قادمونَ من صنعاءَ إلى غزة

قادمونَ من صنعاءَ إلى غزة

أمل الشريف

كعادة شعب يمن الصمود والثبات متمثلًا بقيادتنا الحكيمة وقائدنا رجل الكلمة والقول والفعل، الذي يحمل همّ الأُمَّــة بأكملها يكون دائماً في المقدمة ويتصدر كُـلّ حكام وشعوب العالم باهتمامه بالقضية الفلسطينية.

برغم الجراح التي ما تزال عالقة في ذاكرة اليمنيين، وبرغم المعاناة التي مروا بها وما زالوا يمرون بها من قبل عدوان غاشم وحصار مطبق وخانق عليهم منذ 9 أعوام، شعب اليمن والصمود والثبات ذلك الشعب اليمني الحر الذي جعل من قضية فلسطين القضية الأَسَاسية والمحورية، خرج في مسيرات ووقفات رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً وقوفًا مع إخوانهم في فلسطين مندّدين ومستنكرين تلك الجرائم البشعة من قبل الكيان الصهيوني بحق إخواننا في غزة الصمود والثبات، مردّدين بشعارات الموت لإسرائيل والموت لأمريكا، ومطالبين بوقف العدوان الهمجي الإسرائيلي على المقدسات الفلسطينية وعلى الأبرياء من المدنيين.

خرج اليمنيون مساندين للشعب الفلسطيني الحر الأبي في محنته التي يمر بها، خرجوا مستشعرين مسؤوليتهم أمام الله وأمام شعب فلسطين المكلوم، خرجوا من مبدأ ديني وإنساني أمام ما يقوم به العدوّ الصهيوني من مجازر إبادة جماعية لأهل غزة، خرجوا من مبدأ النخوة والغيرة والعروبة المتأصلة والمتجذرة في أهل اليمن اتّجاه تلك الأشلاء للأطفال والنساء والشيوخ وأُخرى تحت الأنقاض، تلك المجازر الوحشية التي تدمي القلوب ويبكي لها الحجر، خرجوا من رحم المعاناة والألم الذي عاشوه طيلة 9 أعوام.

عند رؤية تلك الأم التي تصرخ بملء صوتها فقدت كُـلّ أبنائها، وذلك الطفل الذي فقد كُـلّ أسرته، وآخر ينتظر دوره ليقوم بتكفين أحد إخوته الذي استشهد، وذلك الأب الذي يقوم بجمع أشلاء أطفاله وزوجته ومنهم جميع أسرته، خرج شعب الإيمان والحكمة في ظلّ صمت حكام العرب والأنظمة المتصهيّنة والعميلة خوفًا على عروشهم ومصالحهم الشخصية التي تربطهم بأسيادهم الأمريكي والصهيوني من يحركهم ويوجههم كالدمى.

يخرج الشعب اليمني شعب الأنصار في مسيرات ووقفات متواصلة مناصرًا لفلسطين من واجب ديني وإنساني وقومي، معلنًا تضامنه مع فلسطين أرضًا وإنساناً وقضية محورية، مؤكّـداً للعالم أجمع بأنه سيظل في صف الحق وفي مواجهة الباطل، صدق الرسول الأعظم -صلوات الله عليه وآله وسلم- القائل فيهم: (أتاكم أهل اليمن، هم أَرَقُّ قلوبًا وألينُ أفئدة، الإيمانُ يَمَانٍ والحكمةُ يمانِيَةٌ).