ماذا نقول لنسائنا، هل بقيت فينا رجولة؟ هل بقي فينا شرف؟ هل فينا قبيلة؟ يا عيباه يا قبائل اليمن!، تحركوا لمجاهدة الغزاة ومرتزقتهم، وذودوا عن حياض وطنكم وشرف نسائكم".
أحد الأطباء يقول: "قسم الطوارئ والعناية المركزة وكلّ الطواقم الطبية تعمل فوق طاقتها، للتخفيف من حالة الجرحى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأعلنا الاستنفار والتعاون من مختلف المشافي في الحديدة، والنداءات للمواطنين للتبرع بالدم، ومعظم الحالات الجراحية خطرة".
كما يقول أحد الاهالي: "الصيادون مرعوبون لا يقدرون على الاقتراب من الساحل خشية من الاستهداف وأسر الضحايا لم يستطع البعض منهم التعرف على شهدائهم وجرحاهم لهول وبشاعة الجريمة، ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل".
في صالة الموتى رصت الجثث وسمح للأهالي الدخول للتعرف عليها، وبجوارها جثث مركومة كانت عبارة عن قطع، أقدام وأذرع، وقطع جماجم، وغيرها، لا يمكن تحديد هويتها لمن.
أحد الجرحى يقول: "كنت أعمل فوق عربية لتحميل الأسماك في الميناء، وما دريت إلا بالضربة الأولى وجت الضربة الثانية وتم إسعافي والكثير من الصيادين والعاملين، فماذا عملنا بهم ليستهدفونا بهذه الوحشية؟ والحمد لله على كلّ حال".
فيما أحد الأهالي يبكي ويقول : "أخي وابن أخي وبنت أخي وزوجته كلهم استشهدوا في هذه الجريمة، كان فيهم أخي الذي استشهد في الميناء، وعندما زاره عياله وزوجته قصفهم المرتزقة في بوابة المستشفى".
إن القلوب تتقطع والرؤوس تشيب من هول الفاجعة وحجم الجريمة وهول الحزن الذي خيم على الصيادين وأسرهم وكلّ الشهداء والجرحى، وعوائلهم وأحبائهم، وعلى سماء الحديدة واليمن وكلّ أحرار الإنسانية في هذا العالم.
هكذا جمع العدوان ومرتزقته بين الإبادة الجماعية وقطع أرزاق مئات الصيادين وآلاف الأفراد من أسرهم، لتكون الجريمة أكثر إبادة، في ظل غياب تام للمساعدات الإنسانية والحقوقية، وصمت المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومجلس الأمن، في جريمة مركبة بحق الإنسانية في اليمن، لها مئات الجرائم المماثلة طوال 9 أعوام.