محمد الضوراني
أمريكا و”إسرائيلُ” عبر وكلائهما في المنطقة من الأنظمة والحكام يسعون لضرب الشعوب الإسلامية؛ لتترك قضاياها وتترك ارتباطها الإيماني، لتكونَ مُجَـرّدةً من كُـلّ الأخلاق الإيمانية التي أمرنا الله أن نحافظ عليها وَنتمسك بها لما فيه الخير لهذه الأُمَّــة في دنياها وآخرتها وتنال النصر والتأييد الإلهي.
الأحداث في غزة كشفت مستوى التدجين الذي وصلت إليه الشعوب ونتائجه الخطيرة، والتي جعلت من الشعوب الإسلامية والعربية مقيدين ضعافاً لا يمتلكون الرؤية الصحيحة والانطلاقة الإيمانية الصحيحة والسليمة، نجد اليوم المقارنة الواضحة والجلية بين الشعب اليمني بقيادته وجيشه الذي تبنى المنطلق الإيماني وتحَرّك من خلاله في تبني المواقف السليمة والصحيحة بعيداً عن الارتهان للمشروع الصهيوني الأمريكي، رغم ما يعاني لم يستسلم ويقبل بالوصاية ولم يتخل عن القضية الفلسطينية كميزان الحق الإلهي بين الحق والباطل ورغم كُـلّ التهديدات والتهويل والترغيب و… إلخ.
رغم كُـلّ ذلك لم يترك الشعب الفلسطيني وحيداً كما تركه الآخرون وخذلوا قضيته الحق.
تحَرّك الشعب اليمني بصدق ووفاء ولا زال يتحَرّك بكل إصرار وثبات وتماسك بالقضية الفلسطينية ولم يتخل عنها وخروجه الأسبوعي المليوني وبزخم كبير أثبت ذلك وأرسل رسائل للعالم كله أننا مع فلسطين قضية وشعباً، وأصبحت أنظار شعوب العالم كلها للشعب اليمني وتحَرّكه فغير الاستراتيجية لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم، وأثبت للعالم كله أن تحالف الشر والعدوان ما هم إلا قشة ضعيفة هزيلة لا تساوي شيئاً أمام الشعوب الحرة والتي تحمل قضية الحق والعدل.
نحن اليوم نشهد تأثيراً كبيراً لما يتحَرّك به اليمنُ قيادةً وجيشاً وشعباً في مناصرة القضية الفلسطينية، وغير المفاهيم الخاطئة التي عملت الأنظمة على زرعها في الشعوب لتتخلى عن دينها وقضاياها وتصبح مُجَـرّد تابع للمشاريع الاستعمارية.