استشعار رقابة الله باستمرار والحذر من التقصير ، ما أحوجنا نحن المسلمين إلى تقييم أنفسنا ، ومراجعتها لكي نعرف مستوى تفاعلنا مع هدى الله ، وفي شهر رمضان المبارك بالذات مع سماع المحاضرات التي يلقيها : السيد القائد باستمرار ، والبرنامج الرمضاني ، يمكن للواحد ان يعوض ما فاته من التقصير ، ويبدأ مرحلة جديدة من العودة والانابة والتوبة والرجوع الى الله بصدق وعمل ، عندما نعود إلى كتاب الله ونستشعر التقصير في جنب الله ونعمل مخلصين له الدين نخاف منه ، من جبروته ، من عذابه ، من ناره ، نخاف من يوم الحساب والعقاب يوم لا ينفع المعذرة والندم و الأسف ، عندما نستشعر رقابة الله (سبحانه وتعالى ) المباشرة علينا : ” يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ” ، ” والله عليم بذات الصدور” ..
عندما نستشعر أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد وأن سمعنا وأبصارنا وجلودنا وجميع حواسنا ستشهد علينا يوم القيامة
حينها ستستكمل أنفسنا فضائلها ، وتكتسي أرواحنا بطهر الدين ، وتتألق عقولنا بثقافة ونور القرآن ، و يسطع القلب بنور الهدى ويخشع لله ، ويتقرب منه ، وحينها يتحول الإنسان إلى قيمة من الجمال ويكون مؤديا للغاية التي خُلق من أجلها وهي خلافة الله في أرضه ونصرة دينه ومواجهة أعدائه ، و نصبح بمبادئ وأخلاق وقيم القرآن سرا من أسرار الفضيلة ، ونغدو ذا قيمة في معالم الخير نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ونستكمل عزتنا وكرامتنا ، و سيسود الحق إذا عدنا لكتاب الله لأننا أدينا الأمانة على أكمل وجه ؛ فإذا تحركنا تحركت معنا نسائم الخير والصلاح والفلاح والعدل والحق كأننا آية بديعة من آيات الله في صفحة كونه العظيم ؛ فما تجرعت الأمة الصاب علقما و احتست السم زعافا والإذلال والقهر والاستبداد إلّا بسبب الغفلة والتفريط والتقصير بهذه المبادئ المهمة ، فهل يستغرب ما وقع لها من خسران وبوار، وما أحاط بها من دمار وعار ، والله يقول فيها :
“كنتم خير أمة أخرجت للناس”؟
الواقع يشهد أن عدل الله سار بحكمة مطلقة في كونه العظيم، وأن كل ما وقع لها من مآس وما ظللها من مخاز حق وجب عليها أن تراه ، وحقيقة حري بها أن تفهمها ، فهي خيرية مشروطة بما بعدها مكفولة من الله إن هي حفظت عهدها: “تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”، وتخافون منه ومن تقصيركم تجاهه .