أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ

أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ

بقلم / خلود الشرفي

على درب الحسين، ومرفأ زيد يكون للجهاد ظلال وألوان، وللعنوان كرامة واستبسال، فتلك الثورات التي جرفت عروش الظلم، وأزعجت منام الطغاة والمستكبرين، أساطين الكفر والإجرام، وعتاولة الظلم وفراعين الزمان، هي نفسها هذه الثورات التي يخوضها اليوم الشعب اليمني الصامد بكل كرامة، يمضي على امتدادها، ويستضيء بنورها، بكل عنفوان واقتدار في زمن تكالبت عليه قوى الشيطان الرجيم من كُـلّ حدب وصوب، في الوقت التي تملك فيه تلك القوى الشيطانية من وسائل التقنية الحديثة، ما يجعلها تتعامل مع الشعوب بعنجهية وغطرسة ما لها حدود، ناسين أَو بالأصح متناسين القوة العظمى التي يتصل بها الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، تلك القوة التي تكمن في اتصاله الوثيق برب السماء والأرض جل في علاه، وطاعته وتسليمه المطلق لأعلام الهدى من العترة النبوية الطاهرة، بقيادة السيد القائد الحكيم الذي يُدير المعركة بحكمة واقتدار، وفي الوقت الذي يشهد فيه اليمن العزيز عدواناً غاشماً، يستهدف كُـلّ مقومات الحياه، ويدمّـر البنية التحتية للوطن، ويستنزف طاقته، وينهب ثرواته، ورغم شحة الإمْكَانيات، وفرض الحصار، وتضييق الخناق، على شعبنا اليمني العظيم؛ بهَدفِ تركيعه، وإذلاله لقوى الطاغوت، إلا أن الشعب اليمني العزيز أثبت وبجدارة أنه صلب العود، عصي على الانكسار، معززاً ثباته وصموده بالشواهد من ميادين الكرامة وساحات الشرف والجهاد المقدس، وما فزعات الشاب الطومري هاني إلا نموذج فريد من تلك النماذج التي لا تُحصى لرجال الله في ميادين الوغى، وساحات البطولة، والتي تصل إلى مشاهد أُسطورية، وقد جسَّدها من قبلنا بكل تفاصيلها العظيمة، ودروسها الهامة أصحابُ الحسين وزيد -عليهما السلام- وأصحابهم الصادقين الذين ثبتوا معهم واجتثوا عروش المجرمين من أصولها، فتهاوت سريعاً وتلاشت إلى الأبد في طيات الزمن، ومزابل التاريخ..

وكما أعلن الرئيس الشهيد صالح الصماد عن “يد تبني ويد تحمي” ليؤسس بذلك مرحلة جديدة من الصمود والبناء، وفي إطار نهضة تعبوية جهادية شاملة لحماية الوطن والذود عنه، فقد تتابعت وبشكل لافت وملحوظ دفعات الأبطال شباب اليمن، وفخره وقلبه النابض بالحياة، كزخات الغيث، الذي يغيث البلاد والعباد، في عروض عسكرية مهيبة، لقوة وطنية تصاعدت بوتيرة عالية، في ظل عدوان وحصار ومليشيات ومرتزِقة، وعلى مدار ثمان سنوات من العدوان والقتل والتدمير..

إن تلك الحشود المنظمة من طليعة الشباب المؤمن المجاهد التي تدوس أعلام أمريكا وإسرائيل بأقدامها، باتت تثير الرعب للأعداء، وتقض مضاجعهم فتراهم يحسبون لشعب اليمن ألف حساب، ابتداءً بدفعة “الشهيد الصماد” لضباط الشرطة، ودفعة “وإن عدتم عدنا”، مُرورًا بدفعة “قادمون يا أقصى بجحافل جيوشنا”، وانتهاءً بدفعة “أولي البأس الشديد”، والتي لن تكون الأخيرة -بإذن الله تعالى-، فما زالت منظومة الدفاع وإعداد القوى البشرية من الشباب المؤمن المجاهد في طور النمو والازدهار، في واقعٍ يفرض عليها دينها إعداد القوة، وتجهيز العدة استعداداً لتحرير الأقصى الشريف الذي يخوض أبناؤه الفدائيون أشرس المعارك مع عدو متوحش يشرب الدماء، ويقتات بالأبرياء، وما عملية القدس البطولية إلّا شاهد حيَّ، على عظمة المقاومة الإسلامية، وتنامي قوتها، ورسالة خالدة لكل الأحرار أن الإسلام لا يقبل الهزيمة، وقد أكّـد الرئيس المشاط في كلمته لدفعة الباس الشديد بقوله: “من اليمن إلى فلسطين، نحن معكم، وموقف الجمهورية اليمنية واضح وثابت من القضية الفلسطينية”..

فالقضية الفلسطينية قصية محورية لا يمكن التساهل فيها أَو التفريط بها، في الوقت الذي باعها الخونة والعملاء بثمن بخس، دراهم معدودة، ليستمر الأمريكي والإسرائيلي باستعبادهم ودوسهم بأقدامه العفنة، وأحذيته القذرة، ومن فرط سكوتهم وجبنهم بات العدوّ يطمع فيهم أكثر، فهَـا هو ينهب الثروات في حضرموت وشبوة، فلا يجرؤون على قول كلمة واحدة، وأنى للعبد أن يتكلم على سيده، مما دعا كثيراً من مرتزِقة الإصلاح إلى الاعتراف بخطئهم بمساندتهم للعدوان على بلدهم ولكن بعد فوات الأوان، وأين هم طوال ثماني سنوات من المجازر اليومية التي يشيب لهولها الولدان؟!.

والعاقبة للمتقين..