الغربلة بالمعيار القرآني

الغربلة بالمعيار القرآني

الغربلة بالمعيار القرآني

 

‏المشوار طويل والقضية خطيرة والمسيرة القرآنية عظيمة وللعالمين جميعا فبعد أن  مكن الله لها في الأرض بعد الاستضعاف، ومع الأحداث العظيمة والجسيمة التي مرت و تمر بها ولكي نظل في طليعة الحياة في قوتنا وعملنا وازدهارنا ونكون شمس الحياة وظلها، وحرها وبردها، وكما هذه المسيرة أمل المستضعفين من العالمين وهي صورة المجد في ترفعه والشرف في كبريائه فيجب أن تكون (نظرتنا قرآنية) لنكن عونا وسندا لعلم الهدى، وتتظافر جهود الجميع لمحاربة المتسلقين والفاسدين والخونة الذين يسعون في الأرض الفساد ويخالفون قيم و مبادئ وأخلاق المشروع القرآني العظيم.

لنحافظ على التمكين وننتصر على الغزاة المعتدين والطغاة الظالمين، حيث يجب أن يسود في واقعنا العدل والقسط وأخلاق و مبادئ القرآن، فالدماء التي سالت غزيرة في سبيل الله هي ثمن عزة وكرامة الشعب والأمة، وهي هي الصخور الصلبة التي تحطمت وستتحطم عليها رؤوس المجرمين من عملاء بني صهيون، وتبددت وسيتبدد عليها أحلام المستبدين والمتسلقين.

إذا  أردنا أن يغير الله حالنا ويصلح شأننا وننتصر على أعدائنا فيجب أن نطبق توجيهات عَلَم الهدى ونري الله (تعالى) صفحة مشرقة وساطعة من قلوبنا و واقع حياتنا ومسيرتنا العملية في سبيل الله، السيد القائد (يحفظه الله) رسم سطورا  جديدة في تاريخ المسيرة القرآنية المباركة، وقال  "أذكر كل الذين ينتمون إلى مسيرتنا القرآنية في أي موقع ومنصب كانوا، وفي أي مستوى كانت صلتنا بهم: أننا لن نقبل لهم ولن نرضى لهم أبدا بأن يستغلوا هذه المسيرة القرآنية وما فيها من التضحيات والجهود والشهداء والمسؤوليات الكبرى التي نهضت بها أمة مؤمنة مضحية مجاهدة على رأسها صفوة من عباد الله الأخيار من أولياء الله لكي يتسلقوا على هذه المسيرة وأكتاف هذه الأمة ثم ليمارسوا الظلم، مثل هؤلاء الناس لن نرضى لهم أبدا .. هذا إنذار تمليه علينا المسؤولية ويفرضه علينا الواجب، نحن نسعى بكل جهد إلى أن نحارب كل هذا المستوى من الخيانة من الظلم من الإجرام من أي متسلطٍ أو مجرم." 

فيجب والله علينا كمجاهدين أن نكون عند حسن ظنِّه بنا ،وأن نسعى جميعا بدون استثناء بشرف قاصدين وجهه ( تعالى ) بأعمالنا وأقوالنا وكدحنا وسعينا وجهادنا وجهدنا وتحركنا وأعمالنا محترمين سننه في كونه وتوجيهات علم دينه لنرتقي بواقعنا وننعم بالسيادة في دنيانا بحسن التوكل عليه(سبحانه) وفي آخرتنا بجنة الله ورضوانه، وأول ما يكون ذلك بخلع الفاسدين والمتسلقين ومحاربة الخيانة بشتى الوسائل والطرق وبكل الأساليب وبنظرة قرآنية ومعايير إيمانية ونمكن لكل قيمة شريفة من مبادئ وأخلاق القرآن في كل شؤون حياتنا والذود عن حياض الحق والشرف والعدل والقسط بالغالي والنفيس، والوقوف للظالمين وقفة الأسود الضواري وإلقائهم في مزابل التاريخ خارج المسيرة المباركة ليكونوا عبرة للحاضرين وذكرى للمقبلين ودرسا قائما للحاضر والغابر.

ثم عدم الانسياق وراء أبواق الطبالين والمزورين والغشاشين، ثم نبذ أسباب الفساد والكفر بمسالك الفشلة وإلقاء السمع للمؤمنين المخلصين العاملين لخدمة دينهم وأمتهم:

"إن الله ﻻ يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين "

 

فهل آن للأمة أن تصلح حالها لتنتصر على أعدائها وتؤدي رسالتها على أكمل وجه كما يريد الله ؟

 

بقلم المجاهد الجريح/ نبيل بن جبل