طارق مصطفى سلام *
في صبيحة يوم الـ 21 من سبتمبر 2014 المجيد أشرقت شمس الحرية والاستقلال اليمني من جديد بعد قرون من الهدم والتغييب المتعمد للهوية اليمنية وارادة الشعب اليمني المتعطش للحرية والكرامة والتي حالت دون وصوله إلى غايته المنشودة مؤامرات خبيثة وانتهاكات صارخة للسيادة اليمنية التي حولت اليمن إلى حظيرة خاصة لأطماع الأعداء ومؤامراتهم .
لقد استطاعت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة أن تجعل اليمنيين واحداً من الأرقام الصعبة على الساحة الإقليمية والدولية بعد أن تمكنت بفضل الله وحكمة القيادة الثورية المباركة بقيادة السيد العلم المجاهد / عبدالملك بدرالدين الحوثي ومن خلفه الشعب اليمني العظيم الصامد والقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي والحكومة وأبطال الجيش اليمني بمختلف تشكيلاته ووحداته البطلة من تغيير موازين القوى وإعادة بناء لبنات هذا الوطن ومؤسساته الوطنية والتحول من مسار التخلف والضعف والتبعية إلى مقدمة المعركة والتصدي لكل مؤامرات الأعداء والتصدي لها وإجهاض مشاريعهم التامرية بصورة أربكت الأعداء وقوة وبسالة عجز الأعداء عن معرفة سر قوتها وصلابتها .
تسعة أعوام من عمر هذه الثورة الوليدة كانت كافية لتحظى بتأييد شعبي واسع والتفاف كل أبناء الشعب اليمني حولها والحفاظ على منجزاتها وأركانها والسعي بتعاون واصطفاف خلف قيادتها لتنفيذ كل أهدافها المشروعة والمحقة لتتوج بذلك كمسار جديد لليمنيين ومنطلق وحيد نحو مستقبل مشرق ينشده اليمنيين من المهرة إلى صعدة .
لقد واكبت هذه الثورة المباركة كل عوامل التجديد والنهضة التي تنشدها الشعوب في الوقت التي تمكنت فيه من الحفاظ على الهوية اليمنية المحافظة و المعتزة بدينها ورسولها وأعلام الهدى في صورة قلبت الطاولة على المشككين في انتمائه و والملتحقين بركب العمالة والارتزاق لتقطع الطريق أمام كل تلك الاصوات المتربصة بها و الحريصة على استهدافها بمختلف الأساليب والأشكال القذرة التي ما لبثت أن اكتوت بنار حقدهم وإجرامها وباتت وضعية رهن اعتقال قوى العدوان والاحتلال ليواصل اليمنيون ركب مسيرتهم المباركة بثبات وعزيمة وإصرار على مواصلة تحقيق كل أهداف الثورة المباركة .
إن ثورة الـ21 من سبتمبر المجيد التي ولدت من رحم معاناة هذا الشعب ومرارة الهوان التي عاشها لعقود، رافق مسيرة نموها منعطفات خطيرة ومؤامرات لم يشهد أن عاشتها أي ثورات سابقة بالإضافة إلى الإرث المتراكم من الفشل المزمن للأنظمة المتعاقبة وهو ما تمكنت القيادة بفضل الله من السيطرة على هذه العوامل المهددة لحياة الثورة إلى عوامل قوة ونجاح ونقطة لانطلاقة جديدة مهدت لحزمة من النجاحات والإنجازات المهولة وبداية لعهد جديد بمستوى عالٍ ومتقدم يليق بقوة وصمود ومكانة هذا الشعب العزيز والمقاوم.
*محافظ محافظة عدن