عيسى السياني
في ذكرى ثورة 21 سبتمبر العيد التاسع لميلادها المجيد التي رسمت ملامحَ مستقبل اليمن الجديد بواقع من الاستقلال وَالحرية والتي حقّقت نجاحاتٍ كبيرةً في مختلف المسارات والتوجّـهات، وما شهدته ساحة ميدان السبعين في العاصمة صنعاء من عرض عسكري مهيب، الأول من نوعه، وظهور نماذج بسيطة من أسلحة استراتيجية وَصواريخ باليستية متطورة، ومنظومات دفاعية بحرية جديدة، وأجهزة رصد حديثة وسط تحليق للطيران الحربي لأول مرة في سماء العاصمة منذ إعلان الحرب على اليمن في 26 مارس 2015م، حَيثُ يأتي العرض العسكري بمثابة رسائل عاجلة خطها الجيش اليمني والأجهزة الأمنية في ظل التحَرّكات الأجنبية بالقرب من المياه اليمنية في البحر الأحمر التي تشكل تهديداً للسيادة اليمنية وعلى وأمن وسلامة الملاحة الدولية، ومن واقع المسؤولية تحَرّك اليمنيون في 21 سبتمبر بثورة شعبيّة نابعة من وعي للقضاء على قوى العمالة والتبعية والارتهان للخارج، وما تحقّق بفضلها اليوم أزعج كُـلّ العملاء والخونة والأنظمة العميلة لقوى الاستكبار العالمي..
لقد حقّقت الثورة، الكثير من الأهداف، وأفشلت الكثير من المخطّطات الإجرامية التي راهن عليها الأعداء، مراقبون دوليون يؤكّـدون أن كُـلّ الوسائل والإمْكَانيات الهائلة التي تحَرّكت لإفشال ثورة 21 سبتمبر في اليمن باءت بالفشل بدءً بالجانب الأمني والعسكري، والاقتصادي، والسياسي، وآخرها الجانب الإعلامي، وحجب القنوات والمواقع الإلكترونية، دون تحقيق أي شيءٍ يُذكَرُ، غيرَ أن قوات الجيش اليمني تنامت قدراتها وتطورت إلى حَــدّ كبير لتحقّقَ نقلةً نوعيةً ورافدًا وطنيًّا يعزز من مسارات الصمود والانتصار، ويؤكّـد العرض العسكري المهيب أن دائرة الخيارات العسكرية والأمنية توسعت وتنامت بشكل كبير، وكلّ عام من ميلاد الثورة يتفاجأ اليمنيون بإنجازات وصناعات عسكرية لم تكن في حسبان الأعداء واليوم وجدت؛ مِن أجل الشعب والحفاظ على أمنه واستقراره وباستعداد عالٍ لخوض المعارك الدولية المعادية وتحقيق السيادة الوطنية..
وهنا نقول إن ثورة 21 سبتمبر رسمت ملامح مستقبل اليمن الجديد بأبعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأخرجته من الوصاية الأمريكية، فعلاً هي ثورة تصحيحية لإصلاح ما أخفقت في تحقيقه ثورة 26 سبتمبر في مختلف المجالات، لا سيَّما وأن الثورات امتداد لبعضها.. ولا تزال ثورة21 سبتمبر إلى اليوم تدعو خصومها إلى احترام سيادة البلاد والتوقف عن الفساد والاستبداد ووقف العلاقةِ مع الإرهاب والمضي قدماً نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة.