نحن كشعبٍ يمنيٍ بهويتنا الإيمانية وانتمائنا للإسلام، ونحن أيضاً جزءٌ من هذه الأمة المستهدفة، لكن لبلدنا حصته من هذا الاستهداف الذي هو استهداف شامل.
الحديث في إطار العناوين عن هذا الاستهداف الشامل الكارثي المدمر، الذي له غاية خطيرة جدًّا، ولكننا سنسعى للاختصار؛ لأننا لو دخلنا في شرح التفاصيل، والدخول في كثيرٍ من الشواهد، لطال بنا الحديث، ولتأخرنا كثيراً، فسنحرص على الاختصار، وسندع للإخوة في الإعلام: الإعلام الرسمي عندنا في صنعاء، وقناة المسيرة أيضاً، والإعلام الوطني، والإعلام الذي يتخذ موقفاً حراً تجاه الاستهداف الأمريكي للأمة، سندع لهم الفرصة للعناية فيما يتعلق بالشواهد:
السعي للسيطرة على الاقتصاد والثروة النفطية
سعى الأمريكي للسيطرة على الاقتصاد، وكان هذا واضحاً في السياسات الاقتصادية التي دفع النظام أكثر وأكثر إليها، مع أنَّ النظام لم يكن ناجحاً على المستوى الاقتصادي، ولم تكن له أهداف مهمة على المستوى الاقتصادي، لكن الأمر زاد سواءً مع التدخل الأمريكي وسعي الأمريكي للسيطرة الكاملة، اعتمد النظام الرأسمالي بشكلٍ كلي، اعتمد على القروض الربوية الخارجية المرهقة للبلد، والتي توظَّف في مجالات ليس فيها دعم للاقتصاد الوطني، واعتمد سياسات البنك الدولي التدميرية، التي يتضرر منها الشعب بشكل كبير جدًّا، وتوسع مساحة الفقر، وتحمل المواطنين الأعباء فوق الأعباء.
سعى الأمريكي ومعه من معه من المتحالفين إلى السيطرة على الثروة النفطية والغازية في البلد، إلى درجة أنه أفقد هذا الشعب الاستفادة منها، وأفقدها أثرها الاقتصادي، إلى درجة أنَّ الوضع الاقتصادي للشعب ما قبل استخراج النفط في البلد، كان أفضل مما بعد استخراج النفط في البلد، الوضع الاقتصادي للمواطنين، الواقع المعيشي للمواطنين كان قبل استخراج النفط أحسن، بعد استخراج النفط كان النظام يتحدث عن نهضة اقتصادية وثروة، ويقدم الوعود والآمال لهذا الشعب، لكن الذي يجري أنَّ الذي استفاد بشكل كبير من تلك الثروة هي الشركات الأمريكية والغربية، وبقي هذا الشعب بائساً ومعانياً. الشركات تلك دخلت بصفة الاستثمار، ولكن بشكل سيء جدًّا، مجحف بهذا البلد، بغبن كبير لهذا الشعب، وأصبحت هي الرابح الأكبر من الموارد النفطية في البلد والموارد الغازية، الرابح الأكبر، والشعب يحصل على شيء تافه من هذه الثروات، عائد محدود، وحتى عندما تباع له، تباع بأسعار غالية ومرتفعة، ولا زال الحال كذلك إلى اليوم.
وأيضاً من أشكال ومظاهر هذه السيطرة على الاقتصاد: ترسيخ مفاهيم خاطئة عن البلد في موارده الاقتصادية وثرواته البرية والبحرية، والنظام لم يقصِّر، كان يشتغل في ذلك وفق الطريقة التي تخدم أمريكا؛ لإقناع الشعب أنَّ هذا بلد فقير في موارده، لا يمتلك موارد اقتصادية، مع أنَّ لديه الموارد النفطية والغازية الواعدة، ولديه الزراعة ثروة ضخمة جدًّا وواعدة، ويمكن أن يهتم بها، ويطورها، ولديه الثروة الحيوانية، مورد ضخم وكان بالإمكان تقويته، وتطويره، والعناية به، ولديه- أضف إلى ذلك- الثروة البحرية الضخمة. على كلٍّ؛ سعى الأعداء إلى الشغل، وحتى اقتنع أكثر أبناء البلد بهذا.
مما حرص عليه وكان قائماً، ولكنه زاد بشكل أكبر، وتماشى معه النظام في ذلك بشكلٍ تام: الاعتماد على الاستيراد الخارجي لكل شيء، توجه التجار بتشجيع من النظام إلى الاستيراد لكل الأشياء، لكل الاحتياجات في البلد من الخارج، وتوقفوا عن التوجه للإنتاج الداخلي، حتى لأبسط الأشياء، فمن [الملاخيخ]، إلى الصلصة… إلى كل احتياجات الحياة من: المأكولات، والمشروبات، والملابس، والاحتياجات المنزلية… وكافة الاحتياجات، اتجهوا إلى تشجيع وتهيئة للاستيراد الخارجي، وفتح مجال كبير وإعراض كلي عن الإنتاج الداخلي، بل وضرب المنتج الداخلي، ضرب المنتج الداخلي، وكان هذا بشكل ملحوظ ومتسارع، وتعطلت زراعة القمح، وضُرِب انتاج البن، وتضرر الشعب في ذلك إلى حدٍ كبير.
من السياسات الاقتصادية ومظاهر السيطرة على الاقتصاد: أنهم عملوا على نشر المخدرات والترويج لها، ولا يزالون يفعلون ذلك، من ضمن ذلك: أنهم حولوا الزكاة إلى الموارد العامة، وأدخلوها في الموارد العامة والميزانيات العامة بعيداً عن مصارفها الشرعية، وهي ركن من أركان الإسلام، وله أهداف مهمة ومقدسة عظيمة، ومصارف محددة شرعاً، من ضمن ذلك: أنهم خصخصوا القطاعات العامة والخدمات الأساسية في: الصحة، والتعليم… وأشياء أخرى، والتفاصيل كثيرة، والكلام يطول.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد 1442هـ