محمد صالح حاتم
كان الشهيد صالح الصماد نموذجا راقيا في تحمل المسؤولية، منذ تولية قيادة اليمن في أحلك الظروف، خلال العدوان واشتداد الحصار، لكنه بعزيمة المتوكل على الله، والمتسلح بالإيمان، استطاع قيادة السفينة والإبحار بها ومقاومة الأمواج المعادية، حتى اعتبرته أمريكا أشد أعدائها.
الشهيد الصماد عندما أطلق مشروعة «يد تحمي ويد تبني»، كان يدرك ويعي أن انتصارنا على الأعداء لن يتحقق في الجبهة العسكرية فقط، ولكن الانتصار الحقيقي هو بناء دولة نظام وقانون، دولة مؤسسات حقيقية، والانتصار في المعركة الاقتصادية، والجبهة التنموية، ولذلك فقد قرن الدفاع عن الوطن وحمايته، بالبناء والتنمية.
هذا المشروع النهضوي التنموي الذي تبناه الشهيد الصماد كان السبب في مراقبته وملاحقته، واستهدفه من قبل أمريكا وأذنابها السعودية والإمارات، واذرعتها وعملائها في داخل الوطن.
مشروع «يدٌ تحمي ويدٌ تبني» هو المشروع الذي أزعج أمريكا والسعودية، وبذلك سعتا إلى اجهاضة من خلال اغتيال الرئيس صالح الصمادي في محافظة الحديدةفي التاسع من أبريل 2018م… تعرض هذا المشروع الوطني الكبير لمعاول الهدم سواء من خارج الوطن أو داخلة، ومنهم أناس يصرخون بفم المسيرة، ويدمرون بيد عفاش ويسرقون بيد والإخوان ، هؤلاء هم من أوصلوا المؤسسات والدوائر الحكومية إلى الوضع المزري الذي وصف به السيد القائد عبد الملك الحوثي في محاضراته وخطاباته وضع المؤسسات الحكومية، ولذلك دعاء إلى إحداث تغييرات جذرية.
كذلك الرئيس صالح الصمادي عندما أعلن عن مشروعه كان يسعى من خلاله النهوض بالوطن اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، وتعليميا، وعدم وصول مؤسسات الدولة إلى الوضع المزري الذي تعيشه الآن.
فلو كان مشروع «يدٌ تحمي ويدٌ تبني» يسير وفق المخطط الذي رسمه الشهيد الصماد ، وبنفس الوتيرة التي كانت في عهده، لكان وضعنا الداخلي أفضل ألف مرة مما هو عليه اليوم، وإن العدو قد يئس أن يحقق احلامة وينال مبتغاه من خلال زرع خلاياه وعملائه في مفاصل المؤسسات والدوائر الحكومية، ليبقى الشعب كما كان عليه سابقا يتسول وينتظر المساعدات والمعونات من الدول المانحة والمنظمات الدولية، بينما موارده ومقدراته تنهب وتسرق وتحول إلى أرصدة الفاسدين في بنوك دبي وسويسرا وإسطنبول وغيرها، وعندها تعود السفارات تحكم اليمن من جديد..