درر القائد طوق النجاة للمستبصرين

درر القائد طوق النجاة للمستبصرين

تأمل هذه الكلمات المعبرة جدا في الآية الكريمة :” و أما ثمود فهديناهم، فاستحبوا العمى على الهدى” الله( تعالى)  لم يقل : ( فعرفناهم) بل قال بوضوح ” فهديناهم ،والفرق بينهما كبير واضح ومع ذلك : استحبوا العمى على الهدى ؛ و لهذا  يجب  أن نحمد  الله  على  نعمة الهداية والولاية والمسيرة القرآنية ، ونتفاعل مع هدى الله  بجد واهتمام  ونغير أنفسنا  ونصحح أخطاءنا ، ونلتزم بتوجيهات العلم ، ونطبق ماينطق به من هدى القرآن على أرض الواقع  لكي ننتصر ونحظى برعاية الله  ونكون جديرين بمعية الله لنا .

 

محاضرات هذه الأيام  تكفي لأن  نكون على أرقى مستوى في  علاقتنا بالله ( سبحانه وتعالى )  وفي كافة شؤون حياتنا .. معاملتنا .. نظرتنا ..تحركاتنا .. توجهاتنا . دروس شاملة ومن كتاب الله كما أنه واجب علينا الالتزام خاصة نحن الذين وفقنا الله للجهاد في سبيله مادامت فينا حياة ، و كذلك هو واجب الأمة المسلمة الالتزام بالقرآن و هديه  من خلال النظر الواعي للقرآن وما يقدمه قرينه ، يمكنها بناء قلعتها الحصينة ومد برجها العالي في طباق السماء إذا رجعت الى القرآن ، وأعلام  الهدى،  وابتعدت عن  العلل التي تستوطن تفكيرها وتشل فهمها .

 

ولن تقوم لأبناء  الأمة قائمة ما لم يتهموا أنفسهم بالعجز والقصور في إدراك مرامي القرآن البعيدة التي حجبت عنهم عندما زاغت عقولهم ، وضلت أفئدتهم ، واتبعوا  الأفكار المغلوطة ، و وساوس الشياطين من الجن ومن الإنس علماء ومفكرين وخطباء ومرشدين وإعلام وقنوات تابعة للمضلين .

و لذلك فإن النهوض والصلاح والفلاح  والعزة والكرامة والتمكين مرهون بمحاولة الاستشفاء من كافة الأمراض والعلل التي كبلت الأمة ، وعرقلت خطاها بتلك الأفكار المغلوطة لأن في حروف القرآن ،  في هدى الله،  في كلماته وموضوعاته  التي ينورنا بها السيد القائد (‘عليه السلام)  ويوضح معانيها ودلالتها  مناجم غنية بكل ما تحتاجه الإنسانية من خير  لعمران دنياها وأخرتها ،  فلابد ( إذن ) من التفهم والاستجابة لما يدعو القرآن ، وعلم الهدى إليه  ،  و لا بد أن تحاول الأمة  تفهم الآيات بوعي  أعمق ، وفكر أبعد ،   وشمولية تتسع لغايات القرآن الأزلية الأبدية لكي تنهض وتبني واقعها على أساس صحيح وحينها سوف يتأهل المسلمون لاستعادة دورهم التاريخي الكبير ،  وهدى الله  هو المدد الخلاق ، والثورة المتجددة ، والينبوع الفياض الذي لا ينضب معينه أبدا ،  والذي يحمل في حروفه كل الأسرار الكفيلة بالنهوض والتقدم لهذا العالم الموار ،  ومن محاضرات علم الهدى التي يبين معالم القرآن  فيها  ويخاطب بها الأمة كافة  سيرشح المسلمون(  لو عملوا بها  حتما ) لقيادة البشرية جمعاء ، والإمساك بزمام قافلتها ففيها من أسباب النهوض مايكفي .