زهران القاعدي
يتفرَّدُ الشعبُ اليمني عن بقية شعوب العالم الإسلامي بإحياء ذكرى ميلاد الحبيب المصطفى بزخمٍ غير مسبوق، حَيثُ يتسابق المحبون لرسول الله بحضور الفعالية الكبرى التي من خلالها يرسلون رسالتهم إلى العالم أن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- حاضرٌ في قلوب اليمانيين وبكل قوة رغم كُـلّ تلك المؤامرات والخطط والحروب التي شُنت على يمن الأنصار؛ بغيةَ إبعاده عن نهج رسول الله، ذلك النهج الذي أرعب كُـلّ طواغيت الكفر والنفاق.
الاحتفال بذكرى المولد النبوي تعبيرٌ عن حُبٍّ وولاءٍ واقتدَاءٍ برسول الله وهو احتفال يعبر عن إشراق نور الحرية على هذه الأرض، فحب المصطفى غرس في النفوس وترسخ في الوجدان وربط بميدان الحياة، وإحياء مولده الشريف يُعيد الأُمَّــة إلى نبيها محمد إلى الارتباط بقيمه وأخلاقه النبيلة وسماته الفاضلة والحميدة.
فإحياء ذكرى مولد رسول الله يُعد عاملاً أَسَاساً في إعادة مكانة وعزة الأُمَّــة ويجعلُها أُمَّـةً قوية في موقفها وفي مواجهة أعدائها، أُمَّـة لها مكانتها بين الأمم.
إن السببَ الرئيسي الذي أوصل الأُمَّــةَ إلى مَـا هِي عليه اليوم من انحطاطٍ وذُلٍّ وهوان وجعل منها أُمَّـةً ضعيفة مهزومة تستباح أرضها وكرامتها هو الابتعادُ عن رسول الله والابتعاد عن النهج الإلهي القويم الذي فيه عزتها ورفعتها، لقد أبعد اليهودُ أُمَّـةَ الإسلام عن رسولها محمد وعن الارتباط به وبكل ما يربط رسالته الربانية القوية حين زرعوا في أوساط الأُمَّــة الإسلامية عُلماءَ سوء ونفاق يجرّمون ويحرّمون كُـلَّ ما يربطُ الأُمَّــةَ برسولها وبدينها من إحياء ذكرى مولد رسولها محمد -صلوات الله عليه وآله-.
لقد أفشل شعبُ الأنصار كُـلَّ تلك الفتاوى اليهودية التي حاولوا من خلالها إبعادَه عن رسول الله محمد، وها هو اليوم يُسقِطُ الأقنعة التي يتوارى خلفها أُولئك الشذاذ المتسترون تحت مسمى علماء شريعة وشيوخ دين باحتفاله بذكرى المولد النبوي من إقامة الأمسيات والفعاليات وحضور الندوات التي تعيدنا إلى رسول الله.
الشعب اليمني يزدادُ وعياً وتمسكاً وحباً واقتدَاء برسول الله محمد ولا شيء يمنعُه عن ذلك مهما طبّل المنافقون وحشد الطغاة المجرمون؛ لإبعاده عن رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم-.