محمد يحيى الضلعي
بدأنا أنصاراً ولا زلنا أنصاراً، شعرت بالانتماء في توالي الأحداث المحدقة بالأمة الإسلامية تلخيصاً لا عدول عنه أَو منه في فحوى الشعار الذي أطلقه الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي -رحمة الله تغشاه-، حين قال الموت لأمريكا قبل الموت لإسرائيل فأمريكا هي من أوجدت إسرائيل وهي من تحميها وهي من حركت أساطيل قواتها لتقف إلى جانبها، ففعلاً أمريكا الشيطان الأكبر، فكان الشعار بمثابة طرح دراسة الجدوى والتحذير منه وفيه لهذه الأُمَّــة وكان في توقيت الأُمَّــة تتساهل الكلام والأسوأ من ذلك جعلوه نكرة بل وحرموه وجرموه.
إن خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي التنسيق في محور المقاومة وخيارات الرد ومخاطبته للمجاهدين في غزة، فيه ألف دلالة وألف رسالة، فخطاب السيد وتهديده ليس استهلاكًا إعلاميًّا بل واقع مستقبلي ووعد محقّق عند اكتمال الشروط، والسيد القائد عندما يقول ذلك الكلام فهو يدرك تماماً الإمْكَانات المطلوبة ويثق بما نمتلك، ولذلك فاليمن إن تدخلت في الحرب ستغير المعادلة، وكما صنعنا النصر والمفاجآت في العدوان على بلادنا، سنصنع انتصاراً أكبر ومفاجآت أعظم في فلسطين.
وإن المتتبع للأحداث والقارئ لما خلف السطور يدرك أن رسالة السيد بها الكثير من المعاني والأهداف، فهذه الرسالة كفيلة بتغيير خطط وتراجع دول وانسحاب جيوش، وقد يكون لهذا الخطاب تأثير كبير جِـدًّا في مسار الحرب قد لا يدركه المتابع السطحي للأحداث، لكن الذي يفهم جيِّدًا يدرك مدى قيمة وأهميّة تلك الرسالة من السيد القائد حفظه الله.
وما رسالة السيد القائد إلا تطبيقاً للشعار، وهَـا هي الأحداث تثبت لنا كُـلّ يوم معنى وفحوى ذلك الشعار، الذي هز اليهود والنصارى وعملائهم وبالنص يفسر نفسه ويشرح للعالم معنى إسرائيل ومن ورائها أمريكا لتموت؛ مِن أجلِ حياة هذه الأُمَّــة، ولم نؤلف مجلدات للشرح والتوضيح لكنها بضعة سطور في مجملها عشر كلمات خاطبت كُـلّ فئات الناس في هذا العالم المنافق وبأبسط الطرق المختصرة تجدولت الأحداث لتروي معنى تلك الكلمات في روايات عدة إن لم نستوعب ذلك الشعار سنغفل كَثيراً ونتعب أكثر، وها هي أمريكا داعمٌ جهاراً نهاراً وبكل وقاحة لإسرائيل في قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني الذي يبحث عن الكرامة.
إن ما أقدمت عليه أمريكا في دعمها اللوجستي والعسكري لإسرائيل عبر إرسال حاملة الطائرات وتقديم الذخائر والدعم السياسي هو محاولة استباقية تحذيرية لدول المنطقة التي تفكر في الانقضاض على إسرائيل، غير أن السيد القائد قد كشف في خطابه ذلك الأمر وأرسل رسالته التي تخبر أمريكا عن الخطوة التالية إذَا ارتكبت أية حماقة.
وليس بغريبٍ علينا ولا على كُـلّ مؤمن عرف من هي أمريكا وعرف من هي إسرائيل، وكلَّ حر في هذا العالم يعرف أن المبادئ لا تتجزأ أَو تنحرف أَو تتحول أَو تتطور إلى منصة الحياد بحجج واهية وعلى حساب المقدسات والأرض والعرض والدين والقيم والمبادئ، فمن تجرد من قول كلمة الحق إلى مغالطة نفسه أولاً والأمة الإسلامية ثانياً بإصدار بيانات هزيلة بل عفنة تدل على الانبطاح فليعرف هذا، وذلك أن الكل بات يعرف مراتب الكل منا وفينا، ونلنا شرفاً كيمنيين أننا في مربع الكرامة بفضل الله، وفي محور الصدق والقول السديد في ما يسمى بمحور المقاومة.
وما يزيد الأُمَّــة أملاً وفخراً هو خطاب السيد الذي قال فيه: إن هناك تنسيقًا بين قادة محور المقاومة في فلسطين واليمن وغيرها، وهذا بحد ذاته دافع قوي للشعب الفلسطيني للاستبسال والصمود، وجرعة أمل للأُمَّـة العربية والإسلامية التي لم تعد تثق بحكامها، خُصُوصاً بعد رياح التطبيع التي اجتاحت عدداً من البلدان العربية في الآونة الأخيرة.
وخطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن الأحداث في فلسطين طوفان الأقصى، خطاباً يمثلني ويشرفني ويمثل كُـلّ من يتنفس الحرية والكرامة والمروءة والقيم والغيرة الإسلامية، وكبريائنا مشروع ولأول مرة حين قال لستم وحدكم للفلسطينيين، ونحن نعرف ونيقن أنه كلام قولاً وفعلاً وليس شعاراً لامتصاص غضب الجماهير، لكنه معنى يشعرنا بالحق وباليقين في قلوبنا شعباً وقيادةً أننا بدأنا أنصاراً لهذه الرسالة ولا نزال على العهد أنصاراً لله ورسوله والمؤمنين.
وها نحن نعلنها اليوم أمام الملأ، حاضرون لتأديب إسرائيل وأمريكا كما جاء في خطاب السيد القائد، وشعارنا المدوي ستكون أحرفه رصاصات لهب وصواريخ موت على كُـلّ الأعداء، فأقبلوا بحاملات طائراتكم التي تكشف مدى الخوف والفزع الذي أصابكم، وتكشف مدى خوفكم من تحَرّك محور المقاومة، لن تغيروا من المعادلة شيئًا، نحن قدر الله في أرضه ووعد الله وأنصاره ورجال الحق، نحن المحور الذي لم ينحنِ يوماً أَو يداهن أَو يفاوض أَو يعترف أَو يطبع، نحن بقية الصادقين المخلصين في هذه الأرض، فأهلاً بمعركة الخلاص ومرحباً بسيوف التحرير لاقتلاع أقذر دولة عرفها التاريخ.