بعد ابن طه رجال رجال

بعد ابن طه رجال رجال

سند الصيادي

هُتافٌ ردَّدَه ملايينُ اليمنيين على امتداد الساحات وعلى مدى كُـلّ جمعة منذ اندلعت معركةُ “طُـوفان الأقصى”، وَتحديدًا منذ قرّر السيدُ القائدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي أن يلتحقَ وشعبَه وقواتِه المسلحةَ في غمار هذه المعركة المقدَّسة بكل التوصيفات الإلهية والإنسانية.

هُتَافٌ تجاوَزَ الأُنشودةَ المقتبَسَ كلماتُه منها ليُظهِرَ موقفًا شعبيًّا عارمًا مفعَمًا بالعاطفة الجياشة، وبما تراكم لدى اليمنيين من إيمَـانٍ وحكمة ونخوة وحمية وَرغبة في الالتحام بهذه الملحمة، كيف لا يهتفون به بكل ما أُوتوا من قوة وهم يعيشون هذا الموقفَ المهيبَ لقائدهم وقواتهم المسلحة التي انخرطت عمليًّا في المواجَهة والتنكيل بالعدوّ الصهيوني برًّا وبحرًا وجوًّا.

هتافٌ نابعٌ كُـلَّ جمعة من خِبرةٍ متراكمةٍ بهذا القائد الذي خاضوا به ومعه سنواتِ العدوان التسع، ولمسوا حنكتَه وحكمته، كما هو هُتافٌ يعزِّزُه أحداثًا تتصاعَدُ كُـلّ يوم وَمواقفَ تزدادُ تكشُّفًا من الإقليم والعالم، عنوانُها الأبرزُ خِذلانٌ عربي وإسلامي وتواطؤ دولي غير مسبوق، ومجازرُ مُستمرّةٌ يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، ظُلمًا وظُلامًا حالكًا إلَّا من نقطة ضوء تلوح في هذا السواد.. مصدرُها هذا القائدُ ورجالُه.

ولأن الشعبَ الذي يعيش في مناطق سيطرة هذه القيادة الربانية يشاطرُ قائدَه وجيشه هذا الموقف بصدق وإخلاص واندفاع، وَيتابعُ باهتمام بالغ ارتداداتِه على كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية على العدوّ الصهيوني والأمريكي والبريطاني، كما يقرأ بفخرٍ مشاعرَ التأييد والانبهار بهذا الموقف في عيونِ شعوبِ العالم الإسلامي والإنساني أجمع، فَــإنَّ خروجَه إلى الساحات وهُتافَه بهذه الكلمات ليسَ إلَّا رسائلُ مزدوجةُ الصدى.

هي رسالةٌ إلى الأعداء بأن القائدَ ليس وحدَه في هذا الموقف، وبأن ما يقومُ به من واجب ديني وإنساني يمثل أَيْـضاً استجابةً لمواقف هذه الحشود الغفيرة، ناهيك عن كونه استجابةً لمناشدات الشعب الفلسطيني وَشعوب الأُمَّــة أجمع.

وكما طمأن القائدُ أهلَ غزة ومقاومتَها بأنهم ليسوا وحدَهم، فَــإنَّ هذا الهُتافَ وغيرَه من الهتافات التي تتردّد في الساحات رسالةُ ولاء وَانصياع وَاتِّباع أَيْـضاً للقائد؛ ليزدادَ قلبُه اطمئنانًا وثقةً وعزمًا بأن يواصلَ مسيرَه وخلفَه هذا الشعب ذُخْرًا وسَنَدًا.. وعلى أتمِّ الاستعداد والجاهزية لكل الخيارات.