الحالة التي نعيشها في هذا العصر، هناك عدوٌ واضح اسمه الأمريكي والإسرائيلي، يستهدفنا كأمة ليسيطر علينا وبعدائية، ليفقدنا استقلالنا، ليفقدنا حريتنا وكرامتنا، ليسيطر علينا سيطرةً تفصلنا عن مبادئنا الأساسية، عن قيمنا، عن إسلامنا الحقيقي، إسلامنا المحمدي الأصيل، إسلامنا الذي يعبر عن مضمونه القرآن الكريم، الذي يجعل منا أمةً مستقلةً، حرةً، عزيزةً، لا تعيش حالة التبعية لأعدائها؛ لأننا لو تحولنا لنعيش في حياتنا هذه حالة التبعية المطلقة لأمريكا وإسرائيل، وسلمنا أنفسنا كأمة بكل مقدراتها، وثرواتها، وإمكاناتها لتستغلها أمريكا وإسرائيل، ولتكون غنيمةً أمريكا وإسرائيل، ولتكون خاضعةً لأمريكا وإسرائيل؛ لكُنا فقدنا من إسلامنا جوهره، ومبادئه، وأسسه، ولأصبحنا أمةً ليس لها من الإسلام إلَّا اسمه، ليس لها إلَّا إسلاماً شكلياً توظَّف فيه بعض العناوين لخدمة أمريكا ولخدمة إسرائيل، كما يفعله البعض من العملاء والمنافقين والخونة، الذين يفعلون نفس الشيء، خضعوا لأمريكا، أصبحوا في حالة تبعية لأمريكا، مواقفهم مواقفها، وسياساتهم سياساتها، توجهاتهم توجهاتها، يعادون من تريد لهم أمريكا أن يعادوا، يوالون من تريد منهم أمريكا أن يوالوا، إعلامهم يخدمها، أموالهم تصب في تنفيذ مؤامراتها ومشاريعها، مواقفهم السياسية والعسكرية والأمنية تصب حيث التوجه الأمريكي، حيث تريد منهم أمريكا أن يكونوا يكونون، هذه حالة البعض. فنحن في مرحلة نعيش فيها هذا الإختبار الإلهي، الذي لا يمكن أن نكون فيه صادقين مع الله، صادقين في انتمائنا للإسلام الحقيقي في جوهره العظيم، الإسلام الذي يبني حريةً، واستقلالاً، وكرامةً، وعزةً، الإسلام الذي يبني واقعاً على أساسٍ من المبادئ الإلهية، والأخلاق والقيم العظيمة، لا يمكن أن نكون صادقين في ذلك مع التعبية لأمريكا وإسرائيل، لا يمكن أبداً، يستحيل ذلك. الإسلام في مبادئه الإلهية، في أخلاقه العظيمة، في تشريعاته الإلهية، لا يمكن أبداً أن يكون برنامجاً لأمة تتحول إلى حالة تبعية لأمريكا؛ لأن لأمريكا برنامجاً آخر، أسساً أخرى، لإسرائيل توجهات أخرى، مبادئ أخرى، لديهم سلوكيات وتصرفات وسياسات تتناقض كلياً مع مبادئ هذا الدين، حالة التبعية لأمريكا هي حالة عبودية للطاغوت، وهي تتنافى كلياً مع مبدأ التوحيد في الإسلام، الذي يجعلنا أحراراً لا نخضع إلا لله، لا نركع إلا لله، لا نعبِّد أنفسنا إلَّا لله -سبحانه وتعالى- حالة التبعية لأمريكا ستجردنا من الأخلاق القرآنية والإسلامية، حالة التبعية لأمريكا ستجردنا من الكرامة التي يريدها الله لنا، وستفقدنا حتى القيمة الإنسانية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] دروس من هدي القرآن الكريم ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمة السيد بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ