عندما انطلق السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- ليتحرك على أساس القرآن الكريم كمصدر هداية، وعلى أساس أن تضبط المواقف بضابط المبادئ، بضابط المسؤولية الإيمانية، بضابط الهوية الإسلامية؛ لأنه يدرك أننا في مرحلة من أخطر المراحل، وأن هناك من سيروج لحالة التبعية والولاء لأعداء الأمة، والتفريط بقضايا الأمة، والتآمر على أبناء الأمة، وإذا لم تبق المواقف مضبوطة بضابط المبادئ والأخلاق، بضابط القرآن الكريم، بضابط الحق، بضابط الفطرة، فهناك من سيسهل عليه أن يفرط مع نقص الوعي، مع ضعف الإيمان، مع حجم الإغراءات، مع حجم الهجمة التضليلية تحت عناوين تشوش على الكثير.
عندما حركوا العنوان الطائفي من خلال الأدوات التكفيرية، عملوا منه عملية تشويش على البعض، الأمريكي يهمه أن يستغلك تحت أي عنوان، لا يهمه أن يكون العنوان عنواناً طائفياً، عنواناً أو لقباً محسوباً في الساحة الإسلامية، أو مفردة من المفردات التي يتداولها المسلمون ما دامت في خدمته وفي سبيله، ما دامت لتحقيق أهدافه، ولكن الأمور جلية مهما رفعت من عناوين، الأمور جلية، الارتباطات واضحة.
يوم رفعت الأدوات التكفيرية في سوريا عنوان الجهاد، وهي ترتبط بكل وضوح بأدوات أمريكا وعملاء أمريكا، ثم يتضح ارتباطها حتى بإسرائيل، ثم تظهر مشاهد الفيديو ونتنياهوا يزور جرحاهم ويتفقدهم في المستشفيات الإسرائيلية، هذه الارتباطات الواضحة هي تكشف زيف كل تلك العناوين التي يرفعها هذا الطرف أو ذاك الطرف.
عندما رفع النظام السعودي عنوان العروبة في حربه على شعبنا اليمني المسلم العزيز، الأصيل في هويته وانتمائه، والأصيل في مواقفه المبدئية والأخلاقية، فأتى ليرفع عنوان العروبة، وأنه يريد أن يعيد شعبنا إلى حضن العروبة، وأتى أحياناً ليرفع عنواناً طائفياً ويصف شعبنا بالمجوسي، ثم يأتي كل وقتٍ بعنوان، وفي كل مرحلة يرفع عنواناً معيناً، تتضح الأحداث، تكشف الأحداث وتتجلى الحقائق أنها مجرد عناوين للاستهلاك الإعلامي، للتغطية على الأسباب الحقيقية، وأنها أيضاً لخداع البعض من السذج والمغفلين والحمقاء، وأنها أيضاً للتبرير لمن يرغب بأن يكون له عنوان تبريري، حتى لو عرف أنه مجرد عنوان تبريري زائف لا يستند إلى الحقيقة، ليس هذا هو المهم، المهم أن تغطى الخيانة والعمالة والتبعية لأعداء الأمة، وما يترتب عليها من جرائم رهيبة، من مؤامرات فظيعة، من جرائم شنيعة بحق الأمة، أن تغطى بأسماء وعناوين للاستهلاك الإعلامي، عسى أن تغطي شيئاً من السوأة، من القبح، من الشناعة، الخيانة والعمالة.
عندما يجتمع أولئك ليتآمروا على الشعب الفلسطيني، وهو الشعب العزيز المظلوم لعقودٍ من الزمن، والذي يعاني من مظلومية واضحة وكبيرة، وقضيته عادلة لا لبس فيها، باتوا اليوم حتى يشككون في عدالة قضية الشعب الفلسطيني وهي قضية الأمة بكلها، بات إعلاميوهم يتحدثون عن إسرائيل وعن العدو الإسرائيلي بحديثٍ آخر، بخطابٍ آخر، بمديح وثناء، وإشادة وتقدير، ويتحدثون حديثاً سيئاً، ويجهرون بالسوء من القول ضد المجاهدين في فلسطين والشعب الفلسطيني، ضد حركات المقاومة، ويجهرون بالسوء من القول ضد حزب الله الذي وقف أشرف المواقف في مواجهة العدو الإسرائيلي، ورفع رأس الأمة عالياً بتحقيقه الانتصار الإلهي التاريخي الكبير في مواجهة العدو الإسرائيلي، باتوا واضحين في عمالتهم وخيانتهم، ومع ذلك يحاولون أن يوسعوا دائرة الاستقطاب في داخل الأمة، ويشتغلون في سبيل ذلك، ينفقون الأموال الكثيرة، يحركون كل وسائلهم وكل إمكاناتهم، بما في ذلك وسائلهم الإعلامية لخدمة إسرائيل.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1440هـ