بقلم / د. أمير الدين جحاف
منذ ٨ سنوات تعرقلُ أمريكا اتّفاقَ مينسك، وتحقيقَ السلام في أوكرانيا، وشرقها بالأخص، وتَعِدُ حكومةَ كييف وتمَنِّيها بالدعم والمساعدات، وفي أحلك ظروفها عندما وصل الأمرُ إلى أن تفقِدَ أوكرانيا سيادتَها كدولة.. يصرّحُ بايدن أنهم لن يتدخّلوا إلَّا إذَا عبرت روسيا خارجَ أوكرانيا.. اكتفوا بطرح معلومات ومواعيد الغزو، وانصرفوا.
أوكرانيا تمثل عتبةَ الباب والمدخلَ لروسيا، والسيطرةُ ستتم على كُـلِّ المطارات والقواعد العسكرية، والمحطات النووية، ومصانع الأسلحة، ومحطات الطاقة، وتحييدها؛ لتؤمِّن روسيا نفسَها.
قبل ثماني سنوات، قتلت الألويةُ العسكريةُ التي شكّلتها أمريكا من القوميين المتطرفين أكثرَ من ١٢ ألف مدني في منطقة دونباس، ودمّـرت مُدُناً بمَن فيها، وأصدرت القوانينَ التي تمنعُ استخدامَ اللغة الروسية، وَرفضت دفعَ الرواتب الشهرية لسكان تلك المناطق، وغيّرت تاريخاً مرتبطاً بجذور هذا الإقليم، بعدَ كُـلّ هذا أسمتهم انفصاليين متمردين.
وللعلم أن أغلبَ سكان هذا الإقليم، إن لم يكن جميعهم، ذوو أصول روسية.
2014م الماكنة الإعلامية لأمريكا والغرب لم تعتبر كُـلّ هذه المجازر انتهاكاً لحرية المدنيين، وضد الحرية والديمقراطية.
في ذلك الوقت استطاعت أُورُوبا بجهودٍ دبلوماسية لألمانيا وفرنسا، إيقافَ هذه المجازر، وعمل اتّفاق مينسك لما يسمى برباعية (النورماندي) والمعروفة بنوده.. لكن وقفت أمريكا حجرَ عثرة أمام تنفيذ هذا الاتّفاق، وتحقيق السلام بين هذا إقليم دونباس وَأوكرانيا.. واستخدمت أراضيَ أوكرانيا لتنفيذ مخطّطاتها لاستهداف الجارة روسيا، ولتوصل الأمرَ إلى الاقتتال لتستنزفَ روسيا، ومنها تنطلقُ لزعزعة الأمن فيها، تنفّذها أجهزةٌ استخباراتية أوكرانية تقودُها CIA الأمريكية.
وكما هي عادتها أمريكا تقتُلُ بسلاحها، وجنود غيرها، ولتذرف دموعَ التماسيح على الديمقراطية، وحقوق الإنسان وقتل المدنيين، الذين نالهم منها في كُـلِّ دول العالم ما لم تقم به أعتى دكتاتوريات العالم، في تاريخٍ أسودَ بدءًا من إبادة الهنود الحمر، وهيروشيما وَنجازاكي وفيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، وجرائم الحرب المغيَّبة في هولوكوست هذا العصر (اليمن).. والقائمة تطول.
والإعلام المسيَّر بأموالها وحلفائها، وَبقنوات الدجل والزيف والكذب تتخذُه سلاحاً لتبريرِ كُـلّ ما تفعله.