عبدالقوي علي أبو هاشم
لنفهَمْ طبيعةَ الصراع ومآلاته من خلال القرآن وما يقدِّمُه قُرَناءُ القرآن من وعيٍ وتوعية ودروسٍ إيمانية، عن حقيقة الصراع بينننا وبين اليهود ومن يتولاهم من المنافقين، ولا نكُنْ سَمَّاعين أَو متأثرين بتحليلات الموالين لليهود والمطبِّعين معهم، ولا يجوز أن يتسلِّلَ اليأسُ والقنوط والإحباط إلى قلوبنا؛ بسَببِ ما يقدِّمُه إعلامُ المرجفين وقنواتُ الفتنة والعمالة التي تدورُ مع أنظمة الجور وسلاطين الفسق وملوك الفجور في السعوديّة والإمارات.
يا أهلَ الإيمان والهُــوِيَّة الإيمانية:
لقد وفّق اللهُ قيادتنا وشعبنا للمواقف المشرِّفة المناصِرة لغزة والقضية الفلسطينية، والمشاركة المتقدمة والشجاعة التي وصلت إلى اتِّخاذ القرار الحكيم بضربِ العمق الصهيوني كموقفٍ ديني وإيماني يفرضه الله؛ لأَنَّ علينا ضغوطًا من الله، وهي أعظمُ وأخطرُ من ضغوط أمريكا، وهذا الموقفُ الإيماني المنسجمُ مع القرآن يمثل سلامةً لنا في دُنيانا وآخرتنا يوم نقف بين يدي الله.
أَمَّا الأبواقُ الشيطانيةُ التي ترجِفُ وتشكِّكُ وتقلِّلُ من رَدِّ مِحورِ المقاومة، وَتتنكَّرُ لمواقف السيد حسن نصر الله ودورِ حزب الله الذي يقدم التضحيات الكبيرة والمواقف الإيمانية الصادقة، ويشارك في المعركة منذ اليوم الثاني؛ فَــإنَّ هؤلاءِ يصدُقُ عليهم قولُ الله: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}، ويصدق عليهم قول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ، وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ}.
فلنحذر أن نكونَ سمَّاعين للمرجفين، ومنساقين وراء دعايات وأضاليل الدجالين والجبناء الذين لم ينصروا غزة وفلسطين، بل هم أحد أسباب تأخر الانتصار، وهم مَن يقدِّمون الخدمات المجانية للكيان الغاصب، سواء فهموا ذلك أم لم يفهموا.
إنّ موقف محور الجهاد والمقاومة اليوم هو الموقف الصحيح والصريح والمناصِر لغزة ومجاهديها، أمّا موقفُ محور النفاق والتطبيع فهو الموقفُ المخزي والمتواطئ، ومَن يطالِبْ محورَ الجهاد والمقاومة بمواقفَ أكبرَ فعليه أولاً أن يطالبَ الأنظمة والملوك الذين يتولاهم بموقف سياسي وإعلامي مشرِّفٍ فقط، وليطلبوا من علماءِ السوء في السعوديّة والإمارات أن يصدروا بياناً فقط؛ تأييداً ونُصرةً لغزة، أَو على الأقل ليدعوا لغزةَ في المساجد كما كانوا يفعلون في حرب سوريا وليبيا.